مزاوجة البعديْن الأوروبي والآسيوي مبدأ أساسي لدى القيادة الحالية

ثلوج بيضاء.. روسيا و«القومية» الجديدة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يدرس كتاب «الرياح السوداء والثلوج البيضاء: صعود القومية الجديدة في روسيا»، للصحافي شارلس كلوﭭر، التوجهات الجديدة لروسيا التي تطمح إلى فرض سيطرتها على دول كثيرة في دائرة محيطها.

ويشرح المؤلف دلالات شعار «أوراسيا» الذي يركز عليه الرئيس «بوتين». ومن ثم يبين أن روسيا بلد شاسع الأرجاء (نحو 18 مليون كيلومتر مربع) يبلغ عدد سكانه نحو 150 مليون نسمة ويستند إلى تاريخ حافل بالأحداث والمنجزات والصدمات أيضاً.

ويتسم تاريخها بالتنوع: ما بين سطوة التتار- المغول الذين ظلوا يسيطرون على الأصقاع الروسية، وخاصة في مناطق حشائش الاستبس الحاشدة بأنشطة الرعاة.. إلى حلول النصف الثاني من القرن السادس عشر، وهي الفترة التي شهدت بداية حكم القياصرة الذين انتهى أجل إمبراطوريتهم بهزيمة روسيا مع ختام الحرب العالمية الأولى في عام 1918.

وبعدها كان إعلان كيان مستجد اعتمد الأيديولوجية الماركسية - الشيوعية باسم «الاتحاد السوفييتي».

ويستعرض المؤلف طبيعة البعد القومي لروسيا المعاصرة، أو كما يمكن أن نطلق عليها الوصف التالي:

روسيا - بوتين. ثم ينتقل ليعرض لنا حكاية أوراسيا، موضحاً أن الإطلالة على مضامين هذا الكتاب من منظور التحليل لا يلبث يقودنا كقارئين كي نخلص إلى ما يلي: أن «فلاديمير بوتين» - رجل روسيا القوي في المرحلة الراهنة، عمد إلى تمهيد أرضية ثابتة يقف عليها قصر الكرملين الشهير في حكم روسيا. وهذه الأرضية الوطيدة تنهض في تصورنا، بل وفي تصور المؤلف أيضاً، على أساس يمكن أن يلخصه مصطلح جغرافي مفعم بالدلالات وهو: أوراسيا.

ويرى المؤلف أن هذه التوجهات - هذه الصفة الأوراسية هي التي تشكل الشخصية القومية للدولة التي يحكمها بوتين وقد كان في الطليعة، كما هو معروف- من كوادر «الكي. بي. جي» - دائرة الاستخبارات الروسية- السوفييتية سابقاً بجلالة قدرها. إن المعنى الذي تتوقف عنده مقولات هذا الكتاب ينصرف إلى التأكيد أن فلسفة الحكم القائم حالياً في موسكو.

وقد استوعبت دروس الماضي البعيد والقديم، باتت تركز على ثنائية الشخصية الروسية المعاصرة من حيث انتمائها إلى قارتيْ أوروبا وآسيا على السواء. وتلك ميزة استراتيجية يعرض لها مؤلف هذا الكتاب، سواء من زاوية الحرص على استمرار التعاطي والتواصل مع الكيان الأوروبي بكل أوجه تقدمه الموازي لروح العصر في القرن الواحد والعشرين.

وهو ما ظل حكام روسيا يحرصون عليه، وبالذات منذ حكم قيصرهم النهضوي الشهير «بطرس الأكبر» (1672- 1725)، فضلاً عن الحرص على التفاعل أيضاً مع البعد الآسيوي من ظاهرة أو مقولة «أوراسيا» باعتبار أن المنظور الاستراتيجي.

ومن ثم المستقبلي الذي يتابع ويرصد من خلاله ساكن الكرملين في موسكو تطورات الشأن العالمي - الكوكبي، كان كفيلاً بأن يؤكد الحرص على التعاطي مع الجيران في القارة الآسيوية، وفي مقدمتهم الصين بكل إمكاناتها الراهنة.

ومن هنا يحرص الكتاب على توضيح المحاور التي ما برحت ترتكز عليها سياسة روسيا في الوقت الراهن..والتي جوهرها محاولة المزاوجة في السيطرة والنفوذ بين البعدين الأوروبي والآسيوي.

الكتاب: رياح سوداء وثلوج بيضاء.. صعود القومية الجديدة في روسيا

المؤلف: تشارلس كلوفر

الناشر: جامعة ييل

الصفحات:

384 صفحة

القطع: المتوسط

Email