أثار تنظيم نهائيات كأس أمم آسيا المقامة حالياً في 5 مدن استرالية بطريقة «المداورة» جدلاً واسعاً بين المنتخبات، حيث يرى البعض أنها متعة واستكشاف لمدن استراليا، فيما يرى آخرون أنها مصدر إزعاج وقلق للمنتخبات لما تسببه من إرهاق للجماهير وللاعبين، خصوصاً أن الفارق الزمني بين المباراة والأخرى لكل منتخب لا يتعدى 3 أيام، بالإضافة إلى أن طريقة المداورة تشتت الجماهير ووسائل الإعلام.
وبخصوص تنظيم النهائيات الحالية في 5 مدن استرالية وما تسببه من صعوبات للمنتخبات المشاركة، قال الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي: هذه الطريقة اتفقنا عليها منذ أشهر، وإذا كان هناك من يرفض هذا الأمر حالياً، كان من المفروض أن يعترض على ذلك من قبل، لكن أن نسمع هذا الكلام عندما تنطلق البطولة، يبدو في هذه الحالة أن الأمر غير منطقي، وهو اعتراض مرفوض.
شكوى

وأضاف: الانتقال من مدينة إلى أخرى يتم بالطائرات وليس براً، وماذا يمكن أن تفعل هذه المنتخبات لو كانت مشاركة في نهائيات كاس العالم وتنتقل بين دولة ودولة، وأتذكر عندما كنت في كندا بمناسبة كأس العالم للشباب كنا ننتقل مسافات أطول من المسافات الحالية وتصل الرحلة إلى 5 ساعات ولم نعترض على ذلك.
وصرح الشيخ سلمان بن إبراهيم: أنه لا يجوز أن يشتكي أحد المنتخبات لمجرد أنه رحلته وصلت ساعة أو ساعتين بالطائرة، وقال: استراليا قارة بحد ذاتها، وهي حرة في اختيار المدن التي أقامت بها مباريات البطولة، والاتحاد الآسيوي هو الذي يتكفل بمصاريف التنقل وليس الاتحادات.
تجربة جيدة
من جهته، أكد الأمير عبدالله بن سلطان رئيس اللجنة المنظمة لنهائيات كاس أمم آسيا، أن تنظيم البطولة بطريقة المداورة بين المدن ليس إجراء غريباً عن البطولات الكبرى، وتم العمل به في نهائيات كأس العالم وبطولة أمم أوروبا، مشيرا إلى أن هذه التجربة جيدة ومفيدة بالنسبة إلى الاتحاد الآسيوي والتغطيات الإعلامية.
ولم يستبعد رئيس اللجنة المنظمة، أن المنتخبات تفضل الاستقرار في مكان واحد ربحاً للوقت وعدم التعرض للإرهاق من السفر من مدينة إلى أخرى، خاصة وأن فارق التوقيت والمواعيد بين مباراة وأخرى ليس كبيراً.
مضيفاً أن هذه الفكرة جيدة للجماهير لاكتشاف أماكن مختلفة ولاستراليا للترويج لنفسها والتعريف أكثر بالمدن الخمس مستضيفة البطولة، وهي: سيدني وملبورن وكانبيرا ونيوكاستل وبريسبان، كما أوضح أن طريقة المداورة بين الملاعب تسهم في الترويج للعبة كرة القدم والبطولة في أرجاء استراليا كافة، وتمنح سكان المدن الخمس الفرصة لمشاهدة منتخبات مختلفة في ملاعبها.
تجارب واضحة
في حين أكد هاني طالب عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد القطري لكرة القدم، أن تنظيم البطولة بين 5 مدن يبدو أمراً عادياً باعتبار أن المنتخبات المشاركة في كأس العالم تلعب بهذه الطريقة، وقال: يوجد تجارب واضحة لها أهداف معينة، مثل دفع السياحة، والتعريف بالمنتخبات والترويج للبطولة في مناطق مختلفة، وأعتقد بأن الجماهير الرياضية تفضل مشاهدة منتخبات عدة في مدينتها وليس 4 منتخبات فقط.
