كتب المكسيكي خافيير أغيري، المدير الفني لفريق الكرة بنادي الوحدة، اسمه في صفحات تاريخ «أصحاب السعادة» كثاني مدرب في تاريخ النادي يحقق بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة بعد الهولندي تيني ريخس الذي فاز مع العنابي بالكأس الأولى في موسم 99 ـ 2000، وحقق أغيري إنجازاً شخصياً بحصوله على البطولة الثانية مع الوحدة بعد فوزه الموسم الماضي بكأس الخليج العربي ليكون أول مدرب يعيد البطولات لقلعة العنابي بعد غياب سنوات عن منصات التتويج.

وأعرب أغيري عن سعادته البالغة بالفوز مع الوحدة بأغلى البطولات، كأس صاحب السمو رئيس الدولة كأفضل ختام للموسم، مؤكداً أن قلبه سيظل «عنابي» ولن يدرب سواه، إذا سنحت له الفرصة في المستقبل للعودة إلى الإمارات أو المنطقة، وفتح أغيري قلبه لـ «البيان الرياضي» وتناول تجربته مع الوحدة بعد مرور موسمين وكان ختامها قبل الرحيل الفوز بأغلى الكؤوس التي استعصت على الوحدة على مدار سنوات طويلة، وأشار إلى أن العنابي استحق الكأس الغالية عن جدارة وجاء تتويجاً لموسم كان يستحق فيه الفريق بطولة قياساً بالعمل والمستوى المتميز الذي ظهر عليه، رغم أن النتائج لم تحالفه في الدوري وكأس الخليج العربي ودوري أبطال آسيا، وأكد أن الوحدة قادر على الفوز بكل البطولات في المواسم المقبلة لأنه يمتلك قاعدة من الموهوبين.

وأهدى أغيري إنجاز الكأس إلى سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة ولاعبي الفريق والجماهير الوفية التي حرصت على مساندة الفريق ولم تفقد الثقة في اللاعبين طوال الموسم، وأشار إلى أن الإدارة والجماهير واللاعبين يستحقون الفرحة.

إنجاز تاريخي

في البداية ماذا يعني لك الفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة ؟

الفوز بالكأس الغالية إنجاز كبير في ختام موسم صعب كان يستحق خلاله الوحدة الأفضل، والتتويج بلقب البطولة رائع على المستوى الشخصي لي كمدرب خاصة وأنه جاء بعد غياب طويل ( 17 عاماً)، وقال: حققنا إنجازاً مهما لنادي الوحدة ولي على المستوى الشخصي، ففي الموسم الحالي لم يكن مشوارنا في الدوري جيداً، ولم نستطع الحفاظ على لقب كأس الخليج العربي، وفي دوري أبطال آسيا قدمنا مستوى جيدا ولكن للأسف لم يحالفنا الحظ في تجاوز دور المجموعات، والفوزبالكأس الغالية له طعم خاص، والوحدة يستحق هذه الفرحة الطاغية لأن البطولة جاءت بعد عناء طويل مع النهائيات.

تجربة

كيف تقيم تجربتك مع الوحدة عبر موسمين؟

تجربتي مع الوحدة إيجابية، و«جيدة للغاية»، وأنا سعيد بها، في أول مرة أحضر فيها إلى المنطقة، حيث تعرفت على العديد من اللاعبين الجدد والشباب وساهمت في تطوير مستواهم، وأعتقد أنني استطعت أن أصل بفريق الوحدة إلى مرحلة متطورة من الاحترافية قياساً بالموسم الماضي، إذ كانت الإصابات قليلة هذا الموسم وبوجود لاعبين ملتزمين بالتدريبات ولذلك ما تحقق يعد إنجازاً مميزاً.

وهل أنت راضٍ عما قدمته مع الوحدة؟

بكل تأكيد راضٍ عما قدمته وسعيد بما حققناه على مدار الموسمين رغم الصعوبات التي واجهتنا، وعندما توليت المسؤولية قمت بضخ دماء جديدة في الفريق خاصة على مستوى اللاعبين الشباب بدليل تطور مستوى هؤلاء العناصر الصاعدة أمثال أحمد العكبري ومحمد عبد الباسط وأحمد راشد ومحمد راشد ومحمد العكبري وخالد الظنحاني ومنهم من كان أساسياً في أغلب مباريات الفريق، كما نجحنا في إعادة تأهيل إسماعيل مطر كابتن الفريق والذي قدم مستويات جيدة بدليل عودته لصفوف المنتخب الوطني.

