تسعى أستراليا المضيفة إلى مواصلة عروضها الرائعة وحسم صدارة المجموعة الأولى، عندما تختتم مشوارها في الدور الأول من نهائيات كأس آسيا 2015 بمواجهة كوريا الجنوبية اليوم السبت في بريزبن في الجولة الثالثة والأخيرة.

وضمن المنتخبان تأهلهما إلى الدور ربع النهائي من البطولة القارية، لكن الأستراليين قدموا عرضين رائعين أمام الكويت (4-1) وعمان (4-صفر)، فيما خرج «محاربو تايغوك» فائزين بشق الأنفس على عمان والكويت (1-صفر في المباراتين).

وستضمن استراليا صدارة المجموعة في حال التعادل بسبب فارق الأهداف الكبير بينها وبين كوريا الجنوبية، لكن المدرب انج بوستيكوغلو لن يرضى بنقطة واحدة بل سيحافظ على مقاربته الهجومية التي يعتمدها في هذه البطولة من اجل إنهاء الدور الأول بعلامة كاملة أمام الجماهير الأسترالية.

وقد يلجأ بوستيكوغلو إلى تعديلات جديدة على تشكيلته من اجل الوقوف على جاهزية اللاعبين، كما فعل في المباراة الثانية أمام عمان عندما اجرى ثلاثة تعديلات، احدها كان اضطراريا بسبب إصابة القائد ميلي يديناك الذي سيغيب عن لقاء كوريا الجنوبية لكي يحظى بفرصة التعافي الكامل من التواء في كاحله تعرض له أمام الكويت، اضافة إلى استخدامه التبديلات الثلاثة أمام عمان.

أداء مرض

وكان المنتخب الأسترالي راضيا تماما عن أدائه أمام عمان، وقد تحدث نجم المباراة روبي كروز عن الأداء الذي قدمته استراليا أمام جمهورها الغفير الذي تجاوز 50 ألف متفرج في «ستاديوم استراليا» في سيدني، قائلا: «من الواضح انه كان بإمكاننا تسجيل 7 او 8 أهداف في هذه المباراة. لقد خلقنا الكثير من الفرص.

هذه افضل مباراة يلعبها الفريق منذ فترة لا أتذكرها حتى». وواصل «بالكاد وصلت الكرة إلى عمان، لقد ضغطنا عليهم حتى نهاية المباراة وخلقنا الكثير من الفرص. لا يمكن ان نكون اكثر سعادة. لقد ضمنا تأهلنا والآن نحن نتطلع بفارغ الصبر لمباراة كوريا».

معاناة كورية

وعانى المنتخب الكوري من غياب عدة لاعبين، حيث تعرض المدافع كيم تشانغ-سوو ولاعب الوسط لي تشونغ-يونغ للإصابة في المباراة الأولى أمام عمان، في حين غاب الثلاثي سون هيونغ-مين وكو جا-تشيول وكيم جين-هيون نتيجة المرض.

وأوضح المدرب: «كان لدي 14 لاعبا فقط جاهزين للمشاركة ليس فقط للإصابات، لأنه قبل يومين عانى سون هيونغ-مين من ارتفاع درجة الحرارة، ويوم أمس (قبل المباراة) اعتقدت أنه سيتمكن من اللعب ولكن في الصباح ارتفعت حرارته مجددا وتم نقله إلى المستشفى».

وتابع النجم الدولي السابق: «ربما غدا سيمرض لاعبون آخرون، إذا دخل المرض في المجموعة فإنك لا تعرف من سيتأثر به بعد ذلك، ونتيجة لذلك فإن ظروف التشكيلة لم تكن كما أريد، وكما شاهدتم كان هنالك الكثير من المشاكل لأن اللاعبين الجدد كانوا يحاولون إيجاد أنفسهم على أرض الملعب، ولم أتوقع أن نعاني من مشاكل كثيرة».

وكشف: «هدفنا الرئيس حاليا هو تعافي اللاعبين في غضون الأيام الأربعة المقبلة قبل المباراة أمام أستراليا، وإذا لعبنا كما فعلنا (ضد الكويت) فإنه لا فرصة لنا أمام أستراليا». ولن يتمكن اللاعب لي تشونغ-يونغ من إكمال البطولة مع المنتخب الكوري الجنوبي بعد مغادرته إلى إنجلترا بسبب الاصابة.

بدلاء جاهزون

أشار لاعب المنتخب الاسترالي روبي كروز إلى تمتع فريقه ببدلاء قادرين على الارتقاء أيضا إلى مستوى التحدي، قائلا: «سيكون من الصعب على اللاعبين المشاركة في كل مباراة. نتمتع بعمق رائع (من حيث توفر البدلاء الجيدين) وسنختبر هذه الميزة امام كوريا».

شتيلكه: نعد بمباراة ممتعة رغم الإصابات

وعد المدرب الألماني أولي شتيلكه المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية لكرة القدم، بأن يقدم فريقه مباراة ممتعة في مواجهة نظيره الأسترالي اليوم، رغم معاناة فريقه من الإصابات.

