24 عاماً من العمل الدؤوب، نجحت خلالها جائزة الإعلام العربي التي تأسست في نوفمبر 1999 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

وانطلقت أول دورة لها عام 2001، في ترسيخ مفاهيم الجودة والمهنية والإبداع التي ربما غابت طويلاً وسط زحام العمل الإعلامي العربي، بفعل الاهتمام بالكثرة على حساب الأسس المهنية المنضبطة التي تضمن إخراج المنتج الإعلامي في أحسن صورة.

واستطاعت دبي، بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومن خلال حرصها الدائم على السبق والصدارة، أن تغيِّر المشهد، وترسم صورة جديدة مشرقة ترتقي فيها بالإعلام العربي إلى مستويات عالية، وتثبت عملياً قدرته على النهوض بالتنمية، ليكون بوابة للمستقبل المزدهر.

وبإنجازات لا ينكرها كل ذي بصر، صنع هذا المشروع الإعلامي الضخم حالة من التنافس الملهم، وواكب تطورات العصر التي انعكست على أساليب الإعلام الحديث، ليقود الإعلاميين العرب إلى التفوق والعطاء المهني المتواصل، ضمن معايير تقييم تتسم بالنزاهة والشفافية، يشرف عليها مجلس إدارة جائزة الإعلام العربي الذي يضم كوكبة من الشخصيات الإعلامية البارزة.

محمد الرميحي

وأكد المفكر والكاتب الكويتي الدكتور محمد الرميحي، الذي حصل على جائزة «شخصية العام الإعلامية»، من جائزة الإعلام العربي في دبي عام 2023، لـ«البيان» أن جائزة الإعلام العربي انطلقت قبل ربع قرن تحت اسم «جائزة الصحافة العربية» بفكرة استباقية.

كما هي جميع أفكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مشيراً إلى أن المشروع قام على أساس أن الصحافة هي قائدة الإعلام في الفضاءين العربي والدولي.

وأوضح الرميحي أنه لهذا السبب بدأت تلك المبادرة بنادي دبي للصحافة، ثم تطورت مع مرور الزمن كما تطورت دبي، وذلك بعد ظهور منابر متعددة للصحافة، كمنصات التواصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائل الإعلامية الحديثة، منوهاً بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صاحب أفكار نيِّرة يطبقها بصورة مثلى.

وقال: «إن الجائزة باسمها الحالي هي مؤسسة تجمع سنوياً عدداً كبيراً من أهل الإعلام بفروعه المختلفة لتداول القضايا الإعلامية بسقف حريات مرتفع، مشيداً بالدور الذي تؤديه باقتدار منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام.

وأكد أن كثيرين يقصدون هذه التجمعات، التي تُنظَّم بدقة واحترافية، ويسهمون فيها، الأمر الذي يؤكد أن دبي أصبحت مركزاً للثقافة العربية، موضحاً أنه يكفي أن نزور مكتبات دبي العامة لنرى مدى أهمية العمل الثقافي في تطور دبي الحديثة.

وذكر أن الاجتماع الأخير لمجلس إدارة جائزة الإعلام العربي، بتشكيله الجديد، تناول، ضمن عدد من القضايا، كيفية تطوير فكرة الجائزة إلى الأفضل.

حيث قُدِّمت مجموعة من المقترحات التي ستتم دراستها وتطبيقها في الدورة المقبلة، مؤكداً أن الجائزة تستقطب أفضل الأعمال الإعلامية العربية، ويشارك في منصاتها قامات بارزة من الإعلاميين الدوليين».

أخلاقيات المهنة

نايلة تويني

وأكدت نايلة تويني، رئيسة مجموعة «النهار» الإعلامية، أن جائزة الإعلام العربي، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تؤدي دوراً حيوياً في دعم ورعاية التميُّز في العمل الإعلامي العربي، مشيرةً إلى أنها أسهمت على مدى 24 عاماً في ترسيخ قيم الجودة والمهنية والابتكار في الصحافة والإعلام.

وقالت: «من موقعي في مجموعة «النهار»، وضمن أعضاء مجلس إدارة الجائزة، يمكنني أن أشهد أن الجائزة لم تكن مجرد منصة لتكريم المبدعين على مدى السنوات، بل أسهمت بشكل مباشر في تحفيز المؤسسات الإعلامية والصحفيين الأفراد على تطوير معايير عملهم والالتزام بأخلاقيات المهنة، ما يعزز مستوى الثقة في الإعلام العربي».

