الحبس والإبعاد للأطباء الثلاثة المتورّطين في قضية روضة المعيني

عيسى بن حيدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقرت الهيئة القضائية في محكمة الجنح بدبي، أمس، حكماً بإدانة الأطباء الثلاثة المتسببين في الإهمال الطبي الذي لحق بالمواطنة روضة المعيني داخل أحد مراكز جراحات اليوم الواحد، وألحق بها عاهة مستديمة خلال إجرائها عملية جراحية بسيطة لتصحيح انحراف بسيط في الأنف.

وأمرت المحكمة بحبسهم جميعاً مدة سنة، والإبعاد عن الدولة بعد انقضاء مدة الحكم، فيما أمرت بغرامة قدرها 300 ألف درهم على المركز الطبي الذي أجريت فيه العملية للمعيني، وألزمت جميع المدانين بأن يؤدوا للمجني عليها 51 ألف درهم على سبيل التعويض المؤقت، إضافة إلى إلزامهم بمصروفات الدعوى المدنية مقابل أتعاب المحاماة.

وتعود تفاصيل القضية إلى ما قبل يوم 23 /‏ 04 /‏ 2019 بفترة حينما شعرت المجني عليها بصعوبة في التنفس من خلال أنفها، فلجأت إلى المتهم الأول (طبيب الأنف والأذن والحنجرة) ظناً منها أن فيه الخير وعلى يديه الشفاء، فشخّص حالتها بأنها تعاني انحرافاً في حاجزها الأنفي، وتحتاج إلى تدخل جراحي وتجميل للأنف، فضرب لها موعداً لإجراء الجراحة بتاريخ 23 /‏ 04 /‏ 2019 بأحد مراكز جراحات اليوم الواحد غير المهيأة لعمل هذا النوع من الجراحات، في حضور المتهمين: الثاني طبيب التخدير، والثالث فني التخدير المساعد له.

وأظهرت التحقيقات أن العملية الجراحية قد شابها أخطاء طبية جسيمة وصفتها التقارير الطبية المرفقة بالتحقيقات، وقد تخلّف لدى المجني عليها من جراء هذه الأخطاء الجسيمة المتضافرة عاهات مستديمة صورها وحدد نسبتها تقرير اللجنة العليا للمسئولية الطبية.

وأصدرت اللجنة العليا للمسؤولية الطبية تقريرها النهائي في نوفمبر الماضي، مؤكدةً أن الإهمال الطبي الذي تعرضت له روضة أدى إلى فقدانها جميع قدراتها الدماغية والذهنية والجسدية وكل حواسها البصرية والسمعية، بحيث أصبحت في حالة عجز تام بنسبة 100%، وهو الأمر الذي يستدعي توفير مساعدة ومتابعة طبية وعناية تمريضية لها على مدار الساعة.

 

عقوبة رادعة

وقال عبد الله راشد المعيني، والد روضة، إن العقوبة التي أقرتها المحكمة بحق الأطباء المشار إليهم «تثلج الصدر وتخفف من حدة مصابنا، وعبرة ورادع للآخرين ممن يستهينون بمصير وحياة الناس».

وأشاد المعيني بعدالة القضاء الإماراتي، موجّهاً شكره إلى هيئة المحكمة التي نظرت القضية خلال الفترة الماضية، وأصدرت حكمها بشفافية ونزاهة، مشيراً إلى أن الحالة الصحية لروضة التي ترقد في مستشفى في أبوظبي لم يطرأ عليها أي تحسن.

انتصار للحق

من جانبه، اعتبر المحامي عيسى بن حيدر، الذي تولى الدفاع عن المواطنة المعيني، أن قرار المحكمة يمثل انتصاراً للحق ونصرة للمظلوم، وصفحة بيضاء تضاف إلى السجل الناصع للقضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال: «سنبقى من واقع التزامنا الأخلاقي والقانوني على تواصل مستمر مع ذوي المجني عليها لتقديم كل عون مطلوب».

اقرأ أيضاً:

الحبس والإبعاد للأطباء في "قضية روضة المعيني"

Email