في استطلاع لـ« البيان » شمل 100 طالب وتضمن 5 محاور أكاديمية

70 % من الطلبة يرضخون لذويهم في اختيار التخصص الجامعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختيار التخصص الجامعي مسألة ليست سهلة كونها ترسم الطريق أمام الطالب نحو المستقبل، ولذلك تخضع لمعايير عدة تتفاوت في قوتها، أبرزها مجموع الدرجات والميول والتوجهات الشخصية، ورغبة أولياء الأمور ومتطلبات سوق العمل، وتفضيل أحد المعايير على الأخرى يحتاج إلى قرار حاسم.

في استطلاع أجرته «البيان» شمل 100 طالب من مدارس مختلفة وتضمن 5 محاور أكاديمية حول توجهات طلبة الثاني عشر نحو الدراسة الجامعية والتخصصات التي يرغبون الالتحاق بها، أكد 70% من الطلبة أنهم يتبعون رغبات أولياء أمورهم في اختيار التخصص الجامعي، بينما أشار 30% إلى أنهم اختاروا التخصص بمفردهم.

وحول مدى توافق التخصصات التي يرغبون في دراستها مع احتياجات سوق العمل محلياً، أجاب 60 % من العينة إيجابياً، فيما رأى 40% أن التخصصات الجامعية في حاجة إلى مواكبة احتياجات تتناسب مع توجهات سوق العمل في الوقت الحالي، وأنهم فقط يرغبون في دراسة هذا التخصص لحبهم له من دون التطلع إلى مستقبل تلك الدراسة عملياً.

وأوضح 99% من العينة التي اختيرت عشوائياً أن الإرشاد الأكاديمي المعني بتعريف الطلبة بالتخصصات الجامعية المطرحة كان حاضراً بقوة خلال العام الدراسي المنصرم، فيما أبدى 1% عدم معرفتهم بأية معلومات عن التخصصات الجامعية المطروحة.

وأشار الطلاب إلى أن التوجهات الحالية للدولة نحو الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والنظيفة، وتخصصات الهندسة والحاسبات والطب والعسكرية، ما جعلهم يقبلون عليها.

نتائج

وتضمن الاستطلاع 5 أسئلة تتعلق بمستقبل الطلبة الدراسي ورؤيتهم للتخصصات الجامعية، وحول سؤال عن التخصصات التي يرغب فيها الطالب، سواء العلمية أو الأدبية أجاب 80% أنهم يرغبون في دراسة الكليات العلمية من المسارين العام والمتقدم، وأبدى 20% منهم رغبتهم في كليات التقنية وإدارة الأعمال.

وأجاب 99% من الطلاب الذين شملتهم العينة العشوائية نفسها بـ «نعم» على سؤال حول مدى معرفتهم بالجامعات وطبيعة التعليم الجامعي في الدولة، فيما أجاب 1% من الطلاب المستطلع آراؤهم بــ «لا»، وحول مدى قدرة المدارس على توفير الإرشادات اللازمة عن الجامعات أثناء الدراسة، وخصوصاً في الصف الثاني عشر، أكد 100% من الطلاب معرفتهم بتلك الإرشادات، وتوفير معارض وزيارات للجامعات على مدار العام.

وأظهر الاستطلاع أن الإرشاد الأكاديمي والمهني لعب دوراً كبيراً في توجيههم نحو التخصصات المطلوبة حالياً في سوق العمل المتغيرة سنوياً، وكان لشهر الإرشاد التي تنظمه وزارة التربية والتعليم دور في تعريفهم بالتخصصات التي تطرحها الجامعات والمنح الدراسية التي تقدمها تلك الجامعات للطلبة المواطنين.

استراتيجية

ومن جانبه قال الدكتور سامر عبد الهادي عميد شؤون الطلبة في جامعة الفلاح، إن استراتيجية التعليم في الدولة اتخذت من الطالب محوراً لها في كل مبادراتها، بحيث تعالج التحديات الراهنة للوصول إلى أجيال تتمتع بمعارف ومهارات متوازنة، وتمكن الطالب من أدواته ليكون مدرباً على المنهجية العلمية والنقد الفكري والتحليل الموضوعي، والتواصل الفعال مع الآخرين، ليصبحوا قادرين على الالتحاق بسوق العمل بكفاءة عالية، وعززت توجهاتها بفتح تخصصات جديدة وانخراط الطلبة فيها، مفيداً بأن الإرشاد الأكاديمي، يحتل حيزاً كبيراً باعتباره نقطة الوصل بين المرحلة الجامعية وسوق العمل، عبر ربط المعرفة النظرية بالخبرات ومتطلبات الواقع العملي والمساهمة في تطوير آفاقه، ومدى مساهمتها في تحقيق رؤية التعليم، بما يتماشى مع مؤشرات الأجندة الوطنية.

وشدد على ضرورة تعميق الفهم برؤية الإمارات 2021 ومدى ارتباطها بالطالب الإماراتي، للمساهمة بشكل إيجابي في أعداد الطلبة للمستقبل، بحيث يكونون قادرين على تحمل المسؤولية، ويتمتعون بالمواطنة الصالحة، ويؤدون واجباتهم تجاه المسؤوليات المجتمعية، فضلاً عن إدراك قيمة التعلم والعمل مدى الحياة.