وأضافت: «أحد أهم أدوار الجائزة هو دفع المؤسسات الإعلامية نحو الالتزام بالمعايير المهنية الرفيعة، سواء من خلال تطوير أساليب الكتابة الصحفية، وإنتاج المحتوى الرقمي، وتعزيز الدقة والموضوعية في نقل المعلومات.

وفي ظل التحديات التي يواجهها الإعلام العربي، بما في ذلك المنافسة مع المنصات الرقمية العالمية وانتشار الأخبار الزائفة والكاذبة، تبرز الجائزة كمنصة أساسية لترسيخ الثقافة المهنية، ما يجعلها رافعة لتطور الإعلام العربي ومواكبته الحداثة والتطورات التكنولوجية المتسارعة في غرف الأخبار».

وأوضحت أن تكريم أفضل الأعمال الصحفية من مختلف الدول العربية يخلق بيئة تنافسية إيجابية، لافتةً إلى أن ذلك التوجُّه يدعم الارتقاء بأداء الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وينعكس في نهاية المطاف على جودة المحتوى الإعلامي المقدَّم للجمهور والساعي للتأثير الإيجابي.

ووصفت الجائزة بأنها منبر لدعم الأعمال الصحفية التي تعنى بالإنسان وقضاياه، مؤكدةً أنها ركزت على تكريم الصحافة التي تتناول القضايا الحيوية وتؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات، مثل التنمية المستدامة، والتعليم، والاقتصاد، والصحة، وغيرها.

حفل افتتاح وتوزيع جوائز الصحافة العربية تصوير محمد هشام

ولفتت إلى أن الجائزة ساعدت على إبراز الصحافة الاستقصائية والمحتوى الإعلامي الذي يقدِّم حلولاً عملية للمشكلات المجتمعية، ما يشجع وسائل الإعلام على التوجه أكثر نحو خدمة قضايا الناس، والابتعاد عن الصحافة السطحية أو المثيرة للجدل فقط من أجل المشاهدات.

وتابعت: «إن الجائزة تشجع الصحافة التي تتناول القضايا التنموية الكبرى، مثل تحديات البطالة، التغيّر المناخي، الفقر، وتمكين الشباب والمرأة، مما يجعل الإعلام شريكاً فاعلاً في دعم الخطط التنموية الوطنية والإقليمية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تكريم الصحفيين والمؤسسات التي تغطي القضايا الإنسانية بعمق ومهنية يدفع بالمزيد من العاملين في هذا المجال إلى تبني نهج مسؤول في عملهم».

وأردفت: «خلقت الجائزة نموذجاً إعلامياً يحتفي بالمحتوى الذي يصنع التغيير الإيجابي، وهو أمر بالغ الأهمية في عالمنا اليوم، حيث يواجه الإعلام العربي تحديات كبيرة.

والأمر كذلك له تأثير إيجابي على أجيال الصحفيين الشباب خصوصاً الذين يطلعون على الأعمال المكرمة، بما يمثِّل دليلاً إبداعياً بالنسبة إليهم وحافزاً لتقديم الأفضل».

ونوَّهت بأن الجائزة استطاعت أن تكون في طليعة الجوائز التي تواكب التحولات التي شهدها الإعلام خلال العقود الماضية، خاصة مع صعود الإعلام الرقمي، والتوسع في استخدام الوسائط المتعددة.

والذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، لافتةً إلى أنها لم تقتصر على تكريم الصحافة المطبوعة أو التقليدية، بل وسّعت نطاقها لتشمل الصحافة الرقمية، والصحافة الاستقصائية، والصحافة التفاعلية، وصحافة البيانات، وهو ما يعكس استشرافها المبكر لمستقبل الإعلام وتطوراته السريعة.

وبينت أن تطور فئات الجائزة يعكس فهماً عميقاً لحاجات الإعلاميين في العصر الرقمي؛ إذ أصبح من الضروري تكريم الإبداع في السرد البصري، وصحافة الفيديو، والبودكاست، والتحقيقات الرقمية، مضيفةً:

إن تكريم المؤسسات التي تقدم محتوى إخبارياً متطوراً عبر منصات التواصل الاجتماعي يعكس قدرة الجائزة على استيعاب الواقع الإعلامي الجديد الذي لم يعد مقتصراً على القوالب التقليدية.

وذكرت أنه في ظل التحولات المتسارعة في الإعلام بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والصحافة المدمجة مع التكنولوجيا، واكبت الجائزة هذه القفزات، ما عزز مكانتها بوصفها إحدى الجوائز الرائدة التي تعكس التطور الإعلامي العالمي بروح عربية.

