قصة حب في زمن اللا حب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تذكرت هذه القصة الحقيقية الحزينة عن الحب في عيد الحب، بينما كان البشر يتبادلون التهاني بمناسبة هذا العيد الذي يجدد العلاقات الإنسانية ويزرع أشجار المحبة بين الناس، وسط الدخان الخانق الذي ينشره دعاة الظلام والتطرف والرجعية.

في واحدة من أعوام سبعينات القرن الماضي، كان لي صداقة أخوية مع فنانة مصرية شهيرة، لا تزال حية. لذا لا أحبذ ذكر اسمها، كان لهذه الفنانة علاقة حب مع شاعر عراقي معروف في زمانه، واتفقا على الزواج، وفضّلا أن يتزوجا في بغداد بين أهله هو وذويه، ورتب هو كل ما يحتاجه هذا السفر للخطيبة، من تأشيرة دخول وتذاكر سفر. ووعدها أن ينتظرها في مطار بغداد.

وصلت المطار وتلفتت يمنة ويسرة في محاولة لإيجاده أو إيجاد من يستقبلها، لكنها فشلت في ذلك، فاستاءت جداً وحاولت أن تتماسك وأن تذهب إلى بيت أهله وقد أخذت منه عنوانه.

وصلت البيت ووجدت مأتماً صامتاً بدلاً من مظاهر الفرح والعرس، كما هو معروف عند أهل بغداد، وسرعان ما عرفت أن السلطة أعدمت خطيبها الشاعر، من دون معرفة للأسباب.

انفجرت بالبكاء وولت هاربة من بيت خطيبها وجاءت عندي في البيت تلك الليلة، بعد أن هربت من ملاحقة أجهزة الأمن. واستقبلتها زوجتي مع عدد من الأصدقاء والصديقات، في محاولة لتخفيف آلامها وحزنها وهي مفجوعة بفقدان خطيبها الشاب، تذكرت هذه الحادثة من الحب المفجوع أمام سيل من قصص الحب التي دامت نصف قرن بين المحبين، لم ألتق بالفنانة طيلة هذه الفترة، إلا مرة واحدة في القاهرة، ولم تسعفني الظروف لسؤالها عن أحوالها وكيف فلتت من ملاحقة السلطة السابقة في العراق، آنذاك.

Email