مدارس الطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي ترفع الإمارات شعاراً عاماً تضع فيه جوائز مجزية لمن يقرأ أكثر من الطلاب، يعاني العراق من عدم وجود مدارس مجهزة بالوسائل التربوية المطلوبة، وبالتالي فإن الأطفال لن يجدوا مدارس يتعلمون بها وإن وجدوا فهي بدائية بنيت من الطين، والعراق ليس بلداً فقيراً إلا أنه مفلس لتعرضه للسرقات المكشوفة والعلنية.

قرأت في وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً أن مدينتي بلد وصلاح الدين، نسبة مدارس الطين فيهما 20%. أما الناصرية وهي من المدن الكبيرة في جنوب العراق، ففيها 1700 مدرسة مبنية من الطين.العراق ليس فقيراً، إلا أن ثرواته منهوبة.

علماً أن تكاليف نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السنوية تقدر بـ (54) مليار دينار عراقي، حسبما ترد في بعض الإحصاءات التي تنشر هنا وهناك، ويقال إن كلفة المدرسة الواحدة ذات 36 فصلاً تقدر بمليار دينار، لذا فإلغاء مناصب النواب ستوفر (54) مليار دينار سنوياً أي يمكن بناء (54) مدرسة ذات مواصفات تربوية كل عام، وخلال 4 أعوام يجري بناء 216 مدرسة. ويمكن حل إشكالية 216 ألف طالب.

المطلوب خطة محكمة لبناء المدارس وأن تستقطع التكاليف من الكثير من المصروفات غير الضرورية وغير الملزمة، والتي تذهب في جيوب زمرة من المسؤولين، لأننا أمام مستقبل مظلم لأن هؤلاء الأطفال سيكونون رجال المستقبل، وإن لم تؤهلهم حكومتهم فسيشكلون فصائل جديدة في طوابير الجهل والتطرف، وستخلق داعش جديدة لمستقبل غير واضح لأغنى بلد عربي.

الانتصار بالحرب ومكافحة الإرهاب لا يكفي ما لم يعتمد على العلم والعقل وتأهيل الشباب ليكونوا رجالاً صالحين للمستقبل.

Email