كشف المحترف المغربي ادريس فتوحي لاعب فريق عجمان عن دخوله عالم الاحتراف في كرة القدم بفضل برنامج تلفزيوني يعنى باكتشاف الموهوبين في كرة القدم حيث شكل وجوده في هذا البرنامج قبل 7 سنوات نقطة التحول الحقيقية التي قادته للعب في فرنسا وعمره لم يتجاوز الـ 17 عاما ومن فرنسا بدأ تألقه ليكون أحد العناصر الأساسية في المنتخبات السنية حتى أصبح قائدا لمنتخب بلاده في اولمبياد لندن 2012.
وقال فتوحي في حوار مع "البيان الرياضي" ان انتقاله من الدوري الفرنسي لدوري الامارات يعود في الأساس للسمعة الطيبة التي يعلمها عن دولة الامارات وللنصائح التي قدمها كل من لعب في الامارات من زملائه اللاعبين المغاربة خاصة الذين ارتبطوا بفريق عجمان، وقال فتوحي ان دوري الامارات معروف بتوافد النجوم العالميين اليه .
مما كان له الأثر الكبير في شهرته ورفع مستوى اللاعبين المواطنين فيه، وتحدث فتوحي المرتبط بعقد مع عجمان لعامين ونصف عن فترته الحالية مع "البرتقالي" ورأيه في دوري هذا الموسم وتحفظ على الاجابة عن تراجع المنتخب الاول المغربي مؤكدا على ان نتائج منتخب المغرب في الفترة الأخيرة أصبحت علامة استفهام كبيرة.
كيف بدأمشوارك الكروي؟
بدأت الكرة في المغرب كأي شاب وكنت أحب الكرة بشغف ودخلت مدرسة الوداد البيضاوي وهو من الفرق المغربية الشهيرة ويكاد يكون أفضل فريق في المغرب وكان عندي 5 سنوات، وبعد انضمامي للوداد كنت أحرص على مشاهدة برنامج تلفزيوني أشبه ببرنامج "ستار اكاديمي" .
ولكنه كان مختصا بالكرة واكتشاف اللاعبين الموهوبين في عمر مبكر وتقدمت للمشاركة في البرنامج في عام 2006 وفزت فيه فكان ذلك نقطة تحول أساسية في حياتي جعلتني أركز أكثر في الكرة وبدأت أبحث عن احتراف خارجي وسافرت لفرنسا وبدأ مشواري في دوري الدرجة الاولى الفرنسي مع فريق يوهافر وقضيت معه 3 سنوات وبعد هذه الفترة انتقلت لفريق ايستر الفرنسي أيضا ومن بعد ايستر حضرت للاحتراف هنا في الامارات مع عجمان.
لماذا لم تعد لناديك الوداد بعد الاحتراف في فرنسا ؟
لم أعد للوداد بعد الاحتراف في فرنسا وهذا لا يعني انني نسيت الوداد فالعودة اليه حتمية وأنا أضع في تفكيري العودة للوداد في أي وقت فهو النادي الذي لن انساه لأن له فضل كبير علي في مشواري مع الكرة، ورغم ان نقطة التحول الاساسية التي قادتني للاحتراف في فرنسا كانت البرنامج التلفزيوني لكني لا انسى الوداد فقد وجدت فيه النصح من لاعبين كبار ومدربين أكفاء وهو الفريق الذي أعشقه منذ أن كنت صغيرا,
هناك لاعبون مغاربة كثيرون لعبوا لعجمان مثل محمد بالرابح لاعب الوداد، هل زاملته في فريق الوداد ؟
أعرف محمد بالرابح ولكني لم ألعب معه ولعبت مع شقيقه الأصغر في المنتخب الأولمبي المغربي، وسمعت من بالرابح حديثا طيبا عن فريق عجمان وعن دوري الامارات والنظام السائد فيه.
أحكي لنا عن مشوارك مع المنتخبات المغربية ؟
شاركت مع المنتخب الاولمبي المغربي وأصبحت قائدا للمنتخب وكانت آخر مشاركاتي مع المنتخب الاولمبي المغربي في اولمبياد لندن 2012 وكنت قائدا للمنتخب فيها في 3 مباريات والآن أكملت 23 عاما بعد انتقالي لعجمان
ماذا كنت تعرف عن دوري الامارات قبل حضورك من فرنسا ؟
بعد حضوري للامارات اكتشفت الدوري الاماراتي عن قرب ووجدت كل ترحيب من نادي عجمان ولفت نظري النظام الموجود لمنظومة كرة القدم عموما في الدوري الاماراتي والشهرة الكبيرة التي يتمتع بها الدوري في الامارات وفي عجمان شعرت بأني قريب جدا من النادي بعد الترحيب والمعاملة المثالية من كل اسرة النادي وانعكس ذلك على الناحية النفسية لي وجعلني أسعى لتقديم أفضل ما عندي والحمد لله من أول مباراة استطعت تقديم ما يرضيني ويرضي نادي عجمان وأتطلع لتقديم أفضل من ذلك في بقية مشواري مع الفريق.
وقبل انتقالي لعجمان كنت اعرف القليل عن دوري الامارات واشاهد احيانا بعض المباريات واتابع زملائي اللاعبين المغاربة وكنت اعرف ان دوري الامارات له صيت وشهرة كبيرة بعد توافد نجوم عالميين للعب فيه كما ان كرة الامارات فيها لاعبين مواطنين موهوبين تجعل كل شخص مهتما بالكرة يتابعهم والحمد لله الدوري الاماراتي مستواه اكثر من جيