مواطنون عبر منصات التواصل: وعي «الناخبين» يحسم نتائج الانتخابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا عدد من المواطنين عبر حساباتهم المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي، الناخبين إلى اختيار الأكفأ من بين المرشحين إلى انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019، مطالبين الراغبين في دخول السباق الانتخابي (المرشحين) إلى الابتعاد عن التصريحات والوعود غير المنطقية التي يطلقها البعض بغرض استمالة الناخبين، متناسين أن الناخب أصبح أكثر اطلاعاً وثقافة ولديه وعي يجعله قادراً على تمييز ما يمكن تحقيقه من عدمه.

وأكدوا بأن هذه الانتخابات ستكون الأكثر صعوبة بين كل الانتخابات، نظراً لتوسيع قاعدة وقوائم الهيئات الانتخابية، واكتساب الناخبين على مر التجارب الماضية الخبر والوعي اللازمين، مشيرين في الوقت نفسه بأن جميع المتقدمين لهذه الانتخابات سيكون لزاماً عليهم طرح البرامج الانتخابية المقنعة للشريحة الكبيرة من الناخبين.

وقالوا إن الناخب الإماراتي، بات يتحمل مسؤولية كبيرة في اختيار من يمثله في البرلمان، وهو نابع من حرص القيادة الحكيمة على مواصلة تطوير العملية الانتخابية، داعين الناخبين إلى المشاركة بفعالية في»العرس الانتخابي«.

واستخدم المواطنون «تويتر» كمنصة لنشر فيديوهات ومقاطع مصورة للتعريف بالانتخابات، مستعرضين أهم مراحلها والتطورات التي شهدتها، مقدمين مجموعة من الإرشادات التي تستهدف توعية الناخبين ومساعدتهم في اختيار المرشحين الأنسب لتمثيلهم، تحت قبة البرلمان في دورته الجديدة.

وعرض المغرد سلطان الزعابي على حسابه فيديو قال فيه:»إن انتخابات عام 2006 شهدت مشاركة نحو 6500 شخص، وفي ظل عدم وجود وعي كاف، فإن المشهد الانتخابي سجل ادعاء أشخاص عبر حملاتهم الانتخابية قدرتهم على توفير بيوت وخدمات بأعداد غير منطقية، بشكل يستهدف التأثير على الناخبين، بحيث يعتقدون بأن هذا الشخص هو الأنسب، فيتوجهوا للتصويت إليه.

وتابع: بمرور الوقت والسنوات، أصبح لدى الناخب وعي أكبر، وهو الأمر الذي انعكس على زيادة عدد المسموح لهم بالتصويت ليرتفع في عام 2011 إلى 130 ألفاً وثم إلى 220 ألفاً في عام 2015 وصولاً إلى 330 ألف شخص خلال الدورة الحالية، مضيفاً «بأنه طول هذه السنوات تكون لدى الجمهور ثقافة انتخابية ومعرفة أكبر، بدور واختصاصات المجلس الوطني الاتحادي، بحيث اصبح الناخب على دراية بأن بعض الوعود قد تكون غير حقيقية أو أن من أصدرها غير ملم بدور المجلس».

3 فئات

وشدد الزعابي بأن الوعي عند الناس لن يساهم في إنجاح 3 فئات من المرشحين، أولهم «الخاملون» من أعضاء الدورة الماضية، خاصة الأعضاء الذين لم يكن لهم دور قوي وفعال خلال مناقشة قضايا والمواضيع المعروضة تحت قبة البرلمان لن يجدوا من يساندهم في انتخابات الدورة الجديدة، أما الفئة الثانية فهم أصحاب الوعود الكبيرة، كالمرشحين الذين يدعون في حملاتهم الانتخابية القدرة على توفير وظيفة لكل مواطن أو مسكن لكل مواطن، أما الفئة الأخيرة، فهم «الغائبون عن المجتمع» وهم الأشخاص الذين ليس لديهم أي دور بارز في المجتمع، وبدأوا في ممارسة العمل الانتخابي مع بداية الإعلان عن انطلاق الانتخابات.