ويلتقي الفريقان في مواجهة فاصلة على صدارة المجموعة الأولى بالدور الأول لبطولة كأس آسيا، بعدما حقق كل منهما الفوز في مباراتيه السابقتين بالمجموعة التي تضم معهما المنتخبين الكويتي والعماني. وتأهل المنتخبان الأسترالي والكوري لدور الثمانية بغض النظر عن نتيجة

مباراتهما غدا، والتي ستحسم فقط ترتيبهما في المركزين الأول والثاني. ويحتاج المنتخب الكوري للفوز على نظيره الأسترالي، بينما سيكون التعادل كافيا لأصحاب الأرض من أجل ضمان الصدارة في ظل تفوقه بفارق الأهداف.

وصرح شتيلكه، في المؤتمر الصحافي أمس الجمعة قبل مباراة الفريق قائلاً: «أرى أن الضغوط الكبيرة على لاعبي الفريقين تبددت بعد التأهل المبكر لدور الثمانية.. أتوقع فقط أن يقدم الفريقان عرضا جيدا. ربما تشهد المباراة حضورا جماهيريا كبيرا. وعلينا تقديم عرض قوي».

تغييرات بالجملة

وأوضح: «لا ينتابني أي شك بعد ما شاهدته من أداء جيد للمنتخب الأسترالي في أول مباراتين». ولكن شتيلكه، الذي اضطر لإجراء سبعة تغييرات على تشكيلة فريقه في المباراة الثانية التي تغلب فيها على المنتخب الكويتي 1/صفر، يعاني من مشاكل عديدة بسبب الإصابات في صفوف الفريق والتي تجاوزت استبعاد اللاعب لي تشونج يونج من البطولة تماما لعدم قدرته على استكمال مسيرته مع الفريق بهذه النسخة.

وقال شتيلكه «تنتابني الكثير من الشكوك وأترقب مران الفريق أمس.. وفي مران الخميس، تدرب كو جا تشول وسون هيونج مين وكيم تشانج سوو للمرة الأولى منذ خمسة أيام. ولهذا علينا انتظار استشارة اللاعبين للطبيب لأننا لا نستطيع المجازفة في دور

الثمانية». ويتطلع منتخب كوريا الجنوبية إلى الفوز بلقبه الثالث في بطولات كأس آسيا، والأول له منذ 55 عاما، حيث سبق للفريق التتويج بأول بطولتين لكأس آسيا في 1956 و1960 . ولكن الفريق لم يقدم المستوى المقنع في مباراتيه السابقتين بالبطولة الحالية، وإن حقق الفوز فيهما بنتيجة واحدة على كل من المنتخبين العماني والكويتي.

إشادة بالأسترالي

وأشاد شتيلكه كثيرا بأداء المنتخب الأسترالي الذي فاز على المنتخب الكويتي 4-1 ثم على نظيره العماني 4 - صفر، مما يعني أن الفريق لديه قدرات هجومية عالية كما لا يواجه أي مشاكل في اللعب أمام الضغط الجماهيري.

وقال شتيلكه «إذا نظرتم إلى التفاصيل والإحصائيات، ستجدون أن المنتخب الأسترالي هو أفضل فريق في معدلات التمرير والالتحامات على الكرة واستخلاص الكرة من المنافس».

وأضاف «لكنكم تعلمون أيضا أن البطولة ستدخل مرحلة أخرى بعد مباراة الغد، وستسير في اتجاه آخر (أدوار فاصلة) وعلينا أن ننظر لما سيحدث بداية من دور الثمانية». وإذا فشل المنتخب الكوري في التغلب على نظيره الأسترالي غدا، فإنه سيلتقي في دور الثمانية مع المنتخب الصيني.

بوستيكوغلو: نترقب عودة جيدينياك

أكد المدرب آنجي بوستيكوغلو المدير الفني للمنتخب الأسترالي لكرة القدم، أن لاعبه ميلي جيدينياك قائد الفريق قد يغيب عن المباراة الحاسمة التي يخوضها الفريق أمام منتخب كوريا الجنوبية، ولكن اللاعب لا يزال لديه دور يؤديه مع الفريق في البطولة الحالية.

وأوضح بوستيكوغلو في المؤتمر الصحافي لفريقه أمس الجمعة: «ميلي حريص للغاية على اللعب ويفعل كل شيء مناسب من أجل التأهيل والعودة للمشاركة في المباريات.

ولكن الفريق الذي سندفع به في مباراة الغد هو الفريق الذي نرى أنه يستطيع أن يمنحنا أفضل فرصة للنجاح». وأضاف «إذا ضمت التشكيلة غداً اللاعب ميلي سيكون أمراً رائعاً. وإذا لم يكن في التشكيل غداً سيصبح جاهزاً لمباراة دور الثمانية».

صدارة المجموعة

وتتصدر أستراليا ترتيب المجموعة برصيد 6 نقاط من مباراتين، بفارق الأهداف أمام كوريا الجنوبية، فيما خرجت الكويت وعمان من المنافسة. وقد ضمنت أستراليا وكوريا الجنوبية التأهل للدور ربع النهائي ويكفي الأولى التعادل لضمان الصدارة إذ تتقدم على كوريا بفارق الأهداف.

