تجاوز تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل، ستيف جوبز في مدة خدمته كرئيس تنفيذي لشركة أبل ، مسجلاً بذلك تحولاً تاريخياً في قيادة عملاق التكنولوجيا.

ووفقاً لموقع MacRumors، بلغت مدة خدمة كوك 5091 يوماً في 1 أغسطس 2025، متجاوزاً إجمالي مدة خدمة جوبز البالغة 5090 يوماً على مدار فترتين.

ورغم أن الإنجاز يبدو رمزياً للوهلة الأولى، إلا أنه يعكس أكثر من مجرد أرقام؛ فهو يُظهر تطوراً طويل الأمد في استراتيجيات آبل، من الابتكار التدريجي إلى الهيمنة على النظام البيئي للتكنولوجيا.

من شرارة جوبز إلى استراتيجية كوك

لقد اشتهرت حقبة جوبز بالابتكار الثوري والتحكم الإبداعي، حيث أعاد الشركة من حافة الانهيار وأطلق أجهزة مثل iMac وiPod وiPhone وiPad. أما كوك، فقد اتبع نهجاً مختلفاً، مركزاً على الكفاءة والتوسع العالمي، مما دفع آبل لتصبح أول شركة بقيمة سوقية تصل إلى 3 تريليونات دولار عام 2022.

ابتكار مختلف

قد يفتقر عهد كوك إلى سحر جوبز الثوري، لكنه ركّز على قوة النظام البيئي، من الدفع الرقمي إلى التزامن السلس بين الأجهزة والخدمات، ما عزز وجود آبل العميق في حياة المستهلك العالمي، مع بيع أكثر من 3 مليارات هاتف آيفون حتى أغسطس 2025.

التحديات المستقبلية

رغم الإنجازات، تواجه آبل تحديات في الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث سبقتها شركات مثل مايكروسوفت وجوجل وإنفيديا. ومع ذلك، يصر المسؤولون التنفيذيون على أن الذكاء الاصطناعي أولوية مع الحفاظ على خصوصية المستخدم، في انتظار إطلاق iPhone 17 القابل للطي وتكامل متقدم للذكاء الاصطناعي.

شغل ستيف جوبز منصب الرئيس التنفيذي لشركة آبل على فترتين متمايزتين، الأولى كرئيس تنفيذي مؤقت من 16 سبتمبر 1997 حتى 5 يناير 2000، لمدة 841 يوماً، والثانية كرئيس تنفيذي رسمي من 5 يناير 2000 حتى استقالته في 24 أغسطس 2011، لمدة 4249 يوماً. وبذلك، قاد جوبز الشركة كرئيس تنفيذي لمدة إجمالية 5090 يوماً.

أما تيم كوك، فتولى منصب الرئيس التنفيذي مباشرة بعد استقالة جوبز في 24 أغسطس 2011، وما زال في المنصب حتى اليوم، ليصل إلى 5091 يوماً اعتبارًا من 1 أغسطس 2025، متجاوزاً بذلك جوبز بيوم واحد فقط في إجمالي مدة قيادته للشركة.

ومن الملاحظ أن جوبز لم يكن الرئيس التنفيذي عند تأسيس آبل في عام 1977، إذ أصر المستثمر مايك ماركولا على تعيين مدير تنفيذي ذي خبرة، فعيّن مايكل سكوت أول رئيس تنفيذي للشركة. وبعد مغادرة سكوت، تولى ماركولا المنصب مؤقتا، ثم جاء جون سكالي عام 1983 بتعيين مباشر من جوبز ليقود الشركة قبل عودة جوبز في التسعينات.

تيم كوك

في سن الرابعة والستين، لا يبدو أن كوك ينوي التنحي، بينما لم يظهر أي خليفة محتمل واضح، مما يعزز نفوذه وقد يدفعه لتولي منصبي الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، وفقًا لتقارير بلومبيرغ وذا إنفورميشن.

تحت قيادته، واصلت آبل النمو المطرد، مقدمة أجهزة وخدمات جديدة مثل Apple Watch، AirPods، AirTag، Apple TV+، Apple Music، Apple Pay، وFitness+، مؤمنة بذلك استمرارية الابتكار واستقرار الشركة وسط التحديات العالمية.

ستيف جوبز 

وكان ستيف جوبز رائد الابتكار التكنولوجي يؤمن أن الحلول العظيمة لا تأتي بالجلوس الطويل أمام المكتب، بل بالحركة، لذلك وضع ما يُعرف اليوم بـ"قاعدة العشر دقائق"، بحيث إذا عجز عن حل مشكلة لأكثر من عشر دقائق، كان ينهض ويمشي، هذا التغيير البسيط كان كفيلًا بإشعال أفكار جديدة وكسر الجمود الذهني.

عُرف جوبز بشغفه الكبير بالابتكار وبأسلوبه القيادي الصارم الذي ألهم فرق العمل حوله. وتوفي في 5 أكتوبر 2011 بعد صراع طويل مع مرض السرطان، تاركًا إرثاً ضخماً في عالم التكنولوجيا وريادة الأعمال، وأصبح رمزاً عالميًا للابتكار والإبداع الذي يغير حياة ملايين البشر.