الأحداث متلاحقة في عالمنا اليوم، وتتسم وتيرتها بالاضطراب المتزايد، بينما التحديات المستجدة تفرض وقفات عاجلة من التأمل والتفكير. وربما لا يكون من المبالغة القول إن كل حدث وتحد يستدعي بحد ذاته قمة دولية طارئة، على أعلى مستوى. ورغم ذلك، تبقى
من المعروف أن كل مجال من مجالات الحياة يمتلك لغته الخاصة، بعض العلوم، لا سيما الطب، مثلاً، طورت لغتها الخاصة داخل الإنجليزية على نحو خاص بالاعتماد على اللاتينية القديمة، والأمر ينطبق على مجالات أخرى، مثل الفلسفة والفنون، والتجارة، وعالم
ينتسب العام المنصرم، بلا شك، إلى الأعوام العربية الصعبة التي شهدناها بدءاً من عام 2011، أي تلك الأعوام التي شهدت ما سمي اعتباطاً، وعن سوء نية، بـ «الربيع العربي».
يعيش الغرب، منذ أكثر من عقد، هاجس الحفاظ على «النقاء الثقافي والعرقي»، فبات يغض الطرف عن توجهات متطرفة، ويمعن في إقرار تشريعات تمس الحقوق الإنسانية البديهية، والحرية الشخصية بمستواها الفردي. وهذا، بطبيعة الحال، يتعارض على نحو فادح مع كل ما
قالوا إنه زهد بالحياة، وقرر اعتزالها والاعتكاف بعيداً عن الناس؛ وانتقل ليعيش في مثواه (30 أغسطس 2006)؛ فلم أبحث عنه، ولا كنت أتوقع مقابلته، بينما رحت أتتبع أثره في سطوره، وفي أماكنه الأثيرة.. ولكنني قابلته، أو هكذا تهيأ لي! كان يسير على
للوهلة الأولى، يظن المرء أنّ تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة هو شأن يتعلق بالنساء على وجه الحصر، لا يعني الرجال، ولا يتوجه إليهم برسائله، أو يشملهم بحفاوته. ولكن نظرة تأمل سريعة، يمكنها أن تكشف عن حقيقة قد تبدو مفاجئة: إنه يوم يعنينا أيضاً!
يتهيأ لي أن جاك لندن، تمكن على الدوام من اختزال معادلات ثقيلة يواجهها الإنسان في وقفته مع نفسه وزمنه وواقعه. هذا رغم أنه هو نفسه عصيّ على الاختزال، ولا يمكن وضعه في جملة شاردة، أو استثماره في جملة واردة، دون خطرِ أن يضل المعنى الطريق، في
يتردد على نحو متزايد في الفترة الأخيرة الحديث عن نظام دولي جديد، غير أن الحديث عن ذلك لا يذهب أكثر من الإشارة إلى أن قوى عالمية ستشارك الولايات المتحدة نفوذها الدولي،
«حينما يرتجف الشباب، ينهار العالم». هذا ما تقوله الصحافية الشابة من مالي، فطوماتا تامبورا؛ وفي قولها البليغ هذا، تسليط ضوء كاشف على أهمية وإلحاحية قضايا هذه الشريحة الحرجة،
العلماء منارة في كل مجتمع. ويمثلون جزءاً من النخبة الثقافية، وهم يمنحون الإمكانيات الخيالية للأدباء والفنانين، وهم سند للإعلاميين. وهم كذلك عقل المجتمع، ويمثلون طموحه وارتباط المجتمع بالمستقبل. أما من هم العلماء فهم، في الغالب، متخصصون
يبدو على نحو واضح أن المتغيرات العالمية، الجارية اليوم، تتجلى بأوضح ما يكون على الساحة الأوروبية، أكثر من غيرها، لا سيما أن هذه المجريات تُذكّر، على نحو استثنائي، بكلام استشرافي قيل في منطقتنا قبل سنوات، يتضمن توقعات بالازدهار. وأن الشرق
يشكو «العامل» اللغوي عادات السيدة «إنّ»، إنها تحب الخطابة، وتفرط في استدعاء الإنشاء، وتسرف في التلاعب بالعواطف، ولا تجد في ذلك حرجاً، أو غضاضة. بينما الكون مضطرب، لا يهدأ ولا يستقر، ويحتاج إلى من يهدئ من روعه. لا، بل وتنصب المبتدأ. وترفع
وصولاً إلى هذا العام؛ 2022، تحمل التقارير عن حرية الصحافة، بيانات ومعلومات وحيثيات مقلقة للغاية. الأمر الأكثر إقلاقاً في ذلك، هو أن كل هذه البيانات والمعلومات والحيثيات،
يتزايد الحديث، اليوم، عن نظام عالمي متعدد الأقطاب. وفي الوقت نفسه، تتعاظم على أرض الواقع الحاجة الموضوعية إلى مثل هذا النظام، الذي يبدو الغائب الأكبر عن مشهد مليء بالفوضى والاضطراب.
