العلاج في الخارج أزمة ثقة وخلل في التوعية المجتمعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

على الرغم من جهود الدولة في ترسيخ بنية تحتية بمواصفات عالمية على مستوى الرعاية الصحية وخدمات المستشفيات واستقطاب الأطباء الزائرين ذوي الاختصاصات النادرة بشكل شهري، ورغم زيادة عدد القادمين من خارج الدولة لاسيما من دول الخليج لطلب العلاج في الإمارات، فإن نسبة من مواطني الدولة لا يزالون يفضلون العلاج في الخارج جرياً على عادات سابقة قبل التطور الكبير الذي لحق بمستوى الرعاية الصحية في الدولة، ولعلَّ الدافع لهم إلى ذلك أسباب متنوعة إلا أن حصيلتها تتمثل في ضعف الثقة بمنشآتنا الصحية، ما يستلزم زيادة جرعات التوعية بمستوى الخدمات وجودتها في الدولة.

وقد بينت الأرقام والتقديرات من قبل بعض الجهات الصحية أن 5000 مريض يتم إرسالهم سنوياً للعلاج في الخارج، منهم 14% تتم إعادتهم لاستكمال علاجاتهم في مستشفيات الدولة، لكن إصرار الأهل أو عدم قناعتهم بالعلاج داخل الدولة، وأحياناً حب البعض «للسياحة العلاجية»، تدفعهم للتقدم للجهات الصحية والجهات العليا التي لا يمكن أن تقف عقبة رغم عدم اقتناعها أحياناً بمبررات السفر، لكن تبقى صحة المواطن خطاً أحمر لا يمكن التردد في المسارعة إلى ضمانها لا سيما في الحالات الطارئة، وهو ما أكدته وزارة الصحة بأن لديها ميزانية مفتوحة لعلاج المواطنين في الخارج في الحالات الطارئة التي يتعذر علاجها في الدولة.

شراكات استراتيجية

وأشار تقرير صادر عن وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى أن عدد المرضى المواطنين الموفدين للعلاج خارج الدولة بلغ 193 مريضاً عام 2016، بانخفاض نسبته 22%، مقارنة بعام 2015، الذي شهد إيفاد 249 مريضاً، عازية ذلك لأسباب عدة، منها جودة الرعاية الصحية، وزيادة الثقة بالقطاع الصحي داخل الدولة.

وأكد الدكتور حسين عبدالرحمن الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للمراكز والعيادات رئيس لجنة العلاج بالخارج، أن هناك تراجعاً كبيراً في أعداد المبتعثين للعلاج في الخارج ليس على مستوى وزارة الصحة ووقاية المجتمع فحسب بل على مستوى الهيئات الصحية الأخرى؛ بسبب تطور وجودة الخدمات التي باتت تقدمها المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة في الدولة.


وقال إن وزارة الصحة لديها اتفاقيات مع عدد من المستشفيات في الدولة مثل مستشفى خليفة التخصصي للأورام في رأس الخيمة ومستشفى توام في مدينة العين ومركز كليفلاند في أبوظبي، حيث يتم إرسال المرضى حالياً للعلاج، بينما كان يتم في السابق ابتعاثهم للخارج، الأمر الذي كان يكلف الدولة مبالغ طائلة سنوياً، مؤكداً أن «وزارة الصحة» لا توفد أي حالة للعلاج في خارج الدولة، إلا بعد التأكد من عدم توافر هذا العلاج في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة، أو الجهات الصحية المحلية، والقطاع الخاص داخل الدولة.


وحول ميزانية وزارة الصحة المخصصة للعلاج في الخارج قال الدكتور حسين: «صحة المواطنين خط أحمر، فعندما يكون هناك مواطن بحاجة إلى علاج طارئ خارج الدولة يتم ابتعاثه على الفور بغضّ النظر عن ميزانية الوزارة، فقيادتنا الرشيدة وضعت صحة المواطن في قمة الأولويات، وتستجيب فوراً لطلبات المواطنين، بغضّ النظر عن تكاليف العلاج ونوعه، لكونه يتعلق بحالات مواطنين يحتاجون إلى علاج سريع ومتطور ومتخصص في دول أخرى».

