يعتبر خلفان عبدالله حارس مرمى نادي الوصل والمنتخبين الوطني والعسكري الأسبق، أحد أفضل الحراس في تاريخ الوصل والكرة الإماراتية، فهو نجم بزغ في سماء كرة الإمارات وعبق من الزمن الجميل، وتناول في حواره مع «البيان الرياضي» ذكرياته عن الزمن الجميل وأمنياته لمستقبل الكرة الإماراتية ووضع يده على مشكلة المنتخب مؤكداً أن البنية الجسدية للاعبي الأبيض تقف عائقاً أمام وصوله إلى كأس العالم 2018، ومشيراً إلى أن مهدي مدرب المنتخب السابق تعرض للظلم في الفترة الماضية.
وتطرق خلفان عبد الله إلى أمنيات أخرى تخص جيله، ونوه إلى انه يحلم بوجود جمعية لقدامى اللاعبين، وطالب الأندية بتكريم القدامى ليكون حافزاً إيجابياً للأجيال الحالية.
اختلاف
وتطرق خلفان عبد الله إلى الاختلاف بين زمن الهواية وعصر الاحتراف وقال: في زمن الهواية كان حب اللاعب للكرة ولم تكن هناك «ملهيات» أو أماكن لتضييع الاوقات، وكنا نخلص للشعار، وحالياً الاحتراف بات غير مقنن لأننا وُضعنا في الاحتراف ونحن غير مهيئين، لأن الاحتراف لا بد وأن يكون على كافة المستويات سواء اللاعبين والإداريين وغيره، وما ينقصنا هوالانضباط وللأسف تقوم الأندية بدفع أموال طائلة بدون مقابل، وتعيش على الدعم فليست هناك استثمارات أو عوائد خاصة، وحقيقة، تورطنا في الاحتراف، ولا بد من وضع حد للهدر والصرف الزائد والرواتب الخيالية لبعض اللاعبين.
تساؤل
وتساءل خلفان عبد الله قائلا: هل يعقل أن أصحاب بعض المناصب الكبيرة قد لا يحصلون على 1% مما يحصل عليه لاعب الكرة ؟!!، وتابع « لا بد من تقسيم اللاعبين لدرجات وكل له راتب حسب مستواه الفني، وللأسف لدينا التسويق إعلامي أكثر مما نراه في الملعب».
بداية
وتناول خلفان عبد الله بدايته مع الكرة وقال: انتقلت إلى اللعب في الفريج في منطقة أم سقيم، حيث كانت هناك 4 فرق تمارس اللعبة وهي:«جميرا، الشعبية، الحمرية، جمارك دبي»، وكنا نلعب ما يشبه الدوري المحلي في منطقة دبي، وكنت ألعب ضمن صفوف فريق جميرا بصحبة العديد من اللاعبين أمثال عبيد خلفان، ومجموعة شباب سعيد مطر الطاير، وسعيد فاضل المزروعي وكان المسؤول عن الفريق القطب الوصلاوي عبد الله سالم وكانت المنافسة لضمنا كثيرة بين الوصل والنصر، وأبدى عبد الله سالم رغبته في ضمنا للوصل.
وبدأت في فريق 17 سنة على ملعب زعبيل، ولم تكن هناك مراحل سنية في ذلك الوقت، وكنا من أفضل الفرق في إمارة دبي، ثم جاء المدرب الإنجليزي شيبرد وبعده الكابتن زكي عثمان، وتم اختياري للالتحاق بفريق 21 سنة مع مجموعة من الشباب.
أول مباراة
وتابع: أتذكر أول مباراة لي وكانت بين الوصل والوحدة والذي كان يطلق عليه وقتها «فريق أبوظبي»، وأعطاني الكابتن زكي عثمان الفرصة في الشوط الثاني وفزنا 2 ـ 0، ولعبت بجوار الحارس الأساسي حسن الأمير، وبعدها اجتهدت وأكملت مشواري وكان للمدرب رشيد عيسى فضل كبير في صقل موهبتي.
مشوار
وعن مشواره مع البطولات قال: أتذكر نهائي الدوري العام جمعنا بالعين في موسم 80 ـ 81، حيث حصدنا بطولة الدوري واستمر هذا الفريق في تألقه حتى 1992 حيث لم يقل ترتيب الفريق عن الأول أو الثاني.
وتابع: أتذكر بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة موسم 87 ـ 88، ولا أدري حتى الآن كيف حققنا اللقب، حيث كانت مجموعتنا صعبة تضم الشباب والنصر وكلباء والعين، ولعبنا في النهائي ضد العين وكان يضم نخبة من النجوم وتفوق علينا في الشوط الأول 3 ـ 1، وفي آخر 20 دقيقة طرد حسن محمد وزهير بخيت، وأصيب عبد العزيز عبد الله.
وفي الشوط الثاني دفع المدرب بفهد خميس وطلب منا إعطاءه الكرة وفي الدقيقتين 93، و94، سجلنا هدفين في أمر أشبه بالمعجزة وأدركنا التعادل 3 ـ 3، ووصلت المباراة لركلات الترجيح، وسدد الجميع على المرمى ووصلت النتيجة إلى 9ـ 9، وجاء الدورعلي للتسديد، وحاولت الاعتذار وعدم التسديد لكن الحكم رفض وقمت بالتسديد وتعثرت قدمي بالرمال وجاءت الكرة سهلة في يد الحارس، وخشيت أن يقال بأنني أضعت المباراة، وركزت، ونجحت في صد تسديدة على حمد حارب وفي نهاية المطاف فزنا بالمباراة.