تعدّ المقاربة بين الثقافة والسياسة مقارنة ظالمة، فعلاً؛ فالثانية تتمتع بسلطةٍ مادية مباشرة، لها أوجه متعددة، منها ما هو مالي واقتصادي وعسكري وإداري، وتسندها منظومة كاملة من القوانين والتشريعات. والمؤسسات السيادية، وتتلاقى عندها مصالح قوية.
أثار رفع العقويات الدولية المفروضة على طهران جملة من الأسئلة، وحرك نقاشات في اتجاهات متعددة، إلى جانب الهواجس الكثيرة التي نجمت عن الملابسات التي أحاطت بهذه القضية منذ انطلقت المفاوضات بشأنها. من أبرز هذه الأسئلة ما يتعلق بالولايات المتحدة
لا أظن أن الحرب الأهلية الأسبانية، أواخر ثلاثينات القرن الماضي، كانت حدثاً عارضاً منفصلاً عن الحرب العالمية الثانية. وأعتقد أنها كانت المقدمة الضرورية لإيقاد تلك النار الكونية، التي أطاحت بكل أحمال القرن العشرين التقليدية، ووضعت الإنسانية
من الملاحظات اللافتة، أن أولوية العلم في العالم العربي كانت في أفضل أحوالها مع الأجيال العربية التي نشأت في الأرياف والبادية، محرومة من التعليم. لقد اهتمت هذه الأجيال أن تضع أبناءها على خريطة العلم. وكان الطريق الذي اختارته إلى العلم، هو
ثمة جدارية تتداخل فيها الحروف مجتمعة، كأنها جحفلة من خيول حرة عطشى تجمح اندفاعتها قبيل مسيل ماء؛ وكلما رأيتها تذكرت رجلاً عرفته خلال حياتي في مهنة الصحافة، قادته مراهقته الجامحة إلى التفاوض مع الملياردير اليوناني الشهير قسطنطين أوناسيس، في
تعد المقاربة بين الثقافة والسياسة، مقارنة ظالمة، فعلاً، فالثانية تتمتع بسلطة مادية مباشرة، لها أوجه متعددة، منها ما هو مالي واقتصادي وعسكري وإداري، وتسندها منظومة كاملة من القوانين والتشريعات، وتتلاقى عندها مصالح قوية، وهي نفسها مصدر نفوذ
حضور المنتدى الاستراتيجي العربي، الذي انعقد الثلاثاء الماضي، تحت عنوان «حالة العالم»، ويستشرف المستقبل سياسياً واقتصادياً، لا بد أنهم انتبهوا أن الأيام الماضية التي تلت انعقاد المنتدى، شهدت تحقق بعض التوقعات، التي تجعلنا نعتقد أننا كُنّا
لا يبدو أن الكتاب يحظى بالثقة اللازمة في المعركة مع الإرهاب. وهذا ليس لأنه تم تجريبه وفشل، بل لأن الحكومات والمؤسسات تميل إلى الإعلام بصنوفه، وترى فيه أثراً فوريا. ولكن هذا الميل الذي لا ينتبه إلى أن الأثر الإعلامي الفوري قصير ولحظي الأمد
في تقديم لموضوع هذا المقال، من المناسب الإشارة إلى أن حركة التعليم في العالم العربي والاستثمار فيه، وهو أهم وأعقل الاستثمارات على الإطلاق، له عوارض سلبية فادحة. منها أن المؤسسات الأكاديمية التي انتشرت خارج حواضن العلم التقليدية تمتعت
أطلت «دبلوماسية الكوارث» برأسها من جديد. هذه المرة بإسقاط المقاتلة الروسية على حدود سوريا مع تركيا، في حادثة رأى فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «طعنة في الظهر من جهات تدعم الإرهابيين». اللافت أن الرئيس الروسي لم يكتف بهذا الكلام، بكل ما
أثبتت هجمات باريس أن الإرهاب كان ينشط ميدانياً، بينما كان المجتمع الدولي يغرق في نقاشات لا تنتهي حول من هو إرهابي، ومن ليس كذلك، على الساحة السورية. وفي نفس السياق، اتضح أن الخلاف على الحل السياسي، في هذا البلد المنكوب، لم يكن ليقصر عمر
تقول «نظرية» غير رائجة إن خروقات الطيران الحربي الروسي في سوريا للأجواء التركية كان من المحتم أن تنتهي بمجرد حصول التنسيق مع أنقرة؛ ويرى أصحاب هذه النظرية أن الطائرة المسيرة التي أسقطتها تركيا هي روسية، ولكن موسكو تعمدت في ما يمكن تسميته
من الواضح أن العجز في القوة الأميركية يصرف فائض قوة روسية؛ ولكن ليس من الصحيح اعتبار أن التراجع الأميركي خسارة لحلفاء واشنطن، لأن القوى الصاعدة تميل إلى التفكير بعقلانية، وتدرك أن قوتها تصبح قابلة للصرف، فقط، إذا ما راعت مصالح الآخرين،
يكتب معلق سياسي روسي قبل مدة، ليصف مغزى سياسة بلاده، فيقول إن موسكو تسعى إلى طي صفحة ما سمي بـ «الربيع العربي»، وإبطال ما يمكن من مفاعيله. ونعرف أن روسيا ترى في الأحداث العربية، التي تشغل العالم منذ نحو خمس سنوات، عملية استخباراتية مبرمجة.
