قصة حب «من الحي الغربي» تقهر العنصرية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تميزت أعمال قائد الأوركسترا والمؤلف الموسيقي الأميركي الشهير ليونارد بيرنشتاين، بالمزج بين النزعة الكلاسيكية والجاز وموسيقى أميركا الجنوبية. بالإضافة الى لحنية غنائية شاعرية مرهفة وتدفق إيقاعي متنوع الألوان. ولطالما وجد بيرنشتاين في رائعة وليم شكسبير (روميو وجولييت) .

موضوعاً جذاباً فأراد أن يحولها إلى مسرحية غنائية، إلا أنه تجنب، بذكاء كبير، دخول تجربة المسرح داخل المسرح. فكتب مع رائعته «قصة الحي الغربي»، مسرحية غنائية عن روميو وجولييت عصريين، ماريا الجميلة المهاجرة حديثاً من بورتوريكو وتوني الشاب الأميركي البولندي الأصل، اللذين سيكونان ضحيتي النزاع العرقي العنصري المنتشر في أميركا.

«في الشارع»

تبدأ أحداث العمل بمشهد راقص يجسد شجاراً عنيفاً بين العائلتين العدوتين، (الصواريخ): المهاجرون البيض الأوروبيون، (أسماك القرش): المهاجرون الملونون. ويوقف الشرطيان شرينك وكرابكي المعركة ولكنهما يعملان سراً على إبقاء فتيل الخلاف قائماً.

وذلك بتأليب الصواريخ على أسماك القرش. فيقرر الصواريخ إثبات تفوقهم ويشرعون في غناء نشيدهم الحماسي (في الرقص نحن أكثر الشباب أناقة)، الذي يتميز بلحن بسيط وإيقاع مكسر يشيع النشاط والحيوية والحماس.

«متجر دوك»

يحاول ريف زعيم الصواريخ إقناع صديق توني، الذي يعمل في متجر السيد دوك، بالعودة الى العصابة التي كانوا قد أسسوها سابقاً. لكن توني يرفض العودة. وتعاين ماريا وصديقاتها، الأثواب في المتجر وتبدي سعادتها بثوبها الجديد، الذي سترتديه في الحفل الراقص الأول لها في الولايات المتحدة الأميركية التي وصلتها منذ شهر فقط. ويظهر بيرناردو زعيم أسماك القرش الذي يعتبر نفسه زوج ماريا المستقبلي. ويبدي إعجابه الشديد بجمالها.

قاعة الرقص

اجتمع كل فتيات وشبان المنطقة في قاعة الرقص التي تتصاعد منها أنغام شجية معبرة للبلوز.. ثم حماسية تتنامى ورقصات المامبو والتشاتشا. ويعلن منظم الحفل عن رقصة الصداقة .. فيجمع القدر ماريا وتوني اللذين يقعان في الحب من النظرة الأولى خلال رقصة رقيقة حنونة. تحت الشرفة يبث توني حبه بشجن كبير تحت شرفة حبيبته التي ما تلبث أن تظهر وتقول له إنهما من عالمين مختلفين. لكنه يؤكد لها أنه لا يهتم لكل هذه الأمور. أرض الأحلام

يلتقي الشبان والفتيات البورتوريكيون ويتناقشون حول وجودهم في أميركا. فيتحدثون بحزن وألم كيف أنهم يعدون، وسيعدون دوماً، مواطنين من الدرجة الثانية، ولكن أنيتا الشابة تقول إن حياتهم في أميركا أفضل من حياتهم في بلدهم الأم، فيتحول جدالهم إلى مادة غنائية ناقدة ساخرة، شيقة غنية موسيقياً ودرامياً، تحمل اسم (أميركا)، والتي كانت بمثابة حلم بالنسبة لهم.

