في كتابه الشهير «الحضارة ومنغصاتها»، كتب سيغموند فرويد أن الإنسان يتوق بطبعه إلى المفارقات فلا يرتاح طويلاً لاستمرار وضعه على ما هو عليه، وأقتطف لتأييد رأيه عبارة للشاعر الألماني الشهير (غوته) يقول فيها إنه ليس هناك أثقل على نفس الإنسان..
زارني صحافي بريطاني كان يريد أن يعرف كيف كانت مصر منذ خمسين عاماً، وقد شجعه على هذا عنوان كتابي «ماذا حدث للمصريين بين 1945- 1995». قلت له إني ما زلت أذكر أشياء كثيرة عن أحوال المصريين في أعقاب الحرب العالمية الثانية،
الاقتصاديون متفقون في ما بينهم على اعتبار المؤشرات الثلاثة الآتية معايير جديدة للحكم على الأداء الاقتصادي لدولة ما، في فترة معينة: 1. معدل نمو الدخل (أو الناتج) القومي للفرد الواحد. 2. مدى التحسن أو التدهور في البنيان (أو الهيكل) الاقتصادي
تكررت الإشارة خلال الآونة الأخيرة، في الصحف والمجلات، المحلية والعالمية، إلى دلائل مختلفة على تدهور مركز الولايات المتحدة الأميركية في العالم: مركزها الاقتصادي والسياسي والمعنوي.
على الرغم أن اسم جمال عبد الناصر، الذي نحتفل في هذه الأيام بالذكرى المئوية لمولده، لم يقترن باسم ثورة يوليو 1952 عند قيامها، بل ظلت هذه الثورة تقترن باسم محمد نجيب طوال ما يقرب من عامين، فإن هذه الثورة أصبحت تقترن بعد ذلك باسم عبد الناصر
لم أكن قد بلغت العشرين من عمري عندما اطلعت للمرة الأولى على كتابات الأستاذ ساطع الحصري عن القومية العربية. كان الرجل يؤمن إيماناً عميقاً بأن نهضة العرب
في هذا الشهر تحل ذكرى عزيزة على المصريين، هي الذكرى المئوية لميلاد زعيم عظيم، ولد في 15 يناير 1918، ويقترن اسمه بأحداث وإنجازات رائعة لا يقترن مثلها باسم زعيم مصري آخر في العصر الحديث، صحيح أن اسمه اقترن أيضاً ببعض الإخفاقات الكبيرة،
في مطلع الستينيات من القرن الماضي، ظهر فيلم إيطالي للمخرج الشهير «فلليني»، حاز شهرة واسعة، وتردد اسم الفيلم بعد ذلك وشاء استخدامه للدلالة على نمط معين من الحياة.
كم يدهشني الآن، ما أتذكره من موضوعات كانت تشغل بال المثقفين المصريين منذ خمسين أو ستين عاماً (وربما المثقفون في خارج مصر أيضاً)، ولم تعد تشغلهم الآن، بل ولا تكاد تخطر ببالهم. أذكر مثلاً ما احتدم من نقاش حول إذا كانت الاشتراكية التي يجري
عندما ذهبنا نحن المبعوثين إلى الخارج لدراسة الاقتصاد، منذ نحو ستين عاماً، كان الموضوع الذي يشغل بالنا هو «التنمية الاقتصادية»: نريد أن نعرف أسرارها ثم نعود إلى بلادنا بالحلول السحرية.
