في طريق كومانو3

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاتكاء على الأشجار-(في المقالين السابقين، كتبت عن رحلة إلى طريق كومانو في اليابان، حيث اكتشفت أنه خلال الرحلة المقدسة، هناك ممارسة روحية تسمى شوغندو).

قلت لعالم الأحياء الذي قدمتني كاتسورا إليه، والذي يسير معي في الجبال :" هل سمعت من قبل قط،بالشوغندو؟ قيل لي إنه علاقة الحب والألم مع الطبيعة". فرد:" الشوغندو .. فن مراكمة الخبرة..عليك بتحقيق انضباط جسمك ليتقبل كل شيء تقدمه الطبيعة، وبهذه الطريقة تعلـّم روحك ما يقدمه الله لنا. أنظر حولك تجد الطبيعة أنثى، وشأن كل امرأة، تعلمنا بطريقة مختلفة. استند بعمودك الفقري الى الشجرة".

وأشار لشجرة أرز يزيد عمرها عن 2000 سنة، امتد حبل غليظ حولها. وبالنسبة للديانة المحلية في هذه المنطقة، فكل شيء محاط بحبل هو تجل خاص لروح الخلق، وبالتالي فإنه يعتد مكانا مقدسا.

أسندت ظهري إلى شجرة الأرز، وأغمضت عيني وبدأ عالم الأحياء إخباري قصة المنطقة من العالم.وتابع :" كل شيء تدب فيه الحياة يحتوي على الطاقة.. وإذا أبقيت ظهرك مستندا الى جذع الشجرة، فإن الروح التي تسكن هذه الشجرة ستحرس روحك وتطمئنها حيال أي مصاب حل بها" .

إنني مغمض العينين وأحاول أن أتخيل نسغ الشجرة يمضي من جذورها صعودا حتى أوراقها مطلقا، موجة من الطاقة تؤثر في كل شيء حولها..فأدع الخيال يحدث تأثيره، وأتخيل نفسي فجأة داخل الجذع أتمتع بالراحة المطلقة ..ها هنا قريبا، تقرر مؤشرات الطبيعة مستقبل المنطقة.

أفتح عيني وأشعر بالراحة من خلال الطاقة التي نقلتها الشجرة إلي. فأخاطبه:" هل يمكنك أن تعلمني ممارسة الشوغندو؟ إن الممارسة الوحيدة التي أعرفها تتمثل في إلقاء نفسك وأنت مقيد بحبل في مواجهة صخور جرف حجري. وبصراحة، ليست لدي الشجاعة للقيام بذلك".

قال عالم الأحياء:" كل منا يمارس ما تطلبه الأرض منا، وأنا أعرف رجلا تسلق جبلا قريبا وهبطه ألوف المرات على امتداد ألوف الأيام..إذا كانت فلاحة الأرض تريد منك أن تمارس الشوغندو، فستبلغك كيفية ذلك".

كان على حق. ففي اليوم التالي، حدث هذا على وجه الدقة.

Email