تأملات في الحياة والموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

 فكرة الموت

سأل زيلو معلمه كونفوشيوس (فيلسوف صيني شهير عاش في القرن السادس قبل الميلاد، واشتهر بنوعه إلى التمسك في الحكمة المقترنة بالطابع العملي، في الوقت نفسه):" هل لي في أن أعرف ما الذي تعتقده في ما يتعلق بالموت؟ ". فرد كونفوشيوس: "يمكنك ذلك حقاً، ولكن إذا لم تكن قد فهمت الحياة بعد، فلماذا تريد أن تتعلم شيئاً مما يتعلق بالموت؟ أليس من الأفضل أن تتأمل فيه عندما تكون الحياة قد انقضت بالفعل؟".

العبور والأبعاد

مقتطف من لورين آيسلي في كتاب "روح العالم":

"عبر كم من الأبعاد سنعبر؟ وكم من أشكال الحياة سنجرب في هذا الوجود؟ كم من الدروب يتعين على الإنسان أن يمضي خلالها حتى يصل إلى الموضوع الذي يختار الانطلاق إليه؟

إن الرحلة شاقة وطويلة وتوشك أن تكون شيئاً يستحيل اجتراحه، وعلى الرغم من ذلك فإنني أعرف قلة من الناس، تهتم أشد الاهتمام، في هذه الصعوبات، على وجه الدقة. ونحن نلج الدنيا من دون أن نعرف يقيناً، ما الذي حدث في الأيام الخوالي، وما الذي ترتب على هذا الذي حدث وأي مستقبل ينتظرنا. فالأمر يبدو كما لو أن آباءنا كانوا في قافلة تمضي في طريقها. وفجأة ولدنا وأطللنا على هذه الدنيا في منتصف الطريق الذي تسلكه القافلة تلك.

دعنا نرتحل طويلاً وبعيداً بقدر ما نستطيع. ولكن من خلال مشاهدة معالم الطبيعة المترامية من حولنا، دعنا نعرف أنه سيكون من الممكن أن نعرف ونتعلم كل شيء".

 

وتتابع آيسلي في "روح العالم":

إن ما ترك لنا في حقيقة الأمر هو أن نتذكر كل شيء يحيط، من بعيد أو قريب، برحلتنا، بحيث نتمكن في نهاية المطاف، من أن نروي قصصاً. دعنا نحكي لأطفالنا وأحفادنا، عن أي العجائب رأينا، وعن ماهية الأخطار التي خضنا غمارها. فهم بدورهم سيولدون وسيموتون وسيروون قصصهم لأبنائهم وأحفادهم. ولن تكون القافلة قد وصلت إلى مقصدها النهائي بعد، وهم يواصلون سرد قصتهم، التي يبدو كما أنه لا نهاية لها".

Email