تبدو لاعبة الرماية الكويتية مريم أرزوقي واثقة للغاية وهي تمثل أمل بلدها في منافسات الرماية، وتنطلق ثقة أرزوقي، ابنة ال25 ربيعا، من اعتبارات عدة، لعل أبرزها تطور مستواها بشكل مطرد وتسجيلها نتائج أبهرت القارة الآسيوية بشكل عام والشارع الكويتي على وجه التحديد، خصوصا أنها فرضت نفسها في رياضة الرماية التي لطالما اعتبرت حكرا على الرجال في البلد الخليجي.
وكانت الدورة العربية الثانية عشرة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة ديسمبر 2011 نقطة بارزة في مسيرة ارزوقي، فهي لم ترضَ بإحراز ميدالية ذهبية في الاختصاص الذي ستشارك من خلاله في اولمبياد لندن (البندقية الهوائية من 10 أمتار) بل أضافت ذهبية أخرى في مسابقة البندقية الهوائية من 50 مترا منبطحا، فضلا عن برونزية مسابقة البندقية (3 أوضاع 50 مترا) في الفردي، وبرونزية الفريق في مسابقة البندقية من مسافة 10 أمتار. وتعزز حضور مريم بشكل خاص بعدها بشهر تقريبا بانتزاعها الميدالية البرونزية في بطولة آسيا الثانية عشرة للرماية في الدوحة يناير 2012، وحجزها بالتالي تذكرة عبور في القطار المؤدي الى اولمبياد لندن.
طموحات كبيرة
لطالما اعتبرت ارزوقي أن طموحها لا يتوقف عند احراز الانتصارات المحلية والإقليمية والقارية، بل يتعدى ذلك الى المستوى العالمي، ولعل دورة الألعاب الأولمبية المقبلة تمثل فرصة لتحقيق حلمها وحلم الشارع الرياضي الكويتي الذي بات يمني النفس بميدالية أولمبية ثانية بعد تلك البرونزية التاريخية اليتيمة التي انتزعها الرامي فهيد الديحاني في مسابقة الحفرة المزدوجة (دبل تراب) في اولمبياد سيدني 2000.
ودخلت مريم في اكثر من معسكر إعدادي لدورة الألعاب الأولمبية لا سيما في سراييفو، حيث أحرزت ذهبية احدى البطولات، قبل أن تتوجه الى صربيا التي شكلت المحطة الأخيرة قبل التوجه الى لندن. وكانت ارزوقي حلت في المركز الثالث للتصنيف العام في آسيا في رماية البندقية 10 أمتار عن شهر يونيو الماضي بمجموع 956 نقطة بين 154 رامية، وذلك خلف الصينية سي لينغ ها (4422) ومواطنتها لي دي (1175).
عائلة رياضية
وتنتمي ارزوقي الى عائلة رياضية بامتياز، فوالدتها حكم دولي في الرماية ولاعبة جمباز وكرة سلة سابقة، ووالدها سباح سابق، وشقيقتها هبة عضوة في منتخب الرماية ومن مؤسسات نادي الفتاة، وشقيقاتها الأخريات نيران وطيبة ونوف مارسن الرماية أيضا لكنهن توقفن في مرحلة معينة. وابنة عمها مي ارزوقي بطلة في رماية مسدس 10 أمتار، كما سبق لعمها محمود ارزوقي أن ترأس سابقا اللجنة المؤقتة لإدارة نادي القادسية.
وبدأت مريم مسيرتها الرياضية في لعبة الجمباز في سن السادسة قبل أن تنتقل في الثالثة عشرة الى التايكواندو حتى عام 2003، الى جانب ممارستها كرة السلة وكرة الطائرة وألعاب القوى.
وفي يونيو 2004، بدأت مشوارها مع الرماية وخاضت الاختبار الجدي الأول في بطولة العالم، التي استضافتها الصين عام 2006 حين حققت المركز 21، اتبعته بمركز سادس في أسياد الدوحة في العام نفسه، حيث حظيت بشرف أن تكون أول خليجية وعربية تتأهل الى الدور الثاني. وأحرزت المركز الثامن في بطولة العالم للرماية في الصين في 2009 وتقول طالبة إدارة الأعمال: "صودف خلال بطولة العالم أن واجهت رامية من إسرائيل لتحديد المركزين الثامن والتاسع، ووجدت مساندة ودعما كبيرين من اللاعبين واللاعبات العرب، ففازت وحققت المركز الثامن".
تهدئة الأعصاب
وترى ارزوقي ــ وهي ترتدي حجابا اسود اللون لطالما ميزها ــ في الرماية وسيلة لتهدئة الأعصاب والمساعدة في التركيز ولا تعتبرها حكرا على الرجال أو حتى رياضة شاقة، وتقول: لم تأخذني صديقاتي على محمل الجد في بداية مزاولتي رياضة الرماية، إلا انهن غيرن رأيهن تماما بعد الانتصارات التي حققتها على المستويين المحلي والإقليمي والعالمي، وبدأن بتشجيعي. وتخوض الكويت غمار الأولمبياد بمشاركة 11 رياضيا (8 رجال و3 سيدات) ينافسون في ألعاب الرماية وألعاب القوى وكرة الطاولة والسباحة. وتقول ارزوقي "كانت بدايتي مع الرماية مجرد وسيلة لتمض