وقال بوستيكوغلو: «لدينا تدريب مساء اليوم، وباستثناء كريس هرد الذي تعرض لإصابة قوية، فإن جميع اللاعبين ومن ضمنهم ميلي جيدينياك سيشاركون في تدريب اليوم». وأضاف: «جميع الذين شاركوا في المباراة الماضية قدموا مستوى جيداً، وبالتالي نحن نتطلع لخوض هذه المباراة. سيتم اختيار تشكيلة الفريق كما فعلت في المباراتين الماضيتين».

حماسة للعب

وأوضح: «ميلي متحمس للعب وهو يقوم بكل شيء من أجل التعافي، ولكن التشكيلة التي سنعتمد عليها غداً ستكون التشكيلة التي نعتقد أنها ستكون الأفضل من أجل النجاح، وإذا تضمن هذا الحساب اختيار ميلي فإنه سيكون أمراً رائعاً، ولكنه سيكون جاهزاً للمشاركة في ربع النهائي».

وكانت الجولة الأولى من منافسات المجموعة شهدت فوز أستراليا على الكويت 4-1 وكوريا الجنوبية على عمان 1-صفر، في حين شهدت الجولة الثانية فوز أستراليا على عمان 4-صفر وكوريا الجنوبية على الكويت 1-صفر.

وفي الدور ربع النهائي يلتقي متصدر هذه المجموعة مع ثاني المجموعة الثانية التي تضم منتخبات الصين والسعودية وأوزبكستان وكوريا الشمالية، في حين يتقابل ثاني المجموعة مع الصين.

غياب إجباري

وكان جيدينياك أصيب بالتواء في الكاحل خلال المباراة الأولى أمام الكويت، مما أجبره على الغياب عن المباراة الثانية، حيث ما زال المدرب بانتظار اتخاذ القرار النهائي حول مشاركته في المباراة الثالثة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن جيدينياك سيكون جاهزاً للمشاركة في الدور ربع النهائي.

وعن ارتفاع درجات الحرارة في بريزبين قال المدرب: «بالنظر إلى حالة الطقس فنحن ندرك أننا سنعاني من ارتفاع نسبة الرطوبة لكن الفريق مستعد للتعامل مع هذا الأمر. تدربنا في ملبورن قبل انطلاق البطولة وكانت الظروف مشابهة للوضع هنا، وبالتالي فإن اللاعبين مستعدون تماماً للمباراة».

تاريخ

تفوق أسترالي في المواجهات

تتفوق استراليا على كوريا الجنوبية على صعيد المواجهات الرسمية اذ لعبت معها 7 مباريات في تصفيات كأس العالم، آخرها عام 1977 (صفر-صفر)، ففازت في اربع وتعادلا في الثلاث الأخرى، فيما كان الفوز الرسمي الوحيد لمنتخب «محاربي تايغوك» في كأس القارات عام 2001 (1-صفر).

وبالمجمل، تواجه الطرفان 25 مرة، آخرها وديا في يوليو 2013 في سيول (صفر-صفر)، وفازت استراليا في 9 وكوريا الجنوبية في 6 مقابل 10 تعادلات.

تهديف

قدرات هجومية

تميز المنتخب الأسترالي حتى الآن بقدراته الهجومية، إذ تناوب ثمانية لاعبين على تسجيل أهدافه في أول مباراتين.

وهذه المرة الأولى التي يسجل فيها منتخب استراليا اربعة أهداف في مباراة واحدة تحت قيادة بوستيكوغلو الذي واجه عقما هجوميا منذ وصوله إلى «سوكيروس» وكان اعتماده على تيم كاهيل الذي سجل 8 من الأهداف الـ11 التي سجلها المنتخب في 12 مباراة خاضها منذ وصول هذا المدرب في أكتوبر 2013 قبل خوض نهائيات كأس اسيا 2015.

كما انها المرة الثامنة في 93 عاما من تاريخ المنتخب التي ينجح فيها الاخير في تسجيل اربعة أهداف او اكثر في مباراتين على التوالي من قبل ثمانية لاعبين او اكثر. ويأمل المنتخب الأسترالي أن يواصل عروضه الهجومية على حساب كوريا الجنوبية، لكن المهمة لن تكون بهذه السهولة أمام رجال المدرب الألماني اولي شتيليكه.

تكرار

لقاء من النسخة الماضية

المواجهة بين أستراليا وكوريا إعادة لتلك التي جمعتهما في الدور ذاته في النسخة الماضية عام 2011 في قطر حين تعادلا 1-1، وتصدرت حينها استراليا بفارق الأهداف عن كوريا الجنوبية التي انتهى مشوارها في نصف النهائي بعدما خرجت على يد اليابان بركلات الترجيح، فيما وصل «سوكيروس» إلى النهائي وخسر أيضا امام «الساموراي الازرق» بهدف سجله تاداناري لي في الشوط الاضافي الثاني.