تطور كبير

الدكتور يونس كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة الرعاية الصحية في صحة دبي، أكد أن الخدمات الصحية في الدولة تطورت بشكل كبير جداً وأعداد المبتعثين انخفضت عن قبل بواقع كبير جداً، لكن الوصول إلى صفر طبعاً مستحيل، لافتاً إلى أن صحة دبي لديها خطط مستقبلية للتقليل من أعداد المرضى المبتعثين تدريجياً من خلال الشراكات الاستراتجية مع كبرى المؤسسات الصحية واستقطاب الكفاءات العالمية في التخصصات الطبية الدقيقة سواءً عن طريق زياراتهم المتواصلة لمستشفيات الهيئة، وإما عن طريق استقطابهم للعمل داخل المستشفيات بصورة دائمة بالتوازي مع بناء مراكز متخصصة ومتكاملة لعلاج الأورام وأمراض القلب والجراحات الدقيقة، علماً بأن هذه الأقسام موجودة في معظم مستشفيات الدولة، لكنها مبعثرة وبحاجة إلى تجميع تحت سقف واحد، إذ إن توجُّهات الهيئة في المرحلة المقبلة ستركز على تقديم خدمات صحية بمعايير عالمية وعقد شراكات استراتيجية مع دور الخبرة العالمية.



وأوضح الدكتور يونس أن هيئة الصحة تخطط لإنشاء مركز طبي وبحثي متخصص في علاج أمراض السرطان في حرم مستشفى دبي، يقدم كافة علاجات الأورام تحت سقف واحد، كإحدى مبادراتها المستقبلية لتقديم نموذج صحي متكامل ومن الطراز الأول، للحد من سفرالمواطنين للخارج وتشجيع السياحة الصحية، لافتاً إلى أن الهيئة ستستعين ببيوت الخبرة العالمية والكوادر الطبية العالمية للعمل في المركز، ومن ثم تدريب الأطباء المواطنين على كيفية التعامل مع مختلف الأورام، إضافة للمساهمة في تطوير إجراءات الوقاية، والإسهام بفاعلية في جهود العالم الرامية إلى الحد من انتشار السرطان، وآثاره السلبية الواسعة على القوى البشرية.
وأضاف من مراكز التميز الأخرى التي تعتزم الهيئة إنشاؤها في حرم مستشفى راشد مركز عالمي للقلب، حيث بدأت الهيئة الخطوات التحضيرية الأولى لتأسيس المركز بالتعاون مع أحد أكبر المستشفيات العالمية تجرى فيه كافة عمليات القلب، إضافة للأبحاث والدراسات المتعلقة بأمراض القلب في الدولة، إضافة إلى مركز لغسيل الكلى وغيرها من مراكز التميز خلال السنوات القادمة.

جمعية الإمارات الطبية

الدكتورة موزة الشرهان، رئيسة جمعية الإمارات الطبية، قالت: «إن دولة الإمارات باتت بفضل الله تعالى تزخر بالكفاءات المواطنة في مختلف التخصصات الطبية الدقيقة، ومنها جراحات القلب والجهاز الهضمي، ولدينا أحدث الأجهزة الطبية، وهو ما يعني أن مبرر السفر للخارج لم يعد له جدوى ولا فائدة، إذ إن كثيراً من الحالات التي ذهبت للعلاج يتم إعادتها لمواصلة العلاج داخل مستشفيات الدولة، خاصة أن العلاجات واحدة والمعايير المطبقة في الدولة هي نفس المعايير لاعتبارها معتمدة من نفس الجهة المانحة للاعترافات الدولية».

وأضافت الدكتورة موزة: «آمل أن يتم التركيز في المرحلة القادمة على موضوع تكاملية وشمولية الخدمات العلاجية والتنسيق أكثر بين الهيئات الصحية، وأن يتم وضع خطط التطوير وإعطاء الأولويات لبناء المراكز وفقاً للاحتياجات الفعلية، فمثلاً قد نحتاج إلى مركز واحد شامل لجراحات الأورام، أو القلب أو الأعصاب أو غيرها، وهذا قد يكفي حالياً لأن أعداد الحالات لدينا قليلة مقارنة بالدول التي يزيد تعداد سكانها على 50 مليوناً، لأن أي جراح عالمي لا يمكن أن يقبل العمل في مركز لديه عدد بسيط من المرضى وما لم يكن لديه أعداد كافية من العمليات يومياً».

