حوار مع مايكل أنجلو

ت + ت - الحجم الطبيعي

عن الأشياء المرئية والمحتجبة

سئل المثّال مايكل أنجلو، ذات يوم، عن الكيفية التي يبدع بها أعماله الفنية الرائعة، فرد: "الأمر في غاية البساطة.. عندما أنظر إلى كتلة من الرخام، فإنني أرى التمثال بداخلها، وكل ما يتعين علي القيام به عندئذ، هو أن أزيل الغطاء الخارجي عنه".

إن الحياة بصفة أساسية هي فن رؤية ما يتجاوز المظهر، والحل الفني المتمثل في وجودنا، غالباً ما تغطيه سنوات من الخوف والذنب والافتقار إلى الحسم، ولكن إذا أزلنا الغطاء الخارجي، في حال لم تكن لدينا شكوك حول قدراتنا، سيكون بمقدورنا أن ننفذ المهمة التي قصدنا. وفيما يلي بعض القصص في هذا الخصوص:

ـ الوجه المحتجب

مضى الصوفي نصر الدين، إلى دار رجل ثري ليطلب منه بعض المال للقيام بأعمال البر والخير، وفتح خادم له باب الدار. فخاطبه الصوفي الحكيم له: "قل للسيد إن نصر الدين ها هنا، ويحتاج إلى بعض المال لمساعدة الآخرين".

مضى الخادم إلى داخل الدار وعاد بعد لحظات قليلة، وقال: "سيدي ليس في الدار". فرد الصوفي نصر الدين: "اسمح لي إذن بأن أسدي له بعض النصح على الرغم من أنه لم يسهم في أعمال البر. في المرة المقبلة التي يبتعد خلالها عن الدار، قل له ألا يترك وجهه عند النافذة، وإلا فإن الناس سيعتقدون أنه يكذب".

ـ رؤية نفسك

قال المعلم الياباني أوكاكورا كاكوسا: "عندما تنظر إلى رفاقك، حاول أن ترى نفسك". فسأله تابع له: "ولكن، أليس ذلك موقفاً أنانيا على نحو فظيع؟". عقب كاكوسا: "إذا رأينا على الدوام، الأشياء الجيدة حولنا فحسب، سنغفل عن الحقيقة القائلة إننا عندما ننظر إلى شخص آخر، نبحث عن العيوب فحسب، ونحاول أن نكتشف الجانب الشرير فيه، لأننا نريد أن يكون أسوأ منا.. ونحن نحاول التظاهر أننا مهمون حتى لا يرى أحد آخر مدى هشاشتنا. وهذا السبب في أنك عندما تحكم على أخيك لا بد لك من أن تدرك أنك أنت نفسك رهن المحاكمة.

Email