3 قصص من جبران

ت + ت - الحجم الطبيعي

حديث عاقل

بينما كنت أتنزه في حديقة مستشفى للأمراض العصبية، التقيت شابا عاكفا على قراءة كتاب في الفلسفة، ولم يبدُ لي من حالته الصحية وأسلوبه، أنه ينتمي إلى فئة المرضى في ذلك المستشفى.

جلست إلى جواره وسألته: "ما الذي تفعله هنا؟".

نظر إلي دهشا، ولكن بما انه أدرك أنني لست طبيبا في المستشفى، رد علي قائلا:" هذا أمر بسيط للغاية. أراد أبي، وهو محام بارع، أن أكون مثله، متخصصا في هذا الحقل، وابتغى عمي، الذي يمتلك متجرا كبيرا، أن أسير على منواله. بينما رغبت أمي في أن أصبح صورة عن أبيها المحبوب.

 أما أختي، فطالما تحدثت عن زوجها باعتباره قدوة للرجل الذي يريد أن يكون ناجحا. وكذا حاول أخي تدريبي على أن أغدو رياضيا ممتازا مثله". وتابع الشاب حديثه:" كما حدث الشيء نفسه مع أساتذتي في المدرسة، فمعلم الموسيقى وأستاذ اللغة الإنجليزية، حرصا على إقناعي في أن كلا منهم يشكل المثال الأعلى الذي ينبغي أن أحذو حذوه.

وكذا فعل غيرهما. ولم ينظر أي منهم إلي، على نحو ما ينبغي أن ينظر إلى إنسان آخر، وإنما فعلوا ذلك كأنما هم يتطلعون في مرآة ما، لذا قررت أن أدخل بنفسي إلى هذا المستشفى، فهنا على الأقل، أستطيع أن أكون أنا ذاتي".

الحقائق

قال أحدهم للفيلسوف وعالم النفس الأميركي وليام جيمس :" أنت الرجل السعيد الوحيد الذي أعرفه، حيث ترتسم ابتسامة على شفتيك دوما حتى عندما تواجه صعوبات كبيرة".

فرد جيمس: " إنني لا أبتسم لأنني سعيد، وإنما أنا سعيد لأنني أبتسم".

سعد والملك

سأل ملك سعد الشيرازي: " هل تفكر فيّ وفي اعمالك عندما ترتحل في أرجاء مدن بلادي؟". أجاب الرجل الحكيم عن سؤال الملك: " إنني يا مولاي، أفكر فيك عندما أنسى السماء".

Email