وأشارت إلى أن جائزة الإعلام العربي ليست مجرد تكريم، بل هي مساهمة حقيقية في تشكيل مستقبل الإعلام العربي، من خلال تحفيز الصحفيين والمؤسسات الإعلامية على تقديم محتوى عالي الجودة، يخدم المجتمعات ويواكب أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الإعلام.

شهرة مستحقة

وجدي زين الدين

وأكد الكاتب الصحفي الدكتور وجدي زين الدين، من صحيفة «الوفد» المصرية، أهمية جائزة الإعلام العربي التي باتت تحتل مكانة عالية في العالم العربي، وتجتذب أنظار الكتَّاب الصحفيين والإعلاميين بصورة عامة.

مشيراً إلى أن الجائزة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نالت شهرة كبيرة مستحقة.

وأوضح زين الدين أن الجائزة، خلال مسيرتها الحافلة، حققت إنجازات عديدة في خدمة المجتمع وقضايا الناس، وشهدت بها كل الأوساط الإعلامية على مستوى العالم العربي، منوهاً بأن هذه الشهرة تعدَّت إلى ما هو أكبر، فأصبحت مبادرة تستحوذ على اهتمام الإعلاميين عالمياً.

ولفت إلى أن الجائزة، تُعَدُّ بمثابة دفعة قوية للاهتمام بمجال الإعلام، مواكبة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يرى سموه أهمية الإعلام في توجيه الأمم نحو التنمية المستدامة التي تستحقها الشعوب العربية، مؤكداً أن جائزة الإعلام العربي، بفضل الدعم المستمر الذي تحظى به، أثْرَت بشكل واضح الشؤون المجتمعية في المجالات كافة.

وذكر أن ثمة تعبيراً أصبح منتشراً في الوسط الإعلامي العربي، مفاده أن من حصل على جائزة الإعلام العربي فقد بلغ مبلغاً عالياً وشأناً عظيماً في مجال المهنية الإعلامية، معتبراً ذلك أمراً يدعو جميع العرب إلى الفخر والاعتزاز بهذا المنجز الذي رسَّخت أسسه دبي.

وقال: إن الجائزة استثمرت قدرات خبراء الإعلام الكبار الذين يشرفون عليها ولديهم باع كبير في هذا الشأن، ما ساعد على تطوير فئاتها وتوسيع مجالاتها لتواكب المتغيرات الإعلامية ومعطيات الحياة التي نشهدها بصورة مستمرة، موضحاً أن الجائزة تشهد كل عام تحسينات وتغييرات جذرية تدفعها دوماً إلى الأفضل، وتعزز دورها المهم في تشجيع الإعلاميين بمختلف تخصصاتهم على التنافس والتميز.

تحفيز الإبداع

مؤنس المردي

وأكد الكاتب الصحفي مؤنس المردي، رئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية، أن جائزة الإعلام العربي، التي جاءت بمبادرة استباقية حكيمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تجسّد استراتيجية الدور الإماراتي في خدمة القضايا العربية.

وتعميق العمل العربي المشترك في واحد من أهم المجالات، مشيراً إلى أن الإعلام سلاح فعَّال في تعزيز دعائم وجوانب قوة أي دولة، ومجابهة المخاطر التي تستهدفها داخلياً وخارجياً.

وقال المردي: «إن الجائزة التزمت، طيلة مسيرتها الحافلة على مدى 24 عاماً، بهدف وعنوان كبير ورسالة أساسية، هي تحفيز الإبداع، وتشجيع الأفكار الخلاقة التي تجعل الإعلام العربي مواكباً لأي تطور في مجال صناعة الإعلام وقادراً على التواجد القوي والمنافسة».

وأضاف أن الجائزة تمتلك الجدارة والمقومات التي مكنتها من تعزيز المهنية في العمل الإعلامي العربي، ابتداءً من رعاية صاحب الفكرة والمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مروراً بأعضاء مجلس إدارة جائزة الإعلام العربي ونادي دبي للصحافة.

بما لديهم من قيادات إعلامية لها من الخبرات والثقل والمكانة المهنية، ما يجعلها قادرة على استشراف أدوات ومتطلبات التميز والتفوق في الميدان الإعلامي ووضع ما يلزم من خطط متكاملة، وهو ما أسهم بقوة في تعزيز مسيرة الجائزة وتحقيق أهدافها، وترسيخ مكانتها لتكون بالفعل نموذجاً عالمياً للجوائز الإعلامية.

