المسرح العراقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن بدأ المسرح العراقي والمسرحيون العراقيون يعتبرون مناضلين في سبيل المسرح، ففي خمسينيات القرن الماضي حينما أدركت السلطات العراقية حينذاك موقف هؤلاء المسرحيين الذي لا ينسجم وسياسة الدولة، عمدت إلى غلق كل السبل أمام شباب تلك الفترة، أمثال: سامي عبد الحميد وقاسم محمد يوسف العاني.. وفريقهم المسرحي، فاتجه هؤلاء الشباب يومها إلى بناء مسرح من الطين على ساحل دجلة وهرع الناس إليهم، وبذلك لم تستطع السلطات إيقاف المسرحية المعروضة في الهواء الطلق.

وفي عام 2016، وفي يوم المسرح العالمي، حينما أراد المسرحيون تحدي السلطات بترميم مسرح الرشيد الذي قصفته القوات الأميركية سنة 2003.. ورفضت السلطات العراقية إعادة ترميمه وتأهيله للعروض، تعاون شباب المسرح بقيادة سامي عبد الحميد لإعادة ترميمه بما يمكن من تقديم عروض مسرحية فوق خشبته.

ونجح المسرحيون واحتفلوا باليوم العالمي للمسرح، وقدموا عروضاً مسرحية قصيرة مختلفة لسامي عبد الحميد وشذى سالم وشقيقتها سهى. وأيضاً لـ: آلاء حسين ومناضل داوود وحكيم جاسم ورائد محسن ويحيى إبراهيم. إنها أجيال مختلفة من المسرحيين كان يجمعها حب المسرح وإرادة مشتركة للحياة وتحدي قوى الظلام مهما اختلفنا بتسميتها.

بين عامي 1950 و2016، 66 عاماً لم يتوقف المسرحيون العراقيون خلالها في أماكنهم. حاولوا أن يقدموا إبداعاتهم تحت أي ظرف كان، بما في ذلك الحروب والكوارث، تلك مهمة المسرح حينما يصنع الفرح للناس ويبشر بيوم جديد. هي إرادة جماعية تحدت السلطة في منتصف القرن الماضي وتحداها اليوم مع اختلاف المشهد والموقف والأشخاص، إنه المسرح العراقي العريق ذو القامات التي شهدها المسرح العربي طيلة القرن الماضي، ولا يزال طلاب ذلك الجيل يحملون شعلة المسرح التي لا تنطفئ.

Email