تحولت منافسات الرماية ( السكيت والتراب والدبل تراب) الى اختصاص خليجي بكل ما للكلمة من معنى نظرا للنجاحات اللافتة التي تحققت في الاونة الاخيرة على الاصعدة القارية والدولية وحتى الاولمبية. وقد لا يكون الحصاد الخليجي في الميادين الاولمبية غزيرا، لكن يلوح في الافق أمل كبير بامكان خروج الرماية العربية.

والخليجية تحديدا، بنتائج جيدة بوجود رماة اعتادوا التنافس على هذا الصعيد المرتفع خصوصا ان صدى بعض الارقام التي سجلوها قد سبقهم الى اولمبياد لندن 2012. وتتجه الانظار بشكل خاص الى رماة قطر والامارات والكويت، فالمسؤولون الرياضيون في الدول الثلاث كشفوا من دون تردد ان الرماية تشكل ذروة آمالهم بإحراز ميداليات.

الإمارات في انتظار إنجاز جديد

في الامارات، ينتظرون بفارغ الصبر انجازا شبيها بالذي حققه الشيخ احمد بن حشر في اثينا قبل ثمانية اعوام، والرماية هي مجددا مبعث الامل.

ويمثل الامارات ثلاثة رماة هم الشيخ سعيد بن مكتوم في منافسات الإسكيت، الشيخ جمعة بن دلموك (اطباق الحفرة المزدوجة ـ دبل تراب) وظاهر العرياني (الحفرة ـ تراب). ويشارك الشيخ سعيد بن مكتوم في الاولمبياد للمرة الرابعة على التوالي.

وقد حقق نتائج جيدة في مشاركاته الاخيرة خصوصا فوزه بذهبية بطولة العالم للإسكيت في أكتوبر 2011 في مدينة العين الاماراتية، ثم ببرونزية بطولة اسيا بتسجيله 146 طبقا من 150 حيث حل خلفا للعطية وعبدالله الرشيدي. ونال الشيخ جمعة بن دلموك ذهبية بطولة اسيا في الدبل تراب، وظاهر العرياني المركز الرابع في التراب فضمنا بالتالي تأهلهما الى لندن. يذكر ان احمد بن حشر هو مدرب منتخب الامارات للرماية حاليا.

العطية 150 من 150

وقد يكون تكرار انجاز الشيخ الاماراتي احمد بن حشر آل مكتوم الذي حقق الانجاز الاولمبي الابرز للرماة الخليجيين بنيله ذهبية الحفرة المزدوجة (دبل تراب) في اولمبياد اثينا 2004، هدفا مشروعا خصوصا للقطري ناصر العطية الذي عادل الرقم العالمي في منافسات الإسكيت باصابة 150 طبقا من اصل 150 في بطولة آسيا الاخيرة مطلع العام الجاري في الدوحة.

وقال العطية "انا سعيد جدا لهذا الانجاز الكبير خاصة وانني ضمنت التأهل الى الاولمبياد للمرة الخامسة في مسيرتي"، مضيفا "العاب لندن ستشهد منافسة قوية للغاية بين كافة الرماة من جميع الدول وآمل في ان احرز ميدالية فيها".

ويشارك العطية في الاولمبياد للمرة الخامسة على التوالي بعد أتلانتا 1996 وسيدني 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008، وقد حقق المركز الرابع في أثينا. وقبيل انطلاق الالعاب، فاز العطية بالميدالية الفضية للرماية ضمن مسابقة الاسكيت في بطولة فرنسا الدولية المفتوحة، في منافسة جمعته مع 17 راميا يستعدون لخوض غمار اولمبياد لندن.

وقال العطية "آمل أن أتمكن من احراز ذهبية في لندن لتحقيق الحلم الأولمبي الذي ما زال ينقص سجلي الرياضي".

رياضي استثنائي

ويعتبر ناصر صالح العطية رياضيا استثنائيا في قطر، وأحد أشهر الرياضيين على مستوى آسيا، كما ذاع صيته على المستوى العالمي. وهو بطل عالمي في سباقات الرالي وحصل على العديد من الألقاب مثل لقب بطولة رالي الشرق الأوسط 7 مرات، كما توج بلقب رالي داكار الدولي عام 2011. ويشارك الى جانب العطية، القطري الاخر راشد العذبة في الدبل تراب، والطامح بدوره الى تسجيل حضوره في هذا المحفل العالمي.

وساهم العذبة مع العطية في فوز قطر بذهبية الاسكيت في بطولة اسيا بالذات برصيد 362 نقطة، امام الكويت الثانية (361)، في حين تقاسمت الامارات والصين المركز الثالث (359 نقطة). وجاء تأهل العذبة الى منافسات الدبل تراب في لندن بعد حلوله ثالثا في البطولة الاسيوية بنتيجة 132 طبقا من 150.

رماة من العيار الثقيل

تتمثل الكويت في العاب لندن بثلاثة رماة من العيار الثقيل هم فهيد الديحاني (دبل تراب) وعبدالله الرشيدي (اسكيت) وطلال الرشيدي (تراب)، الذين يحملون آمال الكويتيين باحراز الميداليات. ويخوض فهيد الديحاني غمار اولمبياد لندن بعد ان حل ثانيا في بطولة اسيا الاخيرة خلف ناصر العطية مسجلا رقما جديرا بالاحترام ايضا قدره 147 طبقا من اصل 150.

ويملك الديحاني خبرة طويلة في ميادين الرماية، وسبق له ان ذاق طعم الوقوف على منصة التتويج في الالعاب الاولمبية في سيدني عام 2000 حين نال الميدالية البرونزية. وخطف طلال وعبدالله الرشيدي بطاقتيهما الى لندن بعد حلولهما في المركز الثاني لمنافسات التراب والاسكيت على التوالي في بطولة آسيا.