وذكر أن المنظومة المتكاملة للإرشاد الطلابي تحقيق النمو المتكامل بين التعليم الجامعي واحتياجات سوق العمل، وستوفر على أولياء الأمور التقديرات المالية المهدورة بسبب تغير المسار الدراسي الذين يتكفلوه.

وأكدت الدكتورة رينيه أبو خوذة قسم العلاقات العامة في جامعة الفلاح، أن معظم الطلبة يتأثرون بآراء أولياء أمورهم حول التخصصات والدراسة الجامعية، وخاصة أنهم على دراية كافية بمواهب وميول أبنائهم وقدرتهم العلمية، فضلاً عن احتياجات وتوجهات سوق العمل.

ولفتت إلى أن التخصصات العلمية هي التي تتماشي مع سوق العمل وخصوصاً تلك التخصصات التي تساعد الطلاب على امتهان وظائف حديثة تتماشى مع سوق العمل، حتى لا يصدم الخريج بعد انتهائه من دراسته الجامعية بعدم إيجاد الوظيفة التي تناسب تخصصه.

طلبة: سوق العمل بوصلتنا للدراسة الجامعية

أكد طلاب شاركوا في استطلاع «البيان» حول التخصص الجامعي أنهم يرغبون في الالتحاق بتخصصات تفتح أمامهم أبواباً للعمل فور تخرجهم، مشيرين إلى أن سوق العمل هو البوصلة التي يثقون بمؤشراتها في الدراسة الجامعية.

وقال أحمد عبد الرحمن، إنه مدرك لطبيعة التخصصات في الجامعات من خلال مساعدة إدارة المدرسة التي تقدم لهم الدعم الدائم من أجل اختيار تخصص ملائم لمستويات كل منهم، مشيراً إلى أنه يعتزم دراسة القانون لأنه ملائم لشخصيته، ويتوافق مع قدراته.

وقال عبد الله علي مطر، الذي يدرس في الثاني عشر المسار العام، إنه يرغب في دراسة الهندسة تخصص كهرباء متأثراً بأحد أعمامه، وكان قد حصل على معدلات في الفصل الدراسي الأول تناسب هذا التخصص ويسعى لاستكمال دراسته حتى الدكتوراه.

وقال راشد مروان إن مدرسته نظمت لهم زيارات لبعض الجامعات للتعرف على التخصصات، ويعتزم الالتحاق بكلية زايد العسكرية حباً في خدمة الوطن، لافتاً إلى أن أبناء القوات المسلحة، يشكلون علامة بارزة في تاريخ الإمارات وترسيخ دعائم الوطن.

واجب

وأفاد الطالب عدنان جاسم، بأنه يعتزم الالتحاق بالتجنيد لتأدية الواجب الوطني، وحجز مقعداً له في جامعة دبي، ولكنه ينتظر ما بعد الخدمة الوطنية، حيث أبدى حماسه لها، لافتاً إلى أنه يحرص على أخذ رأي أسرته في اختيار تخصصه الجامعي.

ويتجه الطالب منصور عباس إلى دراسة الطيران، التي اعتبرها التوجه الأفضل نحو الدراسة بحيث يتفادى تغيرات تخصصات سوق العمل المستمر، مؤكداً حضوره جميع المعارض التي تنفذها المدرسة لطلبه الثانوية للاطلاع على التخصصات الجامعية، ولكنه اختار أن يتقدم للجانب الوطني أولاً رغم أنه وحيد والديه ولكنه دفع بوالديه إلى توقيعهما تعهداً للموافقة على الالتحاق لتأدية الواجب الوطني.

أما عيسى عصام، وهو مرشح لكلية زايد العسكرية، فأكد أن التحاقه بهذه الكلية يضمن تقديم الواجب الوطني، فيما سيدرس يوسف أحمد، الهندسة حيث اختار تخصصاً يتماشى مع توجهات الذكاء الاصطناعي، أما عمر مهدي البلوشي فيعتزم دراسة الهندسة تخصص ميكانيكيا، ليحقق حلم أسرته في أن يصبح مهندساً.

وأكد محمد عبد الرحيم، أنه يرغب في الالتحاق بكلية الهندسة المدنية وخاصة أن المعدل الدراسي فوق 90%، فيما يرغب عبد الله عادل أهلي في دراسة كلية الهندسة الميكانيكية، إيماناً منه بأهمية هذا التخصص في تحقيق توجهات الدولة.

وقال عبد العزيز البحري إنه يعتزم السفر إلى الخارج والالتحاق بجامعة مانشستر لدراسة الطب فيها، إيماناً منه بقيمة هذه المهنة السامية والإنسانية من الدرجة الأولى وتتطور مع الأيام، أما الطالب سهيل المرزوقي فسوف يدرس طاقة مستدامة كونه تخصصاً مطلوباً مستقبلاً، ويوافق توجهات الدولة.

اقرأ أيضاً:

أكاديميون:فرض التخصص الجامعي على الأبناء مفتاح الفشل

Email