تحديات 2016

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهى عام والمثقف العربي أمام تحديات العام الجديد، فما يدور في كل الأرض العربية تقريباً، حروب ليس فيها العدو التقليدي، إنما أعداء جدد، برزوا من بيننا، هم أعداء النور والفكر والحضارة، أقوام متوحشة يسوقها الجهل والتطرف والتعصب العرقي والطائفي.

إذن، كيف يمكن للمثقفين العرب مواجهة هذه التحديات؟

إن داعش والحوثيين أو الجماعات المتطرفة، إذا انهزموا عسكرياً فالخشية أن يظل فكرهم ونظريتهم عالقين برؤوس الكثيرين، إن داعش والحوثيين والساسة الطائفيين يشكلون معسكراً واحداً أمام الفكر التنويري الحر، وعلينا كمثقفين، إيجاد وتأسيس ثقافة جديدة لا تسمح لهذه الثقافات المتطرفة باختراقها، لا بد من شجاعة ثقافية، ولا بد أن نعود إلى الوراء بقليل، إلى النصف الأول من القرن الماضي، الذي خلا تماماً من هذه الحركات والرؤى، لنعود إلى تجارب أدباء القرن العشرين، لتأسيس حركة إبداعية جديدة.

ولعل أول خطوة يجب أن يخطوها المثقفون العرب في محاولتهم إعادة بناء الثقة مع المتلقي، إيجاد ثورة فكرية معاصرة ومؤثرة من أجل تحقيق هزيمة داعش – الحوثي، إذ إنه لا بد من سلاح القلم أن يخوض معركته تجاه الفكر الرجعي، توازياً مع صوت السلاح.

قبل كل ما يمكن أن نفكر به لا بد من التعايش مع ثقافة الآخر وعدم عزله أو محاربته لأنه جزء منا ومن هذا الوطن، وعزله أو محاربته يعني محاربة ذواتنا، إن بناء الجبهة الداخلية ضرورة لتلاحم أقلامنا ورؤانا، وبالتالي لا يمكن اختراق صفوفنا من أي فكر متطرف، وبالضرورة سينهزم الظلام حينما يحل النور بديلاً في كل بقاع الوطن.

 

Email