للموسيقى تأثير كبير على النفس الإنسانية والأحاسيس البشرية والوجدان، فالأصوات والألحان البديعة عرض يحمله الهواء لكونها عبارة عن تموجات هوائية تأتي بالجذب فيتأثر بها الإنسان فتحوله من حال إلى حال وقد يضحك ويبكي.

وقد كان اليونانيون القدماء يستمعون للموسيقى قبل القاء كلماتهم أو خطبهم، فيكون لأدائهم الأثر الأكبر في الناس.

ونجد في كثير من تقاليد الامم الأمهات يترنمن بألحان خاصة وقت نوم الأطفال، وهذا ليس لتوصيل اللحن الجميل إلى مسمع الطفل فقط، بل الكلمات التي تلقى بلحن شجي لها تأثير مفيد في التربية.

وبحسب الأبحاث العلمية تلعب الوراثة دورا كبيرا في مقدرة الموسيقيين وشهرتهم، وأكدت البحوث بأن الوالدين الموسيقيين عادة يكون أطفالهم بنسبة كبيرة ذوي موهبة فنية.

ومن الجميل إذا وجد الآباء ميلا واستعدادا لدى أطفالهم في مجال الموسيقى، أن يتشاوروا مع أساتذة الفن ليعلموا ويدرسوا أطفالهم الفن.

والموسيقي مرآه تتجلي فيها مدنيات الشعوب وحضاراتها، والتاريخ يجلي عن تلك الحقيقة فيكشف عن صور عقليات الشعوب المختلفة، وتباين طرق تفكيرها في الموسيقى باختلاف العصور.

ومن أبرز تلك الشعوب المصريون في الممالك القديمة، حيث يعدون الموسيقى إحدى العلوم الأربعة المقدسة يحيطونها وأهلها بكل أنواع الاحترام، وكذلك قدماء الصين يعتقدون بالارتباط الوثيق بين الموسيقى وحياة الدولة.

وتشير الدراسات إلى أن الموسيقى لم تعد فنا يقصد به اللهو والتطريب بل اصبحت جزءا من ثقافة المجتمع ودعامة من دعائم المدنية الحديثة فهي جانب مهم من حياة التلميذ في المدرسة وجزء من حياة المنزل وشطر لا غنى عنه في الحياة العامة.

كما أن الموسيقى ضرورية للإنسان في حالات القراءة والدراسة، ولا تخلو جلسة أو مكان من وجود الموسيقى، وقد ترددت فوائد كثيرة عن الموسيقى, وما يمكن أن تقدمه في مجالات شتى وآخرها ما نسمعه عن أن الموسيقى تساهم في نمو وتطور دماغ الطفل.

ولقد توصل العالم العربي أبو بكر الرازي إلى فوائد الموسيقى قبل حوالي ألف سنة.