وتناول خلفان عبد الله استقراره في حراسة المرمى وقال: بدأت مشواري الكروي باللعب في مركزي الهجوم والظهير الأيمن وبعد ذلك طلبوا مني أن أكون حارساً للمرمى لأنهم وجدوا فيّ قوة الشخصية، والمرونة البدنية حيث كنت أمارس الوثب العالي والجمباز.
البطولة القارية
وعن امكانية وصول الوصل للبطولة الآسيوية قال: يوجد تطور كبير في مستوى الوصل حالياً مقارنة بالأوضاع السابقة فالإدارة الجديدة جلبت الاستقرار للفريق، وقامت بصفقات مميزة من الأجانب، وهناك فرصة كبيرة لوصول الإمبراطور للآسيوية.
أمنية
وتناول خلفان عبد الله أمنية يحلم بها منذ زمن بعيد وهي تكوين جمعية لقدامى اللاعبين، وقال: أطالب جميع الأندية بتكريم اللاعبين القدامى في كافة الألعاب وخصوصاً من قدموا إنجازات للنادي وللدولة، ليكون هذا التكريم دافعاً معنوياً مهماً للاعبين الحاليين، وحافزاً للأجيال على أن يتم عمل جمعية لهم، و«حكومتنا لا تقصر».
برامج
واعتبر خلفان عبد الله أن الوصول إلى المونديال يظل الحلم الكبير، ولكنه أبدى رأيه بصراحةفي «الأبيض» وقال: منتخبنا لن يتمكن من الوصول لكأس العالم حتى 2090 لأن البنية البدنية للاعبيه ضعيفة جداً ولا تؤهلهم لمجاراة اللاعبين الأستراليين أو اليابانيين أو حتى السعوديين، وأي لاعب إماراتي لا يقدر على الاحتراف في الخارج لأن بنيته الجسمانية لا تساعده.
ولا بد من وضع برامج تغذية سليمة وتخصيص أماكن بالأكاديميات للتغذية، واعتقد، وهذا رأيي الشخصي، أن المدرب مهدي، تعرض للظلم مؤخرا لأن المدرب ليس كل شيء، وعلينا ألا نلوم المدربين، لأن البنية الجسمانية للاعبينا ضعيفة وحتى لو استقدمنا مورينيو فلن يفلح الأبيض، كما يجب إعطاء الفرصة لأبناء المواطنات والمقيمين للمشاركة والاختبار، للانضمام للأندية.
اعتزال
أكد خلفان عبد الله أنه اعتزل في موسم 92 ـ 93، واتجه إلى التدريب اعتباراً من موسم 91، وأشار إلى انه يعمل حالياً مساعد مشرف الحراس مع الجزائري المخضرم ياسين بن طلعت، ومشرف على مدرسة الكرة.
غياب الانضباط الإداري
أكد خلفان عبدالله أهمية تطبيق مبدأ «الثواب والعقاب» لتقويم سلوكيات بعض اللاعبين، موضحاً أن المخالفات المتكررة التي تقع من بعض اللاعبين تعكس غياب الانضباط الإداري، ووجود محاباة، ولا بد من العقوبة حتى لا يتمادى اللاعب، وقال: للأسف معظم انتماء هؤلاء اللاعبين للنادي وليس للمنتخب.
لا خوف على حراسة الإمبراطور
نفى خلفان عبدالله أن تكون حراسة المرمى بالوصل معرضة للخطر بعد رحيل عدد من المميزين، مؤكداً أن الوصل مدرسة في إخراج الحراس ومليء بالمبدعين الشباب منهم، وقال: الوصل لا يفرط في حراسه الجيدين، ورحيل أي حارس لا يؤثر في الإمبراطور، حيث رحل كثيرون أمثال ماجد ناصر، وديدا، وراشد علي، ولكن ظهر آخرون جيدون، فالوصل لديه القاعدة لسد احتياجات النادي لعشر سنوات مقبلة.
وتابع: يوسف الزعابي من الحراس الجيدين لكنه خضع لعمليتين في الرباط الصليبي وحميد عبدالله، ممتاز .
أولياء الأمور وراء ندرة الحراس
أكد خلفان عبدالله أن السبب في ندرة حراس المرمى يعود إلى أن أغلب أولياء الأمور لا يرغبون في أن يلعب أبناءهم في هذا المركز ويفضلون مركز المهاجم، وقال: رغم أننا نعطي مكافآت للحراس بصورة خاصة في الوصل عكس باقي اللاعبين، إلا أن أولياء الأمور يرفضون مشاركة أبنائهم في حراسة المرمى، لذا من الطبيعي أن يكون هناك شح في الحراس الجيدين، ونشكر مجلس دبي الرياضي على برنامج حارس المستقبل، لكن هذه الأمور لا تحل المشكلة، ولا بد من مشاركة الحراس الناشئين.
إدارة بالهول سر الاستقرار
أكد خلفان عبد الله أن حالة الاستقرار التي يمر بها نادي الوصل تعتبر أمراً جيداً حيث سبق وأن تغيرت العديد من الإدارات، وقال: الإدارة الحالية التي يقودها راشد بالهول هي الأنسب للنادي وهي تتماشى مع منظومة الوصل، كما أن تجديد عقد المدرب أمر إيجابي لأنه يملك سيرة ذاتية قوية، والإدارة الحالية جلبت الاستقرار للفريق وتوجد مؤشرات إيجابية ونتمنى لهم التوفيق، وقد نحتاج إلى بعض المراكز في الدفاع والوسط واستقطاب مهاجمين مواطنين وليسوا أجانب.
وعن رأيه في الأجانب الموجودين حالياً، قال: أتمنى بقاء ليما وكايو والوصل يحتاج إلى مهاجم صريح ذي بنية قوية مثل ماكيتي ديوب، وتحتاج كذلك إلى صانع ألعاب.