تجارب مضيئة
إلى ذلك، يُعد مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة من المراكز العالمية التي باتت تستقطب أعداداً كبيرة من مرضى الأورام من داخل وخارج الدولة، حيث تمكن من تقديم الخدمات العلاجية الحثيثة والفحوصات الدورية اللازمة وفقاً للخطط والبروتوكولات العلاجية العالمية لأكثر من 1400 مواطن ومواطنة عادوا من خارج الدولة لاستكمال العلاج والمتابعة وإجراء الفحوص المختلفة، منذ افتتاح المستشفى في فبراير من عام 2015، منهم 230 مريضاً تم تحويلهم من مستشفيات من خارج الدولة في العام الجاري.

وقد وفر المستشفى أجهزة متطورة وكوادر طبية وفنية متميزة ساهمت في إحداث نقلة نوعية في الخدمات الصحية المتخصصة التي يقدمها المستشفى، مثمناً دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الحثيثة والمستمرة التي يوليها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لمشاريع وبرامج مبادرات رئيس الدولة، ما كان له بالغ الأثر في سير المشاريع الطبية والتنموية على أكمل وجه وبأعلى المواصفات العالمية، للارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.

خدمات فائقة


وقال الدكتور مصطفى السيد الهاشمي رئيس الاتصال الحكومي والعلاقات الدولية في مستشفى الشيخ خليفة التخصصي إن المستشفى أصبح يقدم خدمات علاجية فائقة تضاهي ما تقدمه أهم وأحدث المراكز العلاجية العالمية، وإن هؤلاء المرضى تم استقبالهم وإجراء الفحوص اللازمة لهم بعد عودتهم من رحلاتهم العلاجية من مراكز عالمية إلى أرض الوطن، فاحتضنهم مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة وقُدمت لهم الرعاية اللازمة في التخصصات الدقيقة، التي تتطلب عناية فائقة كطب وجراحة الأورام وطب وجراحة القلب وطب وجراحة الأعصاب، ما كان لها بالغ الأثر في التخفيف عن كاهل المرضى ومرافقيهم.



وذكر أن برنامج الأطباء الزائرين والشراكة بين مستشفى الشيخ خليفة التخصصي وجامعة سيئول الوطنية ساهم في رفد المستشفى بالكوادر الطبية المتخصصة، والخبرات الرفيعة للاستفادة منها في الحد من سفر المواطنين للعلاج في الخارج.


ولفت إلى أن المستشفى يعمل على استقدام الأطباء الزائرين الذين يتم اختيارهم وفقاً لأعلى المعايير المتبعة عالمياً، وتقديم أفضل الخبرات العالمية في معظم التخصصات الطبية للمواطنين والمقيمين في الإمارات، وتحقيق الجودة والتميز في الخدمـات الصحية التي تقدم بجميع المرافق التابعة للمستشفى، من خلال التدريب الطبي المستمر للأطباء والكوادر الفنية المساعدة، سعياً للارتقاء بمستوى الكفاءات الطبية الوطنية وسعياً لإراحة المرضى من عناء ومشقة السفر إلى وجهات علاجية خارج الدول.

شبكة مزودي الخدمات

وتسعى دائرة الصحة بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إلى إنشاء شبكة من مزودي الخدمات لتعزيز مكانة أبوظبي ضمن خريطة الرعاية الصحية في العالم، وأن تسهم هذه الشبكة ببناء منظومة متكاملة تلبي كافة احتياجات المرضى المستقطبين من الخارج، فضلاً عن تعزيز البيئة الاستثمارية في الإمارة اعتماداً على الخبرات والكفاءات الموجودة في قطاع الرعاية الصحية والبنية التحتية في الإمارة.