هل يمكنك العودة مجدداً لتدريب الوحدة؟

لن أدرب في الإمارات أو المنطقة العربية والخليجية سوى فريق الوحدة لارتباطي الكبير بالنادي، فقلبي مع العنابي وجماهيره، ولن أدرب سواه، وحتى إذا سنحت لي الفرصة في المستقبل للعودة للمنطقة أو تلقيت عروضاً من دول أخرى مثل قطر أو السعودية فلن أفكر في الأمر مطلقاً، وهذا الأمر محسوم بالنسبة لي بنسبة 100 %.

في الحقيقة كنت أملك العديد من العروض في الموسم الأخير إلا أنني تجاهلتها تماماً احتراماً لارتباطي مع الوحدة الذي أكن كل احترام وتقدير له.

احترام

وماذا عن علاقاتك مع جماهير الوحدة؟

دائماً ألتقي الجماهير ويقابلونني بكل ود واحترام، ولم أكن أتلقى منهم أية انتقادات، والوحدة كان غائباً عن البطولات منذ فترة طويلة ووالتعاقد مع جهاز فني جديد لا يعني أنه يتوجب على المدرب الجديد الوعد بتحقيق البطولات، لأن الفوز لابد له من استثمار مبالغ كبيرة في شراء اللاعبين والاستثمار في العناصر الشابة، ففي بداية الموسم الحالي تم الاستغناء عن لاعبين تخطوا حاجز الثلاثين عاماً وتم تعويضهم بالمواهب الشابة التي تشكل المستقبل ، واعتمد دائماً في التدريبات اليومية على وجود 8 لاعبين صغار، كما أن مشاركتهم في مباريات فريق 21 سنة ساهمت في فوزه بدوري هذه المرحلة.

أما بخصوص الأجانب لم نجرِ تعاقدات جديدة وفي خلال عامين فقط استبدلنا دينلسون باللاعب المجري جوجاك، وعلى صعيد المحليين تعاقدنا مع طارق الخديم وناصر عبد الهادي فقط مقارنة بأندية أخرى غيرت ما يقارب عشرة لاعبين محترفين ولذلك ما حققه الوحدة نجاح يحسب له.

أبطال آسيا

الجماهير كانت تتمنى مواصلة مشوار الفريق في آسيا.. ما تعليقك ؟

لنسأل جماهير الوحدة منذ كم سنة لم يشارك الفريق في دوري أبطال آسيا؟ ولنسألهم كذلك منذ كم سنة لم يتأهل الفريق لنهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكم عدد السنوات التي مرت من دون فوزه بالبطولة وأعتقد أن ما تحقق أمر جيد وإيجابي بفضل التكاتف والمجهودات الكبيرة التي بذلها الجميع سواء لاعبين أو جهاز فني أو إدارة النادي.

الدوري

ماذا يحتاج الفريق للفوز بالدوري؟

الفريق ينقصه التعاقد مع ظهير أيسر على مستوى عال، حيث عانينا خلال موسمين مع هذا المركز تحديداً ولجأنا إلى تجربة أكثر من لاعب مثل أحمد راشد ومحمد سالم قبل إعارته للعين ومحمد سيف، ومؤخراً الاعتماد على الكوري شانغ وعلى المستوى الهجومي كان لدينا تيغالي الهداف، وكان ينقصنا فقط التوازن ما بين الدفاع والهجوم، واستطعنا تسجيل عدد كبير من الأهداف الموسم الحالي، بينما الموسم الماضي دافعنا بشكل أفضل، وبالطبع لا استطيع التحدث عن كل ما يحتاجه الفريق لأن عقدي انتهى.

عمل جيد

ما هو سبب استبعاد دينلسون ؟

في الموسم الماضي كان الفريق يدافع بشكل أفضل بفضل وجود دينلسون في خط الوسط، إذ قام بعمل جيد بجانب سلطان الغافري، ولكن في الموسم الحالي قررنا المخاطرة لأننا أردنا تطوير الجانب الهجومي والاستفادة من المهاجمين الشباب مثل العكبري وسهيل المنصوري إلا أنه كان ينقصهما الخبرة، وعندما جاء جوجاك ساهم في تطوير الهجوم وسجل 8 أهداف وصنع أهدافاً كثيرة، والعكبري سجل 7 أهداف بخلاف تيغالي الهداف ، ولذلك كان علينا اتخاذ هذا القرار لتطوير الأداء الهجومي ، مشيراً إلى أن فالديفيا كان لاعباً مهماً ومؤثراً في الوحدة ولكنه عانى من الإصابات والغيابات بسبب الانضمام لمنتخب بلاده وهو ما أثر كثيراً على تواجده مع الفريق ،وانا سعيد بما قدمه الرباعي الأجنبي تيغالي وجوجاك وفالديفيا وشانغ .

