تأملات من الشرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

حكاية شرقية

كان أليوغي رامان، معلما حقيقيا في الرماية بالسهام. وذات صباح، دعا أقرب أتباعه إليه لمشاهدة استعراض لموهبته، وكان التابع قد شاهد هذا الاستعراض أكثر من مئة مرة، ولكنه أطاع أمر معلمه.

مضيا إلى الغابة القريبة منهما، ولدى وصولهما إلى شجرة بلوط مهيبة، نزع رامان زهرة من الباقة المحيطة بعنقه ووضعها على أحد فروع تلك الشجرة، وفتح حقيبة كان يحملها، واستخرج منها ثلاثة أشياء : قوس مصنوعة من خشب ثمين، سهم، منديل أبيض مطرز بشكل جميل.

عقب ذلك، تراجع أليوجي مئة خطوة، بعيدا عن الشجرة، وواجه الهدف وطلب من تابعه أن يحجب ناظريه بالمنديل، ففعل الأخير ذلك. ثم سأله المعلم: كم مرة شاهدتني وأنا أمارس هذه الرياضة النبيلة القديمة، باستخدام القوس والسهم؟". فرد :" كل يوم. ورأيتك على الدوام تصيب الوردة بالسهم، من على بعد 300 خطوة".

ثبت رامان قدميه على الأرض بينا حجب المنديل الرؤية عن ناظريه، ووجه القوس نحو الوردة الموضوعة على فرع شجرة البلوط، وأطلق السهم. واستفسر رامان من تابعه:" هل أصبتُ الوردة؟". فأجابه:" أخطأتها. ظننت أنك ستوضح لي قوة الفكر ومقدرتك على اجتراح السحر". فقال المعلم:"أعطيتك أهم درس عن قوة الفكر، فعندما ترغب في شيء عليك التركيز عليه وحده، فلا أحد يصيب هدفا يعجز عن رؤيته".

معنى العاطفة

من روبن شارما ( في "الراهب الذي باع السيارة الفيراري"): هناك كلمة بسيطة تختصر معنى الحياة بكامله، وهي العاطفة. وينبغي أن نحملها مكتوبة على جباهنا كل لحظات ايامنا، لأن نار العاطفة المقدسة الوقود الأكثر قوة لأحلامنا، والمجتمع يبذل قصارى جهده للتقليل من معنى الكلمة". إذا أردنا عيش حياة بائسة، ينبغي أن نتخلى عن الأشياء التي تربطنا العاطفة بها، ونبدأ في النظر إلى عملنا باعتباره التزاما فقط.

 إنني لا أنظر إلى العاطفة الرومانسية، ورغم اهميتها بالنسبة للوجود الملهم، إنما أشير إلى السماح للحماس بأن يتخلل كل ما نفعله، وعندما يحدث هذا فإننا لا نفكر في الماضي أو المستقبل، وإنما في ما يحدث لنا في تلك اللحظة.

Email