مدرب فخر أبوظبي في حوار مع « البيان الرياضي»

إريك غيرتس: تدريب الجزيرة تحدٍ جديد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طوى نادي الجزيرة "فخر أبوظبي"، ملف الموسم الماضي، الذي خرج منه خالي الوفاض من جميع البطولات التي شارك فيها، وأعاد ترتيب البيت مبكراً، استعداداً للموسم الكروي الجديد الذي يتطلع فيه للعودة إلى منصات التتويج التي تذوق الفريق طعمها من قبل، ولكنه غاب عنها على مدار الموسمين الماضيين، ولتحقيق ذلك، قام بالاستغناء عن مدربه الإيطالي السابق والتر زنغا، وتعاقد مبكراً مع المدرب البلجيكي إريك غيرتس، الذي يمتلك رصيداً كبيراً من الإنجازات مع الفرق التي سبق له تدريبها، بدأ غيريتس مشواره التدريبي موسم 92 في ناديه السابق ستاندر دو لييج البلجيكي لموسمين، وانتقل بعدها إلى لييرس في 1994، وهناك قضى مواسم صعبة في البدايات، قبل أن تصقله التجربة ويصبح الفريق أحد الأقوياء في بلجيكا، بعد أن كان فريقاً يبحث فقط عن حلم البقاء في دوري الأضواء بين أندية الشهرة، ولم يكتفِ إيريك بهذا، بل ختم مشواره مع النادي بتتويج تاريخي للفريق بإحرازه للدوري البلجيكي في 1997.

بعد التألق مع لييرس اشتهر في بلجيكا، ليتعاقد معه النادي الأكبر إف سي بروج في 1997. وفي الموسم الأول استطاع إيريك منح الفريق الدوري البلجيكي وكأس السوبر قبل أن يتقدم باستقالته في موسمه الثاني.

بعدها ذهب غيريتس إلى النادي الذي صنع معه الإنجازات، وهو فريق أيندهوفن الهولندي، وفي أول تجربة له خارج بلجيكا كمدرب. مع إيندهوفن لم تخلُ بصمة إيريك السحرية، وفاز مع الفريق خلال موسمين فقط بالدوري الهولندي، بالإضافة إلى كأس السوبر الهولندية مرتين متتاليتين، وبهذا يكون إيندهوفن الفريق الأفضل لغيريتس كلاعب ومدرب.

والآن بعد مرور حوالي شهرين عن توليه المهمة مع فخر أبوظبي، كان «للبيان الرياضي» السبق لإجراء حوار مطول مع البلجيكي غيريتس لنتعرف إلى انطباعاته عن فريق الجزيرة وطموحاته مع الفريق وتصوراته لشكل المنافسة في الموسم الجديد، إلى جانب بعض الموضوعات الأخرى المنوعة، وكان حصاد ذلك الحوار ما يلي:

فريق كبير

بعد مرور حوالي شهرين على توليك المهمة مع فريق الجزيرة. ما هي انطباعاتك عن الفريق؟

أنا أعلم أن نادي الجزيرة نادٍ كبير وله تاريخ عريق، وحقق العديد من الإنجازات في السابق ، ولكن الموسم الماضي كان موسماً صعباً عليه، لأنه لم يحقق بطولات، ولذلك قبلت مهمة تدريب الفريق، والآن بعد مرور شهرين على تولي المسؤولية، أؤكد أني سعيد للغاية لوجودي في أبوظبي مع فريق الجزيرة، كما كنت سعيداً في قطر مع فريق لخويا، ولكن كما تعلم فإن الحياة لن تكون جميلة والسعادة مكتملة ما لم ينجح الفريق في تحقيق نتائج إيجابية، وأنا أعلم يقيناً أن الجزيرة فريق كبير كما سبق الذكر ومتعطش للبطولات، وهذا هو هدفي معه في هذه المرحلة.

أنت تعلم أن الجزيرة تعاقد معك وهدفه منصات التتويج، هل تعتقد أنك قادر على تحقيق ذلك الأمر؟

طوال مشواري التدريبي خلال العشر سنوات الماضية، كنت قادراً على تحقيق النتائج مع الفرق التي دربتها، سواء في هولندا أو السعودية أو قطر، وأعتقد أني سأستطيع أن أواصل ذلك مع فريق الجزيرة، وتحقيق أفضل النتائج، ليعود الفريق لمنصات التتويج، خاصة أن الفريق يمتلك عناصر رائعة من اللاعبين المميزين، أعمارهم مناسبة، ومستواهم المهاري جيد، سواء كلاعبين أجانب أو مواطنين.