ما توقعاتك المستقبلية للوحدة ؟

الوحدة قادر على الفوز بكل البطولات وبدوري الخليج العربي على وجه الخصوص سواء الموسم المقبل أو السنوات المقبلة لأنه يمتلك الأساس القوي والمتين الذي يمكنه من تحقيق ذلك فالوحدة نادٍ بطل، ويملك قاعدة كبيرة من الموهوبين تبشر بالإنجازات، ويكفي وجود نحو 10 لاعبين من المواهب الواعدة حاليا تشكل مستقبل النادي المشرق.

موقف

أكد أغيري أن وجهته المقبلة في يد زوجته التي تشارك في تحديد موقفه مستقبلاً، وأنه يحتاج حالياً لفترة راحة، قبل اتخاذ أي قرارات مستقبلة، وأشار إلى أنه دائماً يقوم بالتشاور مع أسرته في مثل هذه القرارات، مشيراً لوجود العديد من العروض أمامه.


21

أكد أغيري أهمية الاهتمام بلاعبي فريق 21 سنة بالوحدة بطل دوري هذه المرحلة السنية حيث يوجد عدد من العناصر الواعدة التي ينتظرها مستقبل كبير وقال: النادي يمتلك قاعدة ممتازة من العناصر الشابة في المراحل السنية المختلفة.

مطر يستطيع مواصلة العطاء

أشاد أغيري بالدور الكبير، الذي يلعبه إسماعيل مطر نجم وقائد فريق الوحدة مع العنابي سواء في الملعب أو خارجه، وأشار إلى أن مطر بإمكانه الاستمرار في الملاعب بشرط امتلاكه الرغبة في ذلك وقال: عامل السن يؤثر في المستوى البدني لأي لاعب، وشخصياً اعتزلت في سن 34، واستمرار اللاعب من عدمه يعتمد على سلوكه وقدراته وإذا كان لديه الرغبة في الاستمرار بإمكانه تحدي الجانب البدني ومواصلة العطاء.

وأكد أغيري أن مطر ساعده كثيراً طوال الفترة التي تولى فيها تدريب الفريق وبشكل مميز للغاية، وأثبت أنه يتمتع بعقلية احترافية ربما تكون غائبة عن عدد كبير من اللاعبين.

وقال: «مطر لاعب محترف بمعنى الكلمة، وقائد حقيقي يتمناه أي مدرب، وعندما حضرت إلى نادي الوحدة والتقيت اللاعبين حرصت على أن يكون أول لاعب أتحدث معه، وطلبت منه مساعدتي على قيادة الفريق واستجاب لطلبي لإدراكه دوره كقائد للفريق، وساعدني كثيراً طوال تلك الفترة، وهو يحظى بحب واحترام الجميع، ويتمتع بأخلاق نبيلة وقمة في الاحترام ولا يقدم أي أعذار، ودائماً يحترم قرارات الجهاز الفني سواء شارك أساسياً أو كان على دكة البدلاء».

عقلية بعض اللاعبين غير احترافية

أكد أغيري، أن الدوري الإماراتي جيد فنيا، ولكنه يحتاج بعض التطوير التنظيمي في ما يخص الأكاديميات، بجانب إظهار اللاعبين لعقلية احترافية أكبر، لأنها تنقص الكثير من اللاعبين، وقال: بعض اللاعبين لا يتعاملون مع كرة القدم بطريقة احترافية، ولا يبدو عليهم الاهتمام إذا خسر الفريق أو فاز (لا مبالاة).

وأضاف: يجب إعداد اللاعبين الصغار في الأكاديميات بشكل احترافي، وشعرت في أحيان كثيرة أن هناك لاعبين لا يدركون لماذا يلعبون، وكيفية التعامل مع الكرة أنها وظيفة، ويعتقدون أنها مثل الكرة التي يلعبونها مع الأصدقاء.

وأضاف: الدوري الإماراتي به عناصر جيدة، ومدربين من أصحاب الأسماء الكبيرة، واللاعبون مطالبون بإدراك أن الكرة ليست مجرد ترفيه، ورغم ان محمد العكبري، موهوب، ويمتلك إمكانات رائعة، ولكنه بدا غير مهتم عندما انخفض مستواه، وهو ما فرض استبعاده من بعض المباريات.