 



أكد الدكتور زهير الفردان، استشاري جراحة التجميل والترميم أستاذ مساعد في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، أن دولة الإمارات قطعت خطوات كبيرة بفضل توجيهات القيادة الرشيدة لدعم وتعزيز مجالات السياحة العلاجية والرعاية الطبية عالية المستوى، حيث بدأت التخطيط منذ أكثر من 5 سنوات لأن تكون الوجهة الأولى للسياحة العلاجية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الدولة تمكنت من إيجاد البنية التحتية في هذا المجالات السياحة العلاجية بنسبة 80%، متوقعاً أن تصل هذه النسبة إلى 90% قبل حلول 2020.


ويقول الدكتور نبيل الدبوني، المدير الطبي واستشاري الجراحة العامة بمستشفى برجيل في أبوظبي، إن المستشفى أصبح يقدم الخدمات الطبية عالية المستوى للأجانب من خارج الدولة، خاصة من دول مجلس التعاون والدول الأفريقية بنسبة تصل إلى أكثر من 9% من المرضى، لافتاً إلى أن مستشفى برجيل الذي تصنف خدماته كخمس نجوم ويقدم خدمات تشخيصية وعلاجية وفق أعلى المعايير العالمية يوفر معظم التخصصات الطبية النادرة ويقوم بإجراء العمليات الدقيقة والمعقدة على أيدى جراحين وخبراء من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.


وقال: «وفيما يتعلق بتوفير التخصصات الطبية النادرة فإننا نقوم باستقطاب أطباء وجراحين عالميين يزورون المستشفى بصورة دورية لإجراء العمليات المعقدة، وعلى سبيل المثال عمليات تقويم اعوجاج العمود الفقري الخلقي الذي كان المرضى يسافرون إلى أميركا وأوروبا لإجراء هذه العملية فإننا تعاقدنا من أكبر الجراحين في لندن في هذا التخصص، حيث يأتي شهرياً لإجراء هذه العمليات مستشفى برجيل».

وتشمل الفرص الاستثمارية الجديدة في القطاع الصحي المتاحة حالياً في إمارتي دبي وأبوظبي تأسيس المستشفيات المتخصصة بعلاج وتشخيص الأورام وعيادات الإخصاب وعيادات معالجة السكري وعيادات طب الأطفال ومراكز إعادة التأهيل القصوى التي تقدم الخدمات للمرضى ممن يحتاجون للإقامة في هذه المراكز ومراكز المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.



أطباء زائرون

حرصت وزارة الصحة ووقاية المجتمع على تفعيل برنامج الأطباء الزائرين منذ أكثر من 3 سنوات لتجنيب المواطنين السفر للخارج سواء للعلاج أو الاستشارات الطبية وتستقطب شهريا بين 5- 8 أطباء من مختلف التخصصات الطبية مع التركيز على التخصصات غير المتوفرة حاليا ومنها الأعصاب وجراحة الأعصاب، والعظام خاصة للأطفال والأمراض النادرة التي غالبا ما كان يتم إرسالها للمتابعة خارج الدولة الأمر الذي كان يتسبب بانقطاع المرافقين عن العمل والبعد عن الأسرة والأهل.

6


يتبع وزارة الصحة ووقاية المجتمع 6 ملحقيات طبية تغطي الكثير من الدول التي يتلقى فيها المواطنون العلاج، منها ملحقية في ميونخ بألمانيا وتغطي دول أوروبا، وأخرى في بريطانيا وثالثة في تايلاند، ورابعة في مصر، وأيضا في الهند، بالإضافة إلى أميركا، كما يتم التعاون مع سفارات وقنصليات الدولة في فرنسا وإسبانيا والبرتغال وسنغافورة وكوريا الجنوبية. وتتواصل إدارة العلاج بالخارج في وزارة الصحة مع الملحقيات الصحية في الخارج لتحديد المواعيد الطبية للمرضى ومتابعة تقاريرهم، بعد استلام طلبات المرضى.


جهاز Viewray


يحتضن مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة جهاز ViewRay والذي يعد أول مستشفى خارج الولايات المتحدة والثاني عالمياً يستخدم هذا الجهاز الذي أدخل حديثاً لعلاج الأورام.