اسمان لامعان في تاريخ الثقافة الإنجليزية، يفصل بينهما نحو قرن ونصف القرن، وترك كل منهما أثراً عميقاً في السياسة الاقتصادية والاجتماعية، ليس فقط في إنجلترا بل في العالم ككل. أولهما جيرمي بنثام (Jeremy Bentham) الذي نشر في أواخر القرن الثامن
خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، عندما كانت الرأسمالية الصناعية لا تزال في مراحل نموها الأولي، كان الخلاف الأساسي بين المهتمين بالشؤون الاقتصادية
في مقال قديم بعنوان «الفرح بالبريد»، أراد أحد كتابنا الكبار منذ ستين عاماً أو أكثر أن يفسر ظاهرة لا شك في صحتها، وهي ترحيب المرء بقدوم ساعي البريد وهو يحمل خطاباً عليه اسمه حتى من قبل أن يعرف أي شيء عن مضمون الخطاب. من المناظر التي أذكرها
شاهدت في الأسبوع الماضي برنامجاً وثائقياً في التلفزيون البريطاني، عن الأميرة البريطانية ديانا، بمناسبة مرور عشرين عاماً على وفاتها. كانت الأميرة قد خلبت لب العالم بجمالها وشخصيتها عندما تكرر ظهورها في وسائل الإعلام، وبدرجة غير معهودة، في
في سنة 1936، أي منذ نحو ثمانين عاماً، أخرج شارلي شابلن، ذلك الفنان العبقري، فيلماً صامتاً اسمه الحياة الحديثة، وكان بين أسباب شهرة الفيلم أنه كان من أوائل الأعمال الفنية التي تسخر من سطوة الآلة على الإنسان، وتنبه إلى خطورة نمو الصناعة
اتسم نمط الحياة الأميركية من البداية بميزة لم تتوفر لأي نمط آخر من الحياة، وهي توفر السوق البالغ الاتساع، الناتج عن الحجم الكبير للسكان مع ارتفاع متوسط الدخل. سمح هذا للسلع والخدمات بأن تنتج بنفقة مخفضة، وبتطوير وسائل الدعاية والتسويق مما
من الشائق أن نتذكر ما طرأ من تطورات على ملابس المصريين خلال الخمسين أو الستين عاماً الماضية. في حوالي 1950 كان من الممكن بسهولة تحديد الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص بمجرد النظر إلى ملابسه، أكثر بكثير ما نستطيع الآن.. ففيما يتعلق
منذ سنوات عدة شاهدت فيلماً سينمائياً قصيراً من الرسوم المتحركة، مما تعرضه دور السينما أحياناً قبل الفيلم الرئيسي. أعود إلى تذكره من حين لآخر، وأعيد التفكير فيه. قصة الفيلم بسيطة للغاية. رجل يستيقظ من نومه منزعجاً في الصباح الباكر على صوت
كيف يسمى هذا العصر عصر المعلومات، وأنا لا أكاد أصادف أحداً يعرف أي شيء على الإطلاق؟ قد ينطوى هذا السؤال على إثارة ذهنية ولكنه قد يلمس أيضاً جزءاً من الحقيقة، إذ ليس هناك تعارض بين كثرة المعلومات وقلة المعرفة، وقد يكون هذا هو حالنا اليوم.
في كل عصر، وفي كل أمة، تسود بعض الأفكار التي يعتبرها الناس من المسلمات، مع أن عكس هذه الأفكار بالضبط، قد تكون هي السائدة في العصر السابق أو في أمة أخرى.