وتابع: «لو أجرينا إحصائية بسيطة للأعمال الفائزة بجائزة الإعلام العربي، لخلصنا بنتيجة مهمة مفادها الأهمية الشديدة لهذه الأعمال وقيمتها الجوهرية وإضافتها الحقيقية للإعلام العربي وللعديد من القضايا المجتمعية».

ولفت إلى أنه لا يصل إلى منصة التكريم والفوز في مختلف مجالات جائزة الإعلام العربي إلا الأعمال المتميزة التي لها بصمة واضحة وإسهام فعَّال في خدمة الإعلام والتنمية العربية وحمل هموم مجتمعها بمصداقية ورؤية هادفة.

ولهذا امتلكت، على امتداد هذه السنوات، إرثاً ضخماً من هذه الأعمال البناءة التي تعالج قضايا عربية عديدة ومهمة، وأسهمت في اكتشاف الكثير من الكفاءات والطاقات الإعلامية من أصحاب الأقلام والأعمال المتميزة التي تمثل إضافة نوعية لجهود دفع مسار التقدم والتنمية في أي دولة.

وأوضح أن المتابع لمسيرة جائزة الإعلام العربي يلحظ، بكل تأكيد، هذا الأمر بشدة؛ فهي دائمة التطور والتحديث، سواء على صعيد أهدافها بما يجعلها مواكبة مع المعطيات الإعلامية التي نعيشها، أو على صعيد آلياتها، بما يمكنها من الوصول إلى كل ما هو متميز من الأعمال الإعلامية العربية، ويخدم هذه الأهداف المرسومة.

مشيراً إلى أن القائمين على الجائزة، بما لديهم من خبرات وتجارب ثرية ورؤى وتطلعات طموحة، حريصون على تطوير الجائزة وتعزيز مكانتها، واستحداث مجالات للتكريم لاستيعاب مزيد من الفنون الإعلامية.

واكتشاف المواهب الإعلامية، ومواكبة المتغيرات السريعة الحاصلة في المجال الإعلامي؛ لهذا فإن الجائزة تنتقل من مرحلة إلى مرحلة أخرى مستقبلية جديدة ومتطورة تلبي طموحات كل منتسبي الصحافة العربية.

سعي حثيث

ندى قوتلي

‏وأوضحت ندى قوتلي، رئيسة دائرة البرامج في إذاعة لبنان، أنه وسط الزحام الإعلامي الذي نعيشه في أيامنا الحالية على مختلف المستويات وفي شتى المجالات، لا بدّ من سعي حثيث ومستدام للإضاءة على المنتج الإعلامي الجدّي الشفّاف في طروحاته المتميزة وبمصداقيته وإبداعه في المضمون، للإسهام في تكوين رأي عام واعٍ ومستنير.

مؤكدةً أن جائزة الإعلام العربي التي تدعمها دبي تلبي مقومات هذا السعي النبيل بأهدافه، إذ إن الإعلاميين والإعلاميات بحاجة ماسّة، وسط ذلك الزحام الإعلامي الذي لا يلتزم دائماً بالموضوعية ودقة المعلومات وتنقصه بصمة الإبداع، إلى من يقدِّر جهودهم وإنجازاتهم الإعلامية التي تشكِّل علامة فارقة في المجال الإعلامي.

وقالت: «الجائزة تشكِّل حافزاً أساسياً للفائزين بها الملتزمين باعتماد الخصائص المذكورة آنفاً والتمسّك بها في مضمون مادتهم الإعلامية»، مشيرةً إلى أنها تسهم في نشر هذا التوجُّه على نطاق واسع في الوسط الإعلامي؛ ليصبح نموذجاً يحُتذى به في عالمنا العربي.

وأضافت: «عام إثر عام، نجحت جائزة الإعلام العربي في استقطاب الإعلاميين والإعلاميات العرب المتخصصين في المجالات الإعلامية كافة؛ إذ إن مروحة الفئات الواسعة والمتنوعة التي تتضمنها تتيح لشريحة كبيرة من العاملين في الصحافة على أنواعها والإعلام الرقمي والمرئي المشاركة.

وتحفّزهم على تقديم أفضل ما عندهم في تلك المجالات»، لافتةً إلى أن الجائزة لم تغفل تاريخ ومسيرة من لهم باع طويل ومشرّف في مجال الإعلام من خلال جائزة «شخصية العام الإعلامية» و«التكريم الخاص».