عدم رضا
واستطرد قائلاً: يجب أن نتفهم كذلك المنتخبات لأنه من الضروري أن تبحث عن راحتها وتختار ما يناسبها، ولكن كان عليها أن تقترح ذلك على اللجنة المنظمة قبل فترة طويلة ولا تعبر عن عدم رضاها الآن، وطبعاً من المفضل أن تكون المنتخبات مستقرة في مكان واحد، وهذا يزيد من تركيزها ويمنحها القدرة على تحقيق نتائج أفضل، ويجب أن نتفهم وجهة النظر الأخرى للجنة المنظمة ونحترمها، وبما أن هذه التجربة جديدة عن نهائيات كأس آسيا علينا أن ننتظر ونرى النتائج في النهاية.
وأضاف: كانت البطولة الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة، وكانت المسافة بين مكان وآخر لا تزيد على نصف ساعة، وبما أن كرة القدم متغيرة، يجب أن نتعامل معها بهذا الشكل، خاصة أن المنتخبات كلها في القارب نفسه، وعلى سبيل المثال المنتخب الاسترالي لعب أول من أمس في ملبورن، واليوم يتدرب في سيدني، ثم ينتقل إلى مدينة أخرى، ومنتخبات الكويت وكوريا الجنوبية وعمان، التي تلعب في المجموعة نفسها، تواجه الأمر ذاته.
وأوضح أن الأسباب التي اعتمدتها اللجنة المنظمة للعب بطريقة المداورة تبدو منطقية، وقال: برأيي أن نتقبل هذه الطريقة الجديدة ونضعها في قائمة الملاحظات لمراجعتها ونأخذ رأي جميع المنتخبات، والأكيد أننا سنخرج بنقاط إيجابية وأخرى سلبية منها.
تجربة
قال أحمد عبد الله النعيمي نائب رئيس الشؤون الإدارية والمالية باتحاد البحرين لكرة القدم: نفضل اللعب في مدينة واحدة، لأن التنقل بين مدينة وأخرى مسألة مقلقة ومرهقة للمنتخبات، على اعتبار أن الوقت بين المباريات قصير للغاية، وإذا استغرق منتخب نصف يوم أو أكثر للسفر من مدينة لأخرى، سيضيع وقتاً مهماً على حساب التحضيرات، ومن الممكن أن يؤثر ذلك حتى في نتيجة المباراة، رغم أن المنتخبين يواجهان الظروف نفسها.
وتوقع النعيمي أن يتم الاستغناء عن هذه الفكرة في المستقبل، كونها ليست في مصلحة المنتخبات، وقال: أعتقد أن هذه التجربة لن تتكرر في المستقبل لأنها مرهقة ولا تفيد المنتخبات.
الزعابي: التنقل ليس خياراً موفقاً من اللجنة المنظمة

أكد راشد الزعابي نائب رئيس لجنة المنتخبات بالاتحاد الإماراتي لكرة القدم أن الانتقال من مدينة إلى أخرى، ليس خياراً موفقاً من اللجنة المنظمة نظراً لحالة الإرهاق، التي يمكن أن يسببها للمنتخبات.
وقال: كان هذا رأيي منذ البداية بصفتي عضو لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي، وتحدثت مع رئيس اللجنة وأخبرته أن هذا الأمر مرهق، وأن لعب مباراتين متتاليتين في المدينة نفسها يكون أفضل على الأقل، ولكن خوض مباراة واحدة في مدينة ثم السفر إلى مدينة أخرى خلال 3 أيام، هذا أمر مرهق جداً.
وأضاف: ما ذنب منتخب بلادي إذا كانت اللجنة المنظمة تسعى لتحقيق أهداف سياحية، هي لم تأت للسياحة بل لخوض المباريات في أفضل الظروف والتسهيلات، وطريقة المداورة يمكن تطبيقها في دورة ودية أو معسكرات، لكن في بطولة رسمية أعتقد بأن اللجنة لم توفق في الاختيار، والسبب الذي قدمته كونها بطولة للترويج غير مقنع.
