لا يقتصر مجال إبداع المرأة الإماراتية على عملها في مجال الأدب والثقافة، والفنون التشكيلية أو الفنون التمثيلية، والانتاج والاخراج الاذاعي والتلفزيوني والسينمائي، أو العمل الاعلامي بكل تصنيفاته، حيث لمعت فيه اسماء نسائية اماراتية ومنها في كتابة مقالة الرأي في الصحافة اليومية، كما لا يقتصر الابداع لديها على أدائها في مجال المهن ذات الطابع الاقتصادي، والصبغة الابتكارية فيه، والاستقلالية، والانحياز إلى الاعتماد على الذات من جهة، والمشاركة العملية في عملية التنمية الوطنية المستدامة على الصعد كافة من جهة ثانية.
علما أن انخراط المرأة الاماراتية في مهامها الوظيفية، لم يعطلها أو يعقها عن القيام بمهمتها الأساسية.. ألا وهي الأمومة، وتحمُّل مسؤولية دورها في التربية والمتابعة، بالتوازي مع مهامها الوظيفية، إلى جانب ذلك لا تتردد الاماراتية في تخصيص وقت للأعمال الإنسانية والخيرية، وهناك من وهبن حياتهن لهذه المهمة، وضربن مثلا في النبل الانساني المتناهي، وهن بذلك حققن ابداعات في مستوى الالتزام بهذه المهمة الخالدة، وفي مستوى العطاء والعمل بها. فالمرأة الاماراتية جبلت على التفاني بالعطاء، وانحازت إلى مبدأ "العمل عبادة" فمنحته حيزا كبيرا من جهدها وكذلك من وقتها، وقد يكون من دخلها أيضا.
وللمرأة في العمل الانساني حضور يتسق مع حضور دولتها الأم.. الامارات العربية المتحدة في مبادراتها الانسانية المحلية والدولية والعالمية، المشهود لها.
فالأعمال الانسانية الدائمة، ومن يقوم عليها، إنما هي منارات ضياء في كل وقت وحين، يشع بهاؤها على المشهد الإنساني الوطني، معتزاً بما قدمه الفرد والمؤسسة في هذا المجال، وبما أنجز خلال مسيرة الوطن الماضية والحاضرة.
والابداع في العمل الانساني الفردي هو استلهام من خطوات القيادة الرشيدة الواسعة والعريضة في هذا المجال، وهو مجال تتحقق به نهضة صحية وتعليمية وتربوية واجتماعية داخلية وخارجية للشعوب كافة.
والأداء في العمل الإنساني لا يقتصر على مواسم محددة، إنما هو مجال مفتوح وممتد، خاصة لمن وهبوا حياتهم لأجله، وهناك من النساء الاماراتيات اللاتي برعن في الانحياز التام إلى العمل الإنساني، ووهبنه حياتهن وأوقاتهن.