وأكدت أن الجائزة يُحسب لها أيضاً أنها خصَّصت فئة لصحافة الاستقصاء التي تسهم في إبراز الحقائق كما هي بالدلائل والبراهين، منوهةً بفئة «صحافة الطفل» التي تسهم في تطوير وتكريس توجُّه إعلامي جذاب وبنَّاء خاص بأطفالنا الذين سيشكلون الحجر الأساس في بناء مستقبل عالمنا العربي.

وتابعت: «هذه الجائزة ستشجّع الإعلاميين والإعلاميات على اعتماد البحث الدقيق عن الفكرة أو الصورة أو القضية (إلخ...) التي لم يسلّط الضوء عليها، الخارجة عن المألوف، القابعة في ظلمة الإهمال أو التجاهل أو النسيان»، موضحةً أن تلك المنافسة الإعلامية البديعة ستكون في خدمة قضايا الناس والشؤون التنموية المجتمعية، وستسهم حتماً في دعم الاستقرار الاجتماعي.

ولفتت إلى أن مواكبة تطوُّر التقنيات والتحديثات التي تستجد تكنولوجياً في المجالات كافةً، ومن بينها المجال الإعلامي، مهمة ليست بالسهلة، إلا أن مكانة العنصر البشري فيما يتعلق بالإعلام ما زالت مهمة وأساسية، إذ إن مستواه وتميُّزه الفكري والثقافي ومهاراته البحثية واللغوية كلها عوامل تسهم في الارتقاء بمستوى منتجه الإعلامي تقليديّاً كان أم رقميّاً.

ونوهت بأن أهمية جائزة الإعلام العربي تكمن في السَّير قدماً وبالموازاة نحو مواكبة الإعلام الحديث من جهة وتكريم الإعلاميين والإعلاميات الذين حافظوا على المعايير المتعارف عليها في المادة الإعلامية.

مضيفةً أن ما نشهده اليوم في الإعلام الحديث من تنافس وتهافت على نشر الخبر، أو الصورة، أو الرأي، أو التحليل بأقصى سرعة أفقد المحتوى في أماكن كثيرة معايير الدقة والشفافية والبراهين.

ولأن الإعلام الحديث هو الأسرع والأوسع انتشاراً سيتفاقم يوماً بعد يوم تأثيره السّلبي، وسينعكس هذا الواقع حكماً على فكر المتلقي، ويسهم في تضليله، ويؤسِّس لتدني ومستوى الرأي العام على كل الصُّعد؛ فالإعلام عالم واسع لا حدود لمساحاته.

وذكرت أن دور العمل الإعلامي محوري وأساسي في الارتقاء بمجتمعاتنا العربية، وأن الجوائز الإعلامية عموماً، وجائزة الإعلام العربي خصوصاً، ستسهم بلا شك، من خلال الإضاءة على المادة الإعلامية الجذَّابة والموضوعية في آن والراقية بفكرها ومستواها اللغوي، في عدم الاستسلام لفوضى الإعلام الحديث، والإصرار على جودة المادة الإعلامية التي تستحق التكريم والجوائز، لتصبح نموذجاً يُحتذى، ورافعةً لإعلامنا العربي ومستقبل أجيالنا الصاعدة.

منصة ذهبية

بارعة شقير

وأكدت الدكتورة بارعة شقير، عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق، أن جائزة الإعلام العربي تُعدُّ منصة ذهبية تحتفي بروَّاد الإعلام العربي الذين أبدعوا في هذا المجال المرهق، منذ انطلاقتها، مشيرةً إلى أن الجائزة أثبتت أنها أكثر من مجرد تكريم، بل أداة لتحفيز الصحفيين والإعلاميين على إنتاج محتوى راقٍ يتسم بالمهنية والالتزام الأخلاقي.

وأوضحت أن عملية التحكيم الدقيقة التي تعتمدها الجائزة تُعَدُّ مرآة تعكس التزامها برصد الأعمال التي تجمع بين الابتكار والموضوعية، لافتةً إلى أنها رسالة واضحة لكل إعلامي بأن الجودة هي المفتاح للتميز.

وقالت إن الجائزة ليست احتفالية بالأعمال المتميزة فقط، ولكنها في جوهرها قوة دافعة للإعلام العربي ليصبح صوت الناس الحقيقي، وأن تكريم شخصيات بارزة، مثل الصحفي اللبناني سمير عطا الله، الذي حصل على جائزة «شخصية العام الإعلامية» عام 2024، حيث ترك بصمة لا تُمحى في الإعلام العربي، يعكس تقدير الجائزة للمسيرة المهنية الملتزمة بخدمة القضايا المجتمعية.

