حكاية قارئ شغوف ومحرر «محترف»

أفنى عمره خلف الكواليس في تصويب أخطاء أشهر الكتاب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يسرد كتاب «حكاية قارئ شغوف (محترف)»، لمؤلفه روبرت غوتليب، خبايا واستنتاجات كاتب/‏‏ مثقف، وقارئ نهم، أمضى 60 عاماً يقرأ ويبحث، ويفتش بين الأغلفة والصفحات، في سائر الحضارات ومختلف الثقافات، إذ يبين أن النصيحة التي تتردد عبر العصور والأزمان تلخصها بداهة عبارة الحضّ على الاطلاع، ومفتاحها البديهي، الذي يتمثل في القراءة. ومن المؤكد في هذا الشأن، أن الحضارة العربية، التي تستمد جوهرها من روح الإسلام الحنيف، إنما تتصدر هذه المصفوفة من ثقافات وحضارات العالم.

وقد استخدم المؤلف في كتابه، وصفاً للقارئ باللغة الإنجليزية مفاده: (avid)، وهي كلمة مشتقة من أصول اللغة اللاتينية، حيث تشير إلى معاني الحرص الشغوف والاهتمام الفائق والتوق المتواصل- بل والطلب إلى حد الاشتهاء.

يبدأ المؤلف من مرحلة طفولته المبكرة: اختار جده أن يعلمه القراءة في سن الرابعة، فكان أن أمضى سائر مراحل حياته، من المدرسة إلى الجامعة، في «حالة.. قراءة»، لدرجة أنه كانت تفوته مواعيد حصص الدراسة أو المحاضرة، إذ يكون غارقاً وقتها بين دفتي كتاب ما. وكان يضيف إلى هذا الجانب محاولة استخدام أو استثمار دراهمه القليلة، كما يعترف في سطور الكتاب، من أجل شراء بطاقات المسارح، كي يشهد عملاً درامياً أو ينال متعة الإصغاء إلى إبداع موسيقى محدد: بين إبداعات الكونشيرتو وتنويعات موسيقى السيمفوني.

ويحكي مؤلف الكتاب أن هذه البدايات هي التي دفعته إلى أن يطرق أبواب العمل لدى مؤسسات الطباعة والنشر، وعلى رأسها دار «سيمون آند شوستر» الشهيرة في أميركا. وكان قد أمضى معظم سنوات العمر، متنقلاً بين دور النشر والإصدار العديدة. وعلى مدار أكثر من 60 سنة، كما يؤكد في فصول هذا الكتاب، ظل منكّباً على «تحرير» الكتب، التي يضعها كبار المؤلفين.

وتقول كلمات ميشيل دين: إن قلمه كونه محرراً ترك لمساته على المخطوطات والنصوص الأصلية لمعظم المؤلفين والكتّاب الأميركيين والإنجليز في القرن العشرين، ذلك ابتداء من الكاتبة- الشاعرة الأميركية توني موريسون، مروراً بالمبدع، أديب كتب الجاسوسية الأشهر، جون لوكاريه. وليس انتهاء بنجمة السينما «كاترين هيبورن»، بل والرئيس الأميركي بيل كلينتون شخصياً.

المؤلف يستخدم فعل «يلتهم» عندما يتكلم عن عاداته في مطالعة الكتب سواء تلك التي اختارها شغفاً وتفضيلاً، أو تلك التي يكلفونه بمراجعتها وتحريرها وتقويم أسلوبها، بحيث يقدمها إلى جماهير القارئين في أدق صياغة وأبهى صورة، وباسم مؤلفيها الأصليين بطبيعة الحال.

الكتاب: حكاية قارئ شغوف (محترف)

تأليف : روبرت غوتليب

الناشر: فارار وشتراوس وجيرو

الصفحات: 352 صفحة

القطع : المتوسط

Email