نقاش حول المعركة

يجتمع الصواريخ وأسماك القرش في الفصل الثاني من العمل، بمتجر دوك، غاية مناقشة شروط القتال. فيقترح توني قتالاً شريفاً، رجل لرجل، بلا استعمال للأسلحة. فيتهمه برناردو بالجبن. ولكن توني لا يأبه باستفزازه حيث تعزف الأوركسترا لحن الحب كناية عن ما يعتمل داخل روح توني، فيحاول برناردو أن يكون توني خصمه لكن القرعة تجعل ديزل خصمه القادم.

تظهر ماريا سعيدة.. مغرمة، بينما هي في مشغل الخياطة. إذ إنها على موعد مع توني اللطيف الخلوق الذي يأتي ليخبرها بأنه نفذ وعده، ولا داعي لخوفها. فالقتال سيكون بلا أسلحة بين شابين من العصابتين، ولكنها تطلب منه إيقاف القتال نهائياً. فيعدها بلطف أنه سيحاول. ثم يرقصان على أنغام موسيقى لقائهما الأول.

ويتحدثان بفكاهة ومرح عن المستقبل السعيد ولقاء الأهل والخطبة. ثم يبدآن غناء أغنية جميلة (يد واحدة وقلب واحد). ويصل توني مكان القتال ويحاول إلغاءه، لكن برناردو يسخر منه ويستفزه للقتال..ثم يحاول طعنه بخنجر، فيهب ريف لنجدة توني لكن برناردو يعاجل ريف بطعنة قاتلة. يستشيط توني غضباً فيقتل برناردو، وتبدأ المعركة بين العصابتين وتحسمها صفارات الشرطة.. وتخلو الساحة بسرعة إلا من جثتي ريف وبرناردو.

(أشعر بالجمال)

وفي الأثناء، تحدث ماريا صديقاتها عن سعادتها. فتغني (أشعر بالجمال)، ويظهر تشينو حاملاً نتائج المعركة الجنونية فتتمنى ماريا لو أنه كان مخطئاً، وتصب غضبها على توني الذي يشرح لها حقيقة ما حدث. ويتفقان على ضرورة هروبهما والابتعاد عن هذا الوسط البغيض، ويغنيان بشاعرية وتمن: (لابد من وجود مكان لنا).

يدور نقاش حاد بين ماريا وأنيتا، أخت برناردو، حول فكرة هروبها برفقة قاتل أخيها. فتجيبها ماريا إنها غير قادرة على الابتعاد عن حبها، ذلك بأغنية حب عميقة: (أنا عندي الحب). تتفهم أنيتا موقف صديقتها وتحذرها بأن تشينو يسعى لقتل توني، فتطلب ماريا من أنيتا تحذير توني المختبئ في متجر دوج وتتوجه لتنبيه توني.

حيث تلتقي الصواريخ الذين يهينونها، فتخترع كذبة لتنتقم لكرامتها، وتقول إن ماريا قتلت على يدي تشينو. وهنا ينقل دوك الخبر القاسي الى توني الذي يبحث عن قاتل ماريا. فهو يريد الموت إلى جانب محبوبته، لكنه يجد ماريا حية فيفرح لأنها على قيد الحياة.

وإذا بتشينو يطلق النار ويردي توني قتيلاً بين يدي ماريا، ويعود لحن (مكان ما لنا)، ليذكرنا بآمال العاشقين. وتسرق ماريا المسدس ثم توجهه نحو العصابتين وتقول إن صراعهما التافه هو من قتل حبيبها.. ولكنها تعجز عن إطلاق النار. يفهم الكل بعدها أن معركتهم السخيفة انتهت، فيحملون جثة توني ويسدل الستار بينما ماريا تبكي حبيبها.

قدم العرض الأول للعمل، وبنجاح مجلجل، عام 1957، في مدينة نيويورك، حيث تجري أحداثه في الحي الغربي من المدينة في أيام الصيف الأخيرة.

1918

نشأ ليونارد بيرنشتاين «1918-1990» في ماساتشوستس. درس العزف والتأليف الموسيقي في جامعة هارفرد، وأصبح قائداً لفرقة نيويورك فيلهارموني . اشتهر أيضاً كعازف بيانو ومؤلف لعدد كبير من الأعمال.

Email