وأكد بأن الوعي والثقافة الانتخابية اللذين اكتسبهما الناخب على مر السنوات هما اللذان سيحسمان نتائج الانتخابات، فعضو المجلس الوطني الاتحادي، يمتلك صلاحيات دستورية تمنحه الحق والقدرة على تنفيذ العديد من الأمور.

استبعاد

وحذر عثمان الحسيني المرشحين من محاولة إطلاق وعود بعيدة عن الواقع بهدف استمالة أصوات الناخبين، ضارباً المثل بقيام أحد المرشحين في إحدى الدورات، بإطلاق وعود حول قدرته على توفير بيت ومزرعة وأرض لكل مواطن، موضحاً بأن هذه الوعود، تعتبر وعوداً غير منطقية تؤدي إلى استبعاد المترشح من الانتخابات.

واستعرض آليات عمل وانعقاد جلسات المجلس الوطني الاتحادي، وقال: إن المجلس، يتكون من 40 عضواً نصفهم يتم انتخابهم والنصف الثاني يتم تعيينهم، ولديهم صلاحيات رقابية وتشريعية، داعياً في الوقت نفسه كل شخص ورد اسمه في الهيئة الانتخابية سواء مترشحاً أو ناخباً إلى الالتزام بالإجراءات والدور الوطني الموكل إليه.

أمثلة

وتابع الحسيني: «في انتخابات 2015 و2019 اعتمدت اللجنة الوطنية للانتخابات»نظام الصوت الواحد«في عملية الاقتراع، وهو الأمر الذي جعل الناخب في وضع يحمله مسؤولية كبيرة تجاه الوطن والمواطن في اختيار من يمثله في البرلمان المقبل، مشددة على ضرورة أن يكون الناخب واعياً أثناء اقتراعه في الانتخابات».

وأشار أحمد عبدالرحيم الزرعوني إلى أن هناك العديد من الأشخاص الموجودين في المجلس، كانوا أمثلة عظيمة وقدوة لكل إنسان لما قدموه من دور بناء في خدمة الوطن والمواطن.

وقال: إن محاولة بعض الأشخاص، توجيه الناخب للتصويت لناخب معين لاعتبارات قبلية أو لكونه أحد أقارب الناخب دون النظر لما يقدمه من برنامج انتخابي، خطأ كبير، مضيفاً «فالانتخابات أمانة ستسأل عنها، وهي واجب، تستوجب منا انتخاب من يمثلنا، ومن يهتم بوطننا وبإسعاد شعبه».

منافسة

ومن جانبه أكد محمد صالح، أن زيادة أعداد الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي المقبلة، بنسبة تصل إلى 50.5%، سيساهم بشكل كبير في إبراز أفضل الخصائص والمميزات التي يتميز بها المرشح عن غيرة مما ينعكس بالإيجاب على حدة المنافسة الانتخابية وقوتها.

ونوه إلى أن زيادة حجم شريحة الناخبين ستُجبر المرشحين على طرح برامج انتخابية تلبي تطلعاتهم، لافتاً إلى أن قواعد المنافسة الانتخابية ستكون مختلفة هذا العام، بعد دخول العنصر النسائي بقوة في القوائم الانتخابية وكذلك عنصر الشباب.

وأضاف المغرد سعيد الشرقي:إن ترسيخ الوحدة الوطنية والمواطنة الصالحة يتجسد من خلال أداء الناخبين لأصواتكم بأمانة وموضوعية لمن يستحق بما يسهم في تعزيز التواصل والمشاركة المجتمعية الفاعلة لكل فرد من أفراد مجتمعنا، موضحاً بأن الشباب يشكلون النسبة الأكبر من قوائم الهيئات الانتخابية، وهو ما يفسح المجال لمشاركة واسعة من الشباب الإماراتي في العملية الانتخابية لاختيار ممثلين لهم في المجلس الوطني الاتحادي.

لمتابعة التفاصيل اقرأ أيضاً:

«آمال» ومطالب للمواطنين لتحقيق «الاستقرار المدرسي»

إصدار «دليل الناخب والمرشح» لتعزيز مفهوم الشفافية

Email