وتابع: ما علاقتي أنا باستمتاع الجماهير واكتشاف المدن، وما ذنبي حتى أضطر للانتقال كل 3 أو 4 أيام من مدينة لأخرى، لو كان الانتقال بالسيارة يكون الأمر أسرع، لكن بالطائرة هناك وقت كبير مهدور، وأعتقد بأن هذه الطريقة لا يمكن أن تتكرر في المستقبل. وختم قائلاً: المنتخبات جاءت للعب، والمنافسة تحتاج إلى تركيز وإلى أعصاب هادئة.
انتقال مرهق

من جهته، أكد هاشم حيدر رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم أنه من الأفضل خوض جميع مباريات الدور الأول في المدينة نفسها، وقال: فعلاً الانتقال مرهق ومتعب لللاعبين والمشجعين، فضلاً عن الكلفة المادية الإضافية، أعتقد بأن أغلب المنتخبات تفضل اللعب على ملعب واحد خلال الدور الأول ثم الانتقال بعد ذلك إلى مدينة أخرى.
وأوضح هاشم حيدر أنه إذا كانت اللجنة المنظمة تتطلع إلى أهداف ترويجية من خلال البطولة كان بإمكانها أن تعتمد على طرق أخرى، وليس على حساب الرياضة وعلى حساب المنتخبات، التي من الممكن أن تدفع الثمن على مستوى نتائجها وأدائها.
وصرح رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم أن الأمر صعب جداً بالنسبة إلى الجماهير التي جاءت لمتابعة منتخباتها، وطريقة المداورة بين المدن تحملها تكاليف أخرى.
وختم قائلاً: يوجد بعد جغرافي كبير، وكان يفترض أن تقام منافسات الدور الأول بطريقة أفضل، وليس بهذا الشكل، خصوصاً أن مباريات كل منتخب متقاربة من بعضها البعض.
فرصة
الظاهري: المداورة طريقة مرهقة فرضتها طبيعة المنطقة

اعتبر محمد هزام الظاهري أمين عام اتحاد الإمارات لكرة القدم، أن خوض البطولة بطريقة المداورة بين المدن فرضته طبيعة المنطقة، باعتبار أن استراليا قارة كبيرة والهدف منها إتاحة الفرصة للجماهير للاستمتاع بمشاهدة منتخبات مختلفة، وقال: المنتخب الإماراتي جاهز، وبالنسبة إلينا كنا في مدينة غولد كوست ثم انتقلنا إلى كانبيرا ثم سننتقل إلى مدينة بريسبان، وسنحاول توفير كل الظروف لمساعدة المنتخب على المحافظة على جاهزيته.
ولم ينف الظاهري أن طريقة المداورة بين المدن قد تصيب بالمنتخبات بالإرهاق، خاصة أن المدن في استراليا بعيدة عن بعضها البعض ولا يمكن الانتقال من منطقة إلى أخرى إلا بالطائرة.
وأوضح الظاهري أن خوض المباريات في مدينة واحدة يعد الاختيار الأفضل لكل المنتخبات، وقال: هذه تجربة أولى، ويمكن أن نخرج منها بالعديد من الملاحظات، ومن المؤكد أن الاتحاد الآسيوي سيأخذها بعين الاعتبار.
مواجهة
الأزرق يواصل التدريب
خاض منتخب الكويت لكرة القدم أول تدريباته أمس، في العاصمة الأسترالية كانبيرا والتي وصل إليها أول من أمس استعداداً للمواجهة المرتقبة بعد غد أمام كوريا الجنوبية.
وغادر الأزرق ملبورن بعد خسارة استراليا الثقيلة بأربعة أهداف مقابل هدف في مستهل مشوراه في البطولة الآسيوية وتأخرت رحلة الأزرق في الطريق إلى كانبيرا 90 دقيقة. وخاض منتخب الكويت حصته التدريبية تحت قيادة المدربين المساعدين.