تستخدم موسكو مجموعة كبيرة من «الأسلحة الناعمة»، التي لا ينتبه الآخرون إليها ولا يتحسبون لقوتها، ما يجعل منها أسلحة خفية، لا تقل أهمية عن أسراب الـ «سو» ومروحيات الـ «مي». وأول هذه الأسلحة هو القانون الدولي، الذي يسير اليوم جنباً إلى جنب مع
يثير الدور العسكري الروسي في سوريا، ردود فعل صاخبة، غاضبة ومؤيدة على حد سواء. ولكن ما يلزم فعلاً في التعامل مع هذا الدور، هو القليل من التفهم. ليس بالضرورة لتبريره أو الدفاع عنه، ولكن لأن هذا الصخب، وهو في أغلبه دعائي، يعيق إلى حد كبير فهم
جعلت نضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة طوال ما يزيد عن نصف قرن من العلم الفلسطيني ايقونة عالمية، لا يجهلها أحد. ولكن، مع ذلك، فإن رفع العلم الفلسطيني، إلى جانب بقية الدول، أمام مقر الأمم المتحدة، حلم فلسطيني طال انتظاره. وفي الواقع،
من أهم ما يكتشفه المرء في حياته هو أن صرعى بندقية الأمل حينما تخطئ أكثر بما لا يقارن من ضحايا مدافع اليأس عندما تصيب. وهذا شيء يفهمه على وجهه الحسن مواطن «الاتحاد السوفييتي» الذي عاش طوال عقد، أو أكثر، أقصى ما تقدم الرأسمالية، ولكنه رغم
يقول ملصق منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن »أسهل وظيفة في العالم، هي وظيفة الأمين العام للأمم المتحدة، لأن ليس عليه أن يفعل شيئاً سوى أن يعرب عن قلقه«. حسدت للحظة الأمين العام على وظيفته، ولكنني تراجعت حينما فكرت بالقلق الذي يعرب عنه.