أذكر قبل عقود، كيف أن الحكومة كانت تكثر من استخدام تعبير «الأفكار الهدامة»، التي توصف بأنها «تعمل على قلب نظام الحكم»، وهو جريمة بالطبع في نظر كل من يتولى الحكم، أما لفظ «الإرهاب»، فلا أظن أنه كان شائعاً أو حتى يستخدم أصلاً، قبل أربعين أو
أعترف للقارئ أنني كلما وجدت مقالاً بعنوان «تجديد الفكر الديني» أو بعنوان قريب من ذلك، لا أشعر بدافع قوي لقراءته، لأني راضٍ عن حالة الفكر الديني السائد حالياً في مصر، ولكن لأني لا أظن أن الإصلاح يأتي عن مثل هذا الطريق، وكأن الاختلافات بين
المقارنة بين ما يكتبه كتابنا الكبار اليوم، وما ينشر في وسائل الإعلام، وما كان يكتب وينشر منذ مائة عام، تثير الكثير من الأفكار والأسئلة عما حدث للمجتمع خلال هذه الفترة، فأدى إلى هذه الفوارق الشاسعة. إني لا أقصد لغة الكتابة (وإن كان هذا يلفت
نعم، التفاؤل يساعد على النهضة، بل قد يكون شرطاً من شروطها، كما أن التشاؤم يؤخر النهضة ويعطل تقدمها، لدي من الأدلة، من تاريخ مصر خلال المائة عام الماضية، ما يرجح هذا الاستنتاج. هناك أولاً فترة عاصرتها وعشتها يوماً بعد يوم، وهي السنوات العشر
من المهم أن نتساءل عما إذا كانت ظاهرة الإرهاب، ترجع إلى عوامل داخلية أو خارجية، بل وأيضا عما إذا كان الهدف من الأعمال الإرهابية ( سواء كان المصدر داخليا أو خارجيا) يتضمن هدف تخريب الاقتصاد، وبإشاعة جو من الإحباط والخوف يضعف من الحافز على
المصريون، ينتمون إلى طبقات مختلفة، والطبقة الوسطى قد يطرأ عليها التغير أكثر من الطبقات الدنيا أو العليا، بحكم أنها تتغذى باستمرار من الصاعدين إليها من درجات السلم الدنيا.
كثيراً ما يشار إلى الأربعين أو الخمسين عاماً الأخيرة بأنها عصر «ثورة المعلومات»، أي أنها العصر الذي شهد تقدماً غير معهود في وسائل تحصيل المعلومات، وتخزينها والتعامل معها، ونقلها من مكان لآخر، مهما كانت المسافة بينهما (مما يسمي أيضا بثورة
ينسب إلى الإمام علي، رضي الله عنه، ذلك القول الحكيم «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»، ولكن يخطر لي أحياناً أن الشيء الذي لا يقل خطراً عن الفقر، هو التضخم، أي الارتفاع الكبير في الأسعار، خاصة إذا بدأ مفاجئاً وظل مستمراً. كثيراً ما نعتبر أن الضرر
من الممكن جداً أن تقل درجة الفقر في بلد ما، ولكن تزداد في الوقت نفس حدة الشعور بالحرمان، أن يصبح الناس أقل فقراً، ولكن أشد معاناة فيه. وأنا لا أشك في أن هذا وذاك قد حدثا بالفعل في مصر، «وفي بلاد كثيرة غيرها»، خلال السبعين عاماً الماضية،
نحن كعرب أمة كثيرة الشكوى، لا نكف عن الكلام عن ضرورة. ولا شيء يحدث، ونستمر نحن في الشكوى. يحدث هذا في الاقتصاد، وفي السياسة، وفي التعليم، وفي الثقافة، ..الخ.
سوف يتذكر كثير من القراء، تلك الحادثة المخزية التي وقعت في أواخر عهد مبارك، عندما تشاجر فريق كرة القدم المصري مع الفريق الجزائري، في أعقاب مباراة مهمة بينهما.
