حبست أنفاس الفرنسيين قبل مباراة الديوك والمنتخب الاوكراني لحساب نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم.. فقد لاح التخوف الكبير على وجوه الجماهير ولم يثقوا كثيرا في منتخب الديوك لتحقيق الفوز لذلك فإن فرحتهم بالانتصار على رفاق شيفشينكو كانت هيستيرية و لاحدود لها . فقد غرقت الشوارع في السعادة ورفرفت الاعلام وخرجت المسيرات في كل مكان ابتهاجا بنجاج الديوك.
و تابع الفرنسيون المباراة بلهفة كبيرة حيث ازدحمت المقاهي قبل ساعات من موعد انطلاق المباراة بينما تجمهر الآلاف في ساحات عامة نصبت بها شاشات عملاقة لتمكين عشاق المنتخب الأزرق من متابعة المواجهة الساخنة مع اوكرانيا. وزاد تأخير موعد المباراة بسبب سوء الأحوال الجوية في حالة التوتر والقلق وعلقت فيرون ليرو إحدى المشجعات التي التقيناها في شارع فرونسوا متيران بمدينة لومان : لم ننس بعد خيبة مونديال جنوب افريقيا 2010 .. جرحنا لايزال ينزف ونأمل في تضميده في يورو 2012 لقد تعادلنا في المباراة الأولى ولاخيار لنا إلا الفوز في مباراة اليوم أمام أوكرانيا.
ولعل شوق فيرون إلى الفوز يفسر بوضوح الصيحة المدوية التي هزت شوارع لومان عندما سجل المنتخب الفرنسي هدفه الأول في مرمى أصحاب الأرض والجمهور. وتنفس الفرنسيون الصعداء مع احراز نصري للهدف الثاني حيث عمت الفرحة الجميع وآمن بأن الفوز سيتحقق ولن يضيع خصوصا وأن شيفشينكو لم يكن بنفس خطورة المباراة الأولى أمام السويد. وفي العاصمة باريس نصبت شاشة عملاقة في ساحة قريبة من برج ايفيل يتجمع حولها آلاف من الجماهير الفرنسية وأعداد من الجاليات هناك لمتابعة المباريات بمشاعر متباينة كل حسب انتمائه وحسب ما يخفق قلبه.
ولم تغب أجواء اليورو عن سباق لومان للسيارات حيث تفاعلت الجماهير الفرنسية مع المباراة وكانت أجسادها في حلبة السباق بينما عقولها في كييف وتسأل في كل لحظة عن نتيجة المباراة . ومع كل خبر سار يتعلق بهدف تهتز المدرجات وتتلون بالازرق ابتهاجا و سعادة.
وحول الفوز على المنتخب الأوكراني الأجواء في فرنسا من التشاؤم إلى حالة من التفاؤل حيث طوت الجماهير صفحة خيبات الماضي وباتت تتحدث عن الوصول إلى المباراة النهائية وضرورة الايمان بالحظوظ واللعب من أجل التتويج باللقب خصوصا وأنهم يعتقدون بأن المدرب لوران بلان يتوفر له رصيد ثري من اللاعبين في مقدمتهم هداف ريال مدريد كريم بن زيمة ونجم مان سيتي سمير نصري المتوج بلقب الدوري الانجليزي.
وأشادت الصحف الفرنسية الصادرة أمس بفوز المنتخب الفرنسي على اوكرانيا وتحدثت جريدة ليكيب عن المصالحة بين الديوك الزرقاء والجماهير الفرنسية بعد خيبة المونديال الافريقي. وقالت صحيفة لوماند أن نجوم المنتخب الفرنسي كانوا في مستوى المسؤولية وجنبوا فرنسا خسارة ستكون بمثابة الكارثة لانها لاتحتمل صدمة أخرى بعدما حصل مع المدرب دومينيك في جنوب افريقيا.
وكتبت صحيفة لو باريزيان : بداية الحلم الفرنسي حيث أشارت إلى أن فوز أول من أمس يفتح الباب أمام رجال بلان إلى العودة إلى المنافسة على الألقاب وطي صفحة الخيبات والجراح.