وعبر هذا الجهاز يتم توفير علاج متقدم من خلال تقنيات العلاج الإشعاعي المتقدمة والتقليدية، بما يشمل العلاج الإشعاعي الموجه بالصور والجراحة الإشعاعية التجسيمية والعلاج الإشعاعي التجسيمي والعلاج الإشعاعي معدل الكثافة والعلاج الإشعاعي الامتثالي ـ ثلاثي الأبعاد، وتصوير الأجزاء المصابة بصور عالية الجودة والاطلاع بشكل كامل على الخلايا المراد توجيه الأشعة نحوها بشكل دقيق.


ومن مزايا الجهاز الجديد أيضاً التنبؤ الفوري بالجرعات والتعديل التكيفي للبرامج العلاجية لضمان الجودة وتعديل البرامج العلاجية على نحو فوري، واستهداف النسيج الرخو وتتبعه بشكل مستمر والموجه بالتصوير بالرنين المغناطيسي والتحكم الأوتوماتيكي في الإشعاع أثناء العلاج، والمراجعة والتقييم من خلال أدوات برامجية تُساعد الأطباء على الوصول لفهم أفضل لسير البرنامج العلاجي وإدارته.



440

بلغ عدد الحالات المحولة من خارج الدولة إلى مستشفى خليفة التخصصي، 440 حالة إلى مركز طب وجراحة الأورام، فيما بلغت الحالات المحولة إلى مركز طب وجراحة الأعصاب، 240 حالة، وباقي الحالات حولت إلى مركز القلب، إضافة إلى باقي الأقسام المتعلقة بمراكز التميز الثلاثة التي يحتضنها المستشفى.

ولفت إلى أن مجمل الحالات المحولة من مراكز علاجية من خارج الدولة، تتطلب عناية فائقة، وفحوصات دقيقة، تم توفيرها في المستشفى، وفقاً لأفضل المعايير والممارسات العالمية، ما كان له بالغ الأثر في التخفيف عن كاهل المرضى ومرافقيهم.



تلبية احتياجات المواطنين أولوية

أكد الدكتور راكيش سوري الرئيس التنفيذي في كليفلاند كلينك ـ أبوظبي أنه «سيظل التركيز على تلبية احتياجات السكان في إمارة أبوظبي في قائمة أولوياتنا، لكن لدينا إمكانيات لاستقبال المزيد من المرضى من خارج الدولة، فنحن نقدم جملة من العلاجات المتطورة متعددة التخصصات لا تتوفر إلا لدينا ولدى قلة من كبرى المستشفيات العالمية. إضافة إلى ذلك، يتمتع مبنى المستشفى بموقع متميز وسط العاصمة أبوظبي في جزيرة المارية بالقرب من العديد من المرافق المهمة لتلبية احتياجات المرضى ومرافقيهم.


ولفت إلى أن «كليفلاند كلينك أبوظبي» يحرص على دعم جهود دائرة الصحة ودائرة الثقافة والسياحة لتعزيز مكانة أبوظبي كمقصد مهم للسياحة الطبية من خلال التزامه بتقديم خدمات رعاية صحية عالمية المستوى للمرضى القادمين من خارج الدولة.


وتشير التقارير إلى أن توسع إمارة أبوظبي في استثمارات القطاع الصحي الحكومي ومنح القطاع الخاص العديد من المزايا والتسهيلات لجذب المؤسسات الطبية الكبرى للاستثمار في الإمارة واستقطاب الخبرات العالمية أسهم بشكل مباشر في تنشيط السياحة العلاجية ووضع أبوظبي ضمن أهم الوجهات العالمية للسياحة العلاجية.


وقامت مبادلة للرعاية الصحية «مبادلة» بدور أساسي في تطوير قطاع خاص مزدهر للرعاية الصحية في الإمارة حيث قامت بتأسيس شراكات طويلة الأجل مع مؤسسات طبية عالمية مرموقة لبناء مشاريع مستدامة، وتمثلت الأولوية القصوى للشركة في تلبية الاحتياجات الصحية الملحة في الدولة والمنطقة عموما وذلك من خلال إنشاء مرافق رعاية صحية تخصصية وتقديم خدمات طبية مكملة بالتعاون مع مؤسسات بأهمية جون هوبكنز الطبية العالمية، وإمبيريال كوليدج لندن، وكليفلاند كلينيك، بالتزامن مع استقطاب خبرات طبية عالمية.