في حفل افتتاح معهد التخطيط، بعد تجديده، ألقى رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، خطاباً عن التنمية في مصر، عبر فيه عن بعض الأفكار التي لا أتفق معه فيها. وبسبب أهمية هذه الأفكار، واشتراك رئيس الوزراء فيها مع النظرة السائدة حالياً في
منذ أيام قليلة سمعنا عن تلك الأخبار المزعجة الآتية من كولون، المدينة الألمانية، ومن مدن أخرى ألمانية ونمساوية وفنلدية، عن قيام مئات من الشباب الذين وصفتهم وسائل الإعلام بأنهم «ذو ملامح شرق أوسطية أو من شمال أفريقيا»، بمهاجمة عشرات النساء
قرأت هذا الكتاب المدهش لأول مرة، منذ ثمانية عشر عاما في (1998)، ثم زاد إعجابي به عندما أعدت قراءته منذ أيام قليلة، كما زادت دهشتي، من أن يستطيع أي شخص أن يكتب كتاباً مثله وهو في التسعين من عمره. الكتاب اسمه (ما العمل؟)، والمؤلف هو المفكر
الإنسان بطبعه، يهمه بشدة، لدرجة قد لا تقل عن اهتمامه بالطعام أو الجنس الآخر، أن يظفر بمكانة معينة بين المحيطين به، أن يلفت نظرهم، أو أن يحظى بحبهم أو تقديرهم، أو على الأقل، أن يتجنب ما يمكن أن يشعروا به نحوه من كراهية أو لا مبالاة. قد تكون
ذهبت في المقال السابق إلى ما يسمى أحياناً بـ«الربيع العربي»، ظهر أنه أقرب إلى أي فصل آخر من فصول السنة منه إلى الربيع، وأزعم الآن أنه أيضاً لم يكن «عربياً» بمعنى أن وراءه أيدٍ خفية ليست عربية، أرادت منه تحقيق مصالح لا يعلن عنها وليست في
كادت تكتمل خمس سنوات على قيام ثورة 25 يناير، فما أكثر الأسئلة التي ترد على الذهن بشأنها، وما زلنا نختلف على إجاباتها. هل كان أحد يتوقع قيام ثورة في 25 يناير2001؟ ولماذا قامت أصلاً، وسواء اعتبرناها ثورة أو شيئاً آخر، ألم تكن مختلفة جداً عن
طبيب يهوى الأدب. ويكتب قصصاً قصيرة جميلة جداً، وله عامود يومي، يعبر فيه عن تأملاته فى الحياة والناس والحب والدين، فيجذب القارئ بصدقه وفصاحته وموهبته الأدبية. نادراً ما يكتب فى السياسة (وإن كان لا يقاطعها تماماً)، وذلك لأسباب أفهمها جيدا
كنا نفهم «النهضة» بمعنى مختلف جدا عن معناها الشائع الآن، وكان المعنى القديم أجمل بكثير، بل إن كلمة النهضة نفسها قلما نسمعها الآن، بينما كنا فى الماضي كثيرا ما نقولها ونسمعها، وكذلك كلمات أخرى تؤدي معنى مماثلا، وأصبح التركيز الآن على التقدم
كثيراً ما أعود إلى تذكر إجابة الزعيم الهندي غاندي الساخرة، عندما سأله صحفي إنجليزي عن رأيه في الحضارة الغربية، إذ قال «إنها ستكون فكرة جيدة جداً!».. أي إنه لو تحققت هذه الحضارة بالفعل لكان أمراً طيباً للغاية! عدت إلى تذكر هذه الإجابة لدى
الحرب ظاهرة قديمة جدا، قدمت لها مختلف التفسيرات الاقتصادية والنفسية والبيولوجية. من السهل أن نفهم لماذا تسهل تهيئة الناس للحرب بإثارة تعصبهم القبلي أو الديني أو القومي، وإثارة مشاعر الكراهية والنفور لديهم ضد من كانوا من جنس مختلف، أو
كتب اقتصادي كبير مرة يشكو من أن النظرية الاقتصادية متخلفة عادة عما يحدث في الواقع بنحو خمسين عاماً.
الظاهرة خطيرة إذا كانت صحيحة، واعتقادي بأنها للأسف قريبة جداً من الحقيقة، بل تنطبق أيضاً على النظريات السياسية.
الانقسام الحاد القائم الآن بين ما يسمى بتيار الإسلام السياسي والمتعاطفين معه، وبين تيار الليبراليين أو العلمانيين يمكن وصفه وتشخيصه على أكثر من وجه. فمن الممكن تفسير هذا الانقسام باختلاف ظروف النشأة ونوع التربية، أو اختلاف نوع الثقافة