لن تبدو الضجة الأميركية بشأن الوجود العسكري الروسي مفتعلة، إن وضعت في سياقها الحقيقي، الذي لا يتعلق فعلاً بـ «الوجود» القديم المعروف حجمه. وبالمقابل، سيخطئ من يعتقد أن الجانب الروسي سيتورط بالقتال الداخلي نيابة عن حليفه السوري، فموسكو ليست
في الصفحات القديمة، التي لا يتذكرها اليوم أحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ابتدأ حياته السياسية مع «ديمقراطيي ليننغراد»، ذوي الهوى الأوروبي. وحينما انهار هذا التيار، أواسط التسعينيات، لصالح جماعات «ديمقراطيي موسكو»، ذوي الهوى الأميركي
تبدو كوريا الشمالية (الشيوعية)، في الصورة الإعلامية العامة، في هيئة الجزء الذي انفصل عن الكل. ولكن هذه فكرة من مخلفات الحرب الباردة التي لم تنته بعد في شبه القارة الكورية. وفي الواقع، العكس هو الأقرب إلى الصحيح. لقد تم اجتزاء الجنوب الكوري
لاتزال فكرة الاستثمار في الثقافة تبدو «رومانسية» إن أشارت إلى المال، ولكنها تبدو سوريالية تماماً إن جرى الحديث عن السياسة؛ ومع ذلك، تبقى هذه فكرة وجيهة طالما أن الكثير من المشكلات التي تواجهها مجتماعتنا لها جانب ثقافي. وتجدر الإشارة هنا،
إذا كان هناك من يجد نفسه غير مرتاح في التعامل مع موسكو، ويحرك ذلك في ذاكرته صورة سوفييتية قديمة، فإنه يستطيع أن يجد بعض العزاء في أن حلفاء موسكو بدورهم مضطرون للتعامل مع واقع ينبههم إلى أن روسيا ليست الاتحاد السوفييتي. وتفرض الواقعية لدى
لا تزال المنطقة تعيش فائض عنف العالم، وتغرق في أخبار الدم اليومي، وتستيقظ مع إشراقة شمس كل صباح على محطات جديدة من عدم الاستقرار؛ وفي وسط ذلك، تستلفت مصر انتباه العالم بمشروع تنموي كبير، يعد مجرد التفكير فيه، في الظروف التي تعيشها مصر،
عاجلاً أم آجلاً، سيتفرغ العالم لإصلاح نظام الأمم المتحدة، ومنه على وجه الخصوص مجلس الأمن؛ فهذه قضية باتت ملحة منذ وقت، ولا يؤخر البدء فيها شيئاً، سوى أن واقعاً جديداً يتشكل في العالم، وتريد قوى ذات مصلحة أن ينعكس ميزان القوى الجديد في تلك
تكون الأخطاء قاتلة فعلاً، حينما تواصل التأثير السلبي على الخيارات المستقبلية، ويتشابه عالمنا اليوم بمواجهة مثل هذه الأخطاء. ولكن «الخاطئين» أنفسهم، لا يتشابهون، فهم ينقسمون إلى فئتين: الأولى، مرتكبو الأخطاء، الذين يدفعون ثمن أخطائهم.
لا نزال في عالمنا العربي نعيش حالة إنكار لما جرى في شأن الملف النووي الإيراني. وكنا نعيش هذه الحالة، أساساً، منذ بدء المفاوضات، ولم نشأ أن نفهم كيف أن مصالح الدول الكبرى مع إيران فرضت على هذه الدول الضغط للتوصل إلى تسوية تجعل من الممكن
أصبحت فكرة «القيادة الإقليمية» في الفترة الأخيرة، طموحاً يسعى إليه الجميع تقريباً، حتى إن دولة صغيرة تفتقر إلى الثقل الاستراتيجي في المجالات السكانية والجغرافية والقوة العسكرية، وإلى قدرة الاعتماد على الذات..
لا يستطيع العرب أن يتحملوا كلفة الإبقاء على النظام العالمي الحالي قائمة، ولا يجدر بهم أن يحاولوا؛ إنها باهظة إلى درجة أن الولايات المتحدة وأوروبا مجتمعتين لا تستطيعان تحملها. ناهيك عن أن نظام القطب الواحد نفسه، بطبيعته، غير قابل للحياة.
دفع لجوء روسيا المتكرر إلى الـ «فيتو»، بشأن ملفات معينة في المنطقة، بعض الأطراف إلى التفكير باستمالة موسكو من خلال حزمة إغراءات تجارية مرفوقة بتعهدات تضمن مصالح روسية محددة، إلى جانب التعاون في الملف الأمني بما يتعلق بأنشطة التنظيمات
لا بدّ أن متابعين معنيين يرصدون، أولاً بأول، وباهتمام، التحولات الكبيرة الشاملة والجوهرية التي طرأت على الجيش الروسي، بمختلف صنوف قواته وأسلحته. سواء على صعيد قوات الأعماق أو السطح أو البر أو الجو أو الفضاء أو الأسلحة التقليدية والنووية
تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة تلفزيونية سؤالاً يقول: «ما هي، بحسب تجربتك العملية، أخطر مشكلة واجهتها؟»، فأجاب دون تردد مخاطباً محاوره: «أتعرفون. هي ليست مشكلة واجهتها وانتهت. إنها مشكلة مستمرة ما زلت أواجهها كل يوم. الأمر في
يجيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على سؤال حول حجم ثروته الخاصة ومصادرها، وحول تقارير تشير إلى أنه من أثرى أثرياء أوروبا، فيقول: «لست من أثرى أثرياء أوروبا فقط، بل أنا أثرى رجل في العالم، إنني أجمع العواطف من كل مكان». ويقصد، بالطبع، أنه