حقيقة الذروة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان إدموند هيلاري أول رجل في العالم يتسلق قمة جبل إيفرست، الأعلى في العالم، وتزامنت هذه المعجزة، بمعايير متسلقي الجبال آنذاك، مع تتويج الملكة إليزابيت، والتي بادرت إلى منح الفائز لقب سير.

قبل ذلك بعام واحد، كان هيلاري قد حاول تسلق إيفرست، لكنه أخفق، ورغم ذلك، فإن الإنجليز قدروا الجهد الذي بذله. ودعوه إلى أن يلقي كلمة في جمع كبير من الناس، التف حوله، تقديراً له.

بدأ هيلاري وصف الصعوبات التي واجهها، ولم يجعله التصفيق الذي قوبلت به كلمته، أن يمتنع عن التصريح انه يشعر بالإحباط والعجز.. واقترب من لوحة كبيرة تصور الطريق التي مضى فيها ليتسلق الجبل. فهتف: "يا جبل إيفرست. تغلبت علي هذه المرة، ولكنني سأتغلب عليك في العام المقبل، لسبب بسيط للغاية، هو أنك وصلت ذروتك، بينما لا أزال أنا أكبر".

تطهير العالم

مضى رجلان يتجاذبان أطراف الحديث في طريقهما ضمن قصر منيف، في عام 1476، ثم توقفا للحظات أمام لوحة تصور ملكين يهبطان من عنان السماء إلى مدينة بينما تماست يداهما.

قال أحد الرجلين للآخر: "نعيش في الرعب الذي يحدثه الطاعون في النفوس، فالناس يحتضرون وأنا لست أرغب في رؤية صور الملائكة".

قال الرجل الآخر: "هذه اللوحة تدور حول الطاعون وهي تمثل الأسطورة الذهبية، فالملاك الذي يرتدي الملابس الحمراء هو لوسيفير الشرير. لاحظ أن لديه كيساً صغيراً في حزامه، وداخل الكيس يوجد الوباء الذي دمر حياتنا وحياة عائلاتنا".

نظر الرجل إلى اللوحة بإمعان، وفي حقيقة الأمر، فإن لوسيفير كان يحمل كيساً صغيراً، غير أن الملاك الآخر الذي يقتاده، كان مسالماً، متألق الملامح. يهيمن عليه السلام.

قال الرجل: "إذا كان لوسيفير يحمل الطاعون، فمن هذا الآخر الذي يقوده ممسكاً بيده؟".

رد صاحبه قائلاً: "إنه ملاك الخير، رسول السلام، ومن دون إذنه لا يمكن للشر أن يفصح عن ذاته؟"، فعقب الرجل: "ما الذي يفعله إذن؟". رد صاحبه: "إنه يروي المكان الذي سيطهر فيه البشر من خلال المأساة".

Email