وبالتزامن مع تلك الجهود، تقوم شركة أبوظبي للرعاية الصحية «صحة» بجهود كبيرة لتطوير وتحديث المؤسسات الصحية الحكومية في إمارة أبوظبي عبر إنشاء وتحديث مجموعة كبيرة من المستشفيات الجديدة والمراكز الصحية والعيادات التخصصية وفق أعلى معايير الجودة الدولية لوضع إمارة أبوظبي والدولة في مكانة مرموقة عالمياً على خارطة السياحة العلاجية.

مستشفى الشيخ خليفة التخصصي يواكب أحدث التقنيات | أرشيفية



خدمات علاجية فائقة

قال الرئيس التنفيذي لمستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة الدكتور ميونغ هون سونغ إن المستشفى يتقدم بشكل كبير فيما يتعلق بالخدمات العلاجية الفائقة التي تضاهي ما تقدمة أهم وأحدث المراكز العلاجية العالمية، ترجمةً لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهاته المستمرة بضرورة تقديم خدمات صحية محلية ذات جودة عالية وتتماشى مع المعايير العالمية.



ولفت الدكتور ميونغ هون سونغ إلى أن المستشفى أجرى 220 جلسة علاجية لنحو 20 مريضاً من خلال جهاز ViewRay الذي يعد أول مستشفى خارج الولايات المتحدة، والثاني عالمياً يستخدم هذا الجهاز الذي أدخل حديثاً لعلاج الأورام ضمن خدمات المستشفى الذي سيخفف عن كاهل المرضى وذويهم من خلال الحد من عناء سفرهم خارج الدولة للحصول على العلاج.


وذكر الدكتور ميونغ هون سونغ أنه أجرى جلسات علاجية ناجحة من خلال جهاز ViewRay، وأن المستشفى حقق نتائج طيبة جداً مع إحدى الحالات التي كانت تعاني سرطان الرحم وعنق الرحم باستخدام الجهاز، من خلال عدد من الجلسات التي استغرقت نحو شهر ونصف، وأنها تراجع حالياً للمتابعة استقرار حالتها وتقديم العلاجات المكملة لها، منوهاً بأن تم إجراء جلسات لحالات تعاني أورام الدماغ والمستقيم وسرطان الثدي والبروستاتا وبطانة الرحم وكذلك سرطان العظام.


وأوضح أن الجهاز يوفر العلاج الإشعاعي التكيفي الموجه بالصور لسرطانات المخ والكبد والرئة والبنكرياس والجهاز البولي التناسلي والصدر، وسرطان الرأس والعنق، والمعدة والمريء والقلب والغدة الدرقية والمرارة والقولون والاثني عشر والمرارة والكلية والاثني عشر وكذلك العظام والجلد والعمود الفقري وغيرها من أنواع السرطانات.

2030 مرحلة جديدة  من الرعاية الصحية

تحقيقاً لرؤية أبوظبي 2030، وامتداداً لبرنامج هيئة الصحة - أبوظبي «جودة»، قالت الدائرة إنها تمضي قدماً نحو مرحلة جديدة تهدف إلى تعزيز دورها في استقطاب المرضى من خارج الدولة، والحد من سفر مرضى الإمارات إلى الخارج من خلال تقديم أرقى الخدمات الصحية العلاجية، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة التي تعنى بالعديد من القطاعات كالمواصلات والصحة والسياحة والترفيه.

وارتفع عدد المرضى القادمين من خارج الدولة في عام 2017 لتلقي الرعاية الطبية المتميزة في مستشفى «كليفلاند كلينك - أبوظبي» إلى نحو 1187 مريضاً، بزيادة قدرها 3% مقارنة بعام 2016، ويستقبل المستشفى المرضى من أكثر من 80 دولة في العالم، ويشكّل المرضى القادمون من دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من نسبة النصف منهم.

إقرأ أيضا:

تقرير دولي: الإمارات بين أكبر 14 سوقاً للسياحة العلاجية في العالم

5.5 مليارات دولار الإنفاق الخليجي على العلاج بالخارج

 

Email