وتابعت: «في عالم يتغير بسرعة فائقة، أعتقد أن الجائزة أثبتت قدرتها على التكيف مع التحولات الكبرى في قطاع الإعلام؛ إذ لم تكتفِ بتكريم الصحافة التقليدية، بل امتدت لتشمل الإعلام الرقمي والمرئي بفئاته المتنوعة».

ونوهت بأن تكريم شخصيات، مثل الكاتب الصحفي التونسي عبد اللطيف الزبيدي، بجائزة «أفضل عمود صحفي» لعام 2024، ضمن جائزة الإعلام العربي في دورتها الـ 23.

والدكتور محمد الرميحي، الذي حصل على جائزة «شخصية العام الإعلامية»، من جائزة الإعلام العربي في دبي عام 2023، يُبرز التزام الجائزة بإبراز إسهامات المفكرين والإعلاميين الذين يواكبون التغيرات ويعيدون تشكيل المشهد الإعلامي بطرق مبتكرة، مضيفةً: «لهذا أجد أن الجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي دعوة للإبداع، ورسالة بأن الإعلام العربي قادر على المنافسة عالمياً إذا التزم بالجودة والابتكار».

نموذج ملهم

حسان الكنوني

واعتبر حسان الكنوني، المدير العام لصحيفة «هسبريس» الإلكترونية المغربية، جائزة الإعلام العربي نموذجاً ملهِماً لتعزيز جودة العمل الإعلامي العربي.

موضحاً أنها تتجاوز مجرد منح التكريم إلى بناء ثقافة مهنية تسعى إلى تحقيق أعلى معايير الأداء الإعلامي وتكريس الدقة والموضوعية والشفافية، ما يُلزم المؤسسات الإعلامية بسياسات تحريرية تتبنى هذه القيم وتُكرِّس الالتزام بأخلاقيات المهنة.

وقال الكنوني: «باعتمادها على معايير التميز؛ فإن جائزة الإعلام العربي تحفز الإعلاميين والمؤسسات على تبني أساليب مبتكرة وطرح محتوى متوازن وموثوق، ما يعزز جودة المنتج الإعلامي العربي في ظل التحديات المتزايدة».

مشيراً إلى أن الجائزة أسهمت في تعزيز دور الإعلام في خدمة المجتمع والتنمية، عبر توجيه اهتمام العديد من الصحفيين والإعلاميين نحو القضايا الاجتماعية والتنموية الملحَّة، كما مكَّنت المؤسسات الإعلامية من تكوين روابط أقوى مع الجمهور من خلال المحتوى الذي يلبي احتياجاتهم ويعكس تطلعاتهم.

وأكد أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تبلورت، من خلال جائزة الإعلام العربي، في اعتبار الإعلام شريكاً في التنمية من خلال هذه الجائزة، ما أسهم في الارتقاء بمستوى الطرح الإعلامي إلى أفق أكثر ارتباطاً بقضايا الناس والشؤون التنموية المجتمعية.

وأضاف أن الجائزة نجحت في ملاحقة التطورات الحديثة في صناعة الإعلام؛ إذ قامت خلال السنوات الأخيرة بإعادة هيكلة فئاتها لتشمل الإعلام المرئي، وتشجيع الإعلاميين على تقديم محتوى يواكب العصر الرقمي.

لافتاً إلى أن الجائزة تبنَّت استخدام التقنيات الحديثة والتقارير المدعومة بالوسائط المتعددة، ما أسهم في تقديم محتوى إعلامي أكثر تأثيراً وسهولة في الفهم لدى الجمهور.

ونوَّه بأن الجائزة أدت دوراً مهماً في رفع معايير التنافسية بين الإعلاميين الشباب؛ إذ حفزت على تطوير مهارات التعامل مع الوسائط المتعددة والتقنيات الرقمية الحديثة، مبيناً أن هذا التوجه لم يسهم في تعزيز جودة المحتوى الإعلامي فقط، بل في دعم روح الابتكار والإبداع أيضاً لدى الصحفيين والإعلاميين في الوطن العربي.

اقرأ أيضاً:

أكاديميون وإعلاميون لـ «البيان»: جائزة الإعلام العربي تجسد رؤية محمد بن راشد للارتقاء بالإبداع في القطاع الإعلامي 1-2