المسرح والإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المعروف أن المسرح العربي تراجع بشكل عام في العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة، وقد حاول عدد من المسرحيين ومحبي المسرح، أن يحقنوه بجرعة منشطة، أفادته كثيراً ومرحلياً، وبقي المسرحيون ينظّرون أسباب هذا التراجع غير أنني أعترف بأنه غاب عن أذهان الكثير منا، أن أهم أسباب التراجع هو تراجع الفنانين أنفسهم، خصوصاً حينما دخل الدخلاء وبعض المتخلفين فنياً، إلى الوسط المسرحي، هنا وهناك، فقدموا مسرحيات ساذجة لا تتناسب وما وصل إليه الإنسان. وبدأ العد العكسي حتى اعتقد العديد من المسرحيين أن الحلول التي طرحت غير مجدية، وأن المسرح في طريقه إلى الموات.

وسط هذا الاعتقاد، نقلت لنا الصحافة أن المسرح القومي في مصر أعاد ألقه، وأن الجمهور اضطر للانتظار ما لا يقل من أسبوعين للحصول على التذاكر، وأن أول عرض مسرحي فيه، بدأ في أغسطس الماضي 2015.. ويتتابع: المسرحية الغنائية «ألف ليلة وليلة» للشاعر الراحل بيرم التونسي، ومن إخراج محسن حلمي وألحان أحمد صدقي وبطولة يحيى الفخراني.

ولو نظرنا لأسباب نجاح هذا العرض نكتشف ببداهة العديد من كبار الفنانين، وفي مقدمتهم المؤلف شاعر العامية المصرية بيرم التونسي وبأداء واحد من أفضل نجوم التمثيل والدراما، إضافة إلى فريق العمل من ألحان وإخراج وما إلى ذلك، وعليه فإن أي عمل مسرحي حينما تُهيأ له مقومات النجاح، من نص وممثلين وفريق فني متخصص، لا بد أننا سنحصد عملاً فنياً رائعاً. ولابد أن ندرك أن الجمهور واع يبحث عن الإبداع والعمل الجيد، لأنه لا يريد أن يضيع وقته وماله ويخرب ذوقه وفكره.

ما حققه المسرح القومي من نجاح ليس مستحيلاً، إنما تحقق من خلال احترام المسرح والتخطيط وتوفير وسائل النجاح الكامل.

Email