كرة القدم.. حياتي

هل تعتقد أن قبولك المهمة مغامرة وتحدٍ بالنسبة لك؟

كرة القدم.. هي حياتي، ودائماً أقبل التحديات، فمن قبل قبلت التحدي في بلدي وفي كل مكان دربت فيه مع جميع الفرق التي دربتها في كل مكان في العالم، والتي كان آخرها قطر مع فريق لخويا، وبالتالي، فإن قبولي مهمة تدريب الجزيرة، هو تحدٍ جديد، وهدفي تحقيق البطولات معه لكسب ذلك التحدي الجديد معه.

فكر المدرب.. الأهم

هل استوعب اللاعبون فكرك التدريبي، وهل كان هناك صعوبة لاختلاف الأسلوب؟

لدي القدرة على التدريب، كما أنه لدي القدرة على التفاهم مع اللاعبين الذين أدربهم من خلال توصيل المعلومات بأسلوب سهل وغير معقد، ومما لا شك فيه، أن النجاح في عملية التدريب ليس بطريقة المدرب، ولكن بطريقة اللاعبين وقدرتهم على استيعابهم للفكر التدريبي له، وخلال الفترة الماضية، كان هناك جزء من العمل مرتكز على الجانب البدني الذي يعد عاملاً مهماً في تنفيذ الجوانب الفنية والتكتيكية لفكر المدرب، وأعتقد أن اللاعبين وصلوا لمرحلة كبيرة من ارتفاع معدلاتهم البدنية، وأصبحوا جاهزين لتنفيذ الفكر التكتيكي الذي يساعدهم لتطوير مستوياتهم لتنفيذ طرق اللعب المختلفة لتحقيق النتائج الإيجابية المطلوبة.

غياب الدوليين.. مؤثر

كما هو معروف أن الجزيرة يغيب عنه عد كبير من اللاعبين الدوليين لالتحاقهم بالمنتخبات الوطنية. هل كان لذلك الغياب تأثير؟

من المؤكد أن غياب العدد الكبير من اللاعبين الدوليين يؤثر بنسب متفاوتة في عملية الإعداد، ولكن الحقيقة، فإنني سعيد بوجود هذا الكم الكبير من اللاعبين في المنتخبات المختلفة، وهذا دليل على ارتفاع المستوى الفني لهم، وهذا يعد عاملاً مساعداً في سرعة تأقلمهم مع زملائهم بعد العودة، وإضافة لذلك، فإن غيابهم أتاح الفرصة أمامي لمعرفة مستويات باقي اللاعبين الذين حرصوا على التمسك بتلك الفرصة لإثبات وجودهم، وهذا يعد مكسباً كبيراً للفريق.. وعموماً فإنه دائماً تكون الأسبقية للمنتخبات الوطنية، وتمثيل اللاعب لبلده شرف كبير يتمناه أي لاعب.

بديل برادة سيكون إضافة

هل تعتقد أن رحيل المغربي عبد العزيز برادة سيكون له تأثير في الفريق؟ وهل البديل سيكون قادراً على تعويض غيابه؟

بالنسبة لعبد العزيز برادة، فهو لاعب مميز، وعند حضوري كان يفكر في الرحيل، وحاولنا معه، ولكنه فضل خوض التجربة مع فريق مارسيليا الفرنسي، لذلك لم نقف في طريقه، وتحدثت في ذلك مع الإدارة وتمت الموافقة، وكان هدفنا التعاقد مع لاعب يكون قادراً على تعويض غيابه، وفي نفس المستوى، وبالفعل تم التعاقد مع اللاعب الأرجنتيني مانويل لانزيني، وهو لاعب جيد، ومن المؤكد أنه سيكون إضافة للفريق.

موسم صعب

ما تصوراتك للموسم الكروي الجديد؟

سيكون موسماً صعباً، والمنافسة فيه ستكون قوية وشرسة، خاصة أن جميع الفرق استعدت جيداً، ودعمت صفوفها بلاعبين مميزين، أجانب ومواطنين، ولكن بالنسبة لي، فإنني أعطي كل تفكيري وتركيزي مع فريقي لإعداده بصورة جيدة، وتجهيزه لموسم بصورة سليمة، بهدف تحقيق أفضل النتائج.. ولتحقيق ذلك، علينا التركيز حتى الدقائق الأخيرة في الموسم لتحقيق هدفنا.. وعموماً، لا أفضل الحديث عن الفرق الأخرى، ودائماً أفضل أن يكون تركيزي مع فريقي وعملي معه، وفي نهاية الموسم، سيكون التقييم أكثر واقعية لمستويات الفرق.

اختبار حقيقي

يرى المدير الفني لنادي الجزيرة، أن مشاركة المنتخب الوطني في كأس آسيا هي الاختبار الحقيقي لتأكيد طفرة وتطور المنتخب، وهو قادر على الوصول لأبعد مدى في المنافسة، خاصة أنه استعد جيداً، ويضم النخبة من اللاعبين المتجانسين، ومشاركته في كأس الخليج إعداد جيد. وعن مستوى مونديال البرازيل،

قال غيريتس إنه كان متفاوتاً، ورجحت كفة المنتخبات الأوروبية، واستحق المنتخب الألماني اللقب عن جدارة، لتميزهم بالتكوين الجسماني القوي، وارتفاع معدلاتهم البدنية، وامتلاكهم لعقلية احترافية.

مسيرة

اللعب مع الكبار

في عام 2002، درب غيريتس فريق كايزر سلاوترن الألماني الذي كان آنذاك في الدرجة الأولى الألمانية، هناك قدم إيريك للفريق دفعة معنوية، وأصبح ينافس الكبار ووصل للمركز الرابع. في عام 2004 انتقل إيريك إلى نادي فولفسبورغ الألماني الذي لم تكن مسيرته معه ناجحة، فانتقل إلى تركيا وإلى النادي الأبرز هناك نادي غلطة سراي في 2005. فحقق معه الدوري التركي في أول موسم.

في عام 2007 ترك إريك الفريق التركي واتجه إلى فرنسا ليتولى قيادة دفة نادي أولمبيك مارسيليا خلفاً لألبير إيمون الذي ترك لإريك مسؤولية كبيرة، فقد كان ترتيب الفريق 19 في الجولة 13 في المركز الـ 19، ولكنه قاده إلى المركز الثالث في نهاية الموسم والتأهل لدوري الأبطال!

في أبريل 2009، وقع اريك غيريتس عقداً مع نادي الهلال السعودي للإشراف على الفريق بدءاً من شهر يوليو من العام نفسه. وحقق معه الدوري السعودي في 2010، وحقق أيضاً بطولة كأس ولي العهد، وذلك بعد أربعة أسابيع تقريباً من حصوله على بطولة الدوري السعودي.

ووقع مع الجامعة المغربية لكرة القدم أثناء تدريبه لنادي الهلال، ولكنه لم يوفق معه. لذلك تم فسخ العقد مع الجامعة المغربية بعد الخسارة التي مني بها الفريق الوطني المغربي يوم 9 سبتمبر 2012.

في 9 أكتوبر 2012 تعاقد معه نادي لخويا القطري وحقق معه كأس سمو ولي العهد 2013، ووصل بالفريق للدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا، وأخيراً كانت محطته الحالية مع نادي الجزيرة فخر أبوظبي.

فرصة

العين أقوى من الهلال

أكد غيريتس مدرب الجزيرة، أن فوز العين على الاتحاد السعودي، ومقابلته فريق الهلال السعودي المباراة المقبلة، أنه من خلال المستوى الذي قدمه العين في مباراتيه أمام الاتحاد السعودي، جاهز تماماً، وفرصته أفضل من الهلال، خاصة أن العين استعد جيداً للبطولة، ولياقة لاعبيه البدنية مكتملة، والتجانس واضح، ويمتلك لاعبين مميزين، وبالتالي، فحظوظه أقوى من فريق الهلال السعودي، ولكن هذا لا يمنع أن المواجهة ستكون قوية، وهذا يتطلب تركيزاً تاماً من العين في المباراة.

Email