في حوار شامل مع صحيفة «الشرق الأوسط» وتنشره «البيان »

محمد بن راشد: نحن مع السعودية في السرّاء والضرّاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

نادراً ما ارتبط اسم مدينة باسم رجل كما حال دبي مع حاكمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء ولا مبالغة في القول إن مدينة الأضواء والأبراج التي تسابق الوقت تحمل بصمات الرجل الذي ولد في منزل لا ماء فيه ولا كهرباء.

ونادراً ما نقرأ للرجل حديثاً صحافياً، ليس لأن عدد متابعيه على تويتر يتجاوز تسعة ملايين بل لأنه ربما يفضل أن يترك الحديث لحيوية دبي نفسها وهي تضج بحشود الوافدين من سياح ومستثمرين وعابرين.

أخذني السائق إلى منزل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في منطقة المرموم خارج المدينة. توقعت رؤية قصر رحب وإذ بي أمام منزل متواضع يحوي غرفتين للنوم. فالرجل يحب صفاء الصحراء ويحب المشي فيها.

لكنه يحرص أيضاً على محاربتها بالزراعة والبحيرات والعمارات، وهو يعترف باستلهام إرث رجلين تعلم منهما الكثير وهما المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان راعي ولادة الاتحاد الإماراتي والمغفور له الشيخ راشد آل مكتوم والد الشيخ محمد وأستاذه. ويغيب عن كثيرين أن والدة حاكم دبي من آل نهيان وأنه نظر دائماً إلى الشيخ زايد بوصفه الخال والمرشد وهو ما عمق لاحقاً علاقة الود والتشاور والشراكة مع أبناء الشيخ زايد.

على الرغم من العواصف التي اجتاحت المنطقة في العقود الأربعة الماضية تمسكت دبي بحلمها وزادتها التحديات إصراراً على استكماله، وهو ما اتضح أيضاً حين سألنا صاحب السمو الشيخ محمد عن الانعكاسات المحتملة للعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، وأوحى الجواب بأن دبي تعلمت السباحة في مياه التحديات بما فيها الأزمات المالية العالمية.

في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي كان حضور صاحب السمو الشيخ محمد لافتاً في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في الرياض. قطع رحلة قنص في أوزبكستان وتعمد الحضور لشعوره بأن جهات تحاول استغلال جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي لاستهداف السعودية واستقرارها.

وموقفه في هذا السياق قاطع: «نرفض استهداف السعودية، واستقرارها ضرورة حيوية للمنطقة وللعالم» و«نحن نقف مع السعودية في السراء والضراء». وترجمة لهذا الموقف شارك في المؤتمر وجال في الرياض وحاور شباناً التقاهم في مجمع تجاري أو مطعم أو مقهى.

تبقى قصة على هامش الحوار. في 2004 وبعد اعتراف ليبيا ببرنامجها النووي تلقى الشيخ محمد اتصالاً من العقيد معمر القذافي. قال الزعيم الليبي: «أريد طرابلس مثل دبي وأن تكون العاصمة الاقتصادية لأفريقيا». وحين التقى الرجلان في خيمة في سرت قال القذافي لضيفه: «أنا قمت بثورة شعبية وأنت قمت بثورة اقتصادية وأريد الآن القيام بثورة اقتصادية تبدأ من طرابلس».

أرسل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد فريقاً أعد دراسات ليتحول مطار معيتيقة إلى عاصمة جديدة. جهزت دراسات للمدارس والمستشفيات ولمركز مالي ومشاريع للبنية التحتية، لكن النظام الليبي لم يكن جاهزاً لاستقبال تجربة من هذا النوع، البطء القاتل في القرار والتنفيذ وتنافس «اللجان» والأجهزة ونذر الفساد كلها عوامل دفعت الوفد الإماراتي إلى الانسحاب فغاب مشروع كان يمكن أن يجنب ليبيا مصيرها الجاري القاتم.

يثق محمد بن راشد بقدرة العربي على قهر التخلف والانخراط في ثورة التقدم العلمي والتكنولوجي لتعويض ما ضاع على امتداد عقود وقرون. تتكرر في مجلسه كما في أحاديث المواطنين مفردات التنافس والإبداع والابتكار والسعادة. لا يمل من شحذ همم العاملين معه. يذكرهم دائماً أن لا أحد يذكر اسم الرجل الثاني الذي سار على القمر. يحرضهم على التطلع إلى الموقع الأول.

وهنا نص الحوار الذي أجراه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي غسان شربل رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط.

لقراءة النص الكامل للحوار اقرأ أيضا:

Email