ريتشارد نيكسون.. سيرة حياة

مقارنات بين ممارسات ترامب وبطل «فضيحة ووترغيت»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأيام الأخيرة من شهر مارس الماضي، اهتمت الدوائر الثقافية في الولايات المتحدة الأميركية، بصدور كتاب جديد يؤرخ لحياة وأعمال الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون (1913- 1994). ورغم أن سيرته حافلة بوقائع وحكايات وتحولات هي أقرب إلى السرد الدرامي، كما يمكننا أن نقول، حظي الكتاب الجديد، ولا يزال، باهتمام المحللين والقارئين بسبب مستجد وفريد أيضاً.

والسبب يتمثل في أن ثمة مقارنات واضحة وأوجه تشابه وربما تماثل لا، بين «ريتشارد نيكسون» – الرئيس رقم 37 في روزنامة المنصب الأول في البيت الأبيض، وبين دونالد ترامب الرئيس رقم 45، الذي لم يمضِ عليه في موقعه المرموق سوى أربعة أشهر، بل أقل قليلاً. والكتاب من تأليف الكاتب جون فاريل

. وفور صدوره بدأ المحللون، ومنهم : جنيفر سنيور في الـ«نيويورك تايمز»، يرصدون أوجه الشبه بين نيكسون وترامب، لا من حيث السياسات أو التوجهات أو السلوكيات وحسب، ولكن أيضاً من حيث التشابه الفزيولوجي - الجسدي حتى في ملامح الوجه، ناهيك عن التشابه في موقف كل منهما إزاء ميديا الإعلام.

وأيضاً، يشير المؤلف إلى أنه يتشابه الرئيسان في أن كلاً منهما لا ينسى الإساءة، بل تراوده دائماً أشباح العداوات وهواجس الاختلافات وكوابيس الخصومات.. إلى حد أن ساعات الفجر وتباشير الصباح كانت هي المفضلة بالنسبة إلى نيكسون كي يرسم على الورق خططه لمجابهة الخصوم، وهي الساعات نفسها التي يفضّل فيها ترامب أن يخلو إلى الجهاز المفضل كي يودعه ما يتراءى له من.. تغريدات التويتر.

ويمضي مؤلفنا عبر صفحات هذا الكتاب التي أربت على السبعمئة.. كي يفصّل المراحل العمرية والعملية للسياسي ريتشارد نيكسون، منذ أن دخل معمعة السياسة في بلاده نائباً في مجلس النواب ثم في مجلس الشيوخ في الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا..

وإلى أن ترشح لمنصب الرئاسة الذي ناله في انتخابات 1969. وهي المرحلة المستجدة التي أجاد مؤلف الكتاب تصويرها بأسلوب يجمع بين موضوعية التحقيق التاريخي وبلاغة السرد الأدبي.

وفي مواضع شتى من هذا الكتاب يمكن استرعاء نظر القارئ المتمعن كيف أن المؤلف يحاول أن يعزو إلى ريتشارد نيكسون ما يمكن أن نصفه بأنه جذور أو أصول الشعبوية «Populism»، التي باتت ظاهرة متفشية في سياسات أميركا والغرب في المرحلة الراهنة.

وفيها يتخطى المشتغلون بالسياسة دوائر الفكر أو التحليل أو البحث العلمي في سبيل التقرّب إلى جموع الجماهير على نحو ما يفعل ترامب حالياً، وهنا أيضاً يذهب كتابنا إلى أن نيكسون كان أول من صكّ مصطلح «الأغلبية الصامتة» الذي بات يصدُق على جموع الجماهير الشعبية في فترتنا الراهنة، موضحاً أن البدايات البسيطة للسياسي نيكسون جاءت وسط جموع حاشدة من هذه الجماهير.

وفي ضوء ما سبق، يمكن القول إن نيكسون اتخذ موقفه غير المتعاطف مع صفوة مثقفي بلاده. وكان يسميهم جماعات الساحل الشرقي- حيث الجامعات ومراكز البحث المرموقة في بوسطن، مثل: كامبردج.. أو معهد ماساشوستس وغيرهما.

ومن هنا أيضاً جاء تورط الرئيس نيكسون في جريمة التلصص غير الأخلاقي على أسرار الحزب الديمقراطي المنافس، مع ما أعقب ذلك من محاولة التستر على هذه الانحرافات فيما حمل اسم «فضيحة ووترغيت» التي أودت بمكانة رئيس الدولة الأميركية وأجبرته على الاستقالة توقياً لشبح تقديمه للمحاكمة.. وكان ذلك بتاريخ 8 أغسطس 1974. ويومها أصدر ريتشارد نيكسون تصريحه الشهير الذي لا يزال الأميركيون يلوكونه بقدر من التندّر والسخرية والتصريح يقول بما يلي:

«أنا لست محتالاً.. ولكنه كان حكم التاريخ».

الكتاب: ريتشارد نيكسون..سيرة حياة

تأليف: جون فاريل

الناشر: مؤسسة دبلداي

الصفحات:

752 صفحة

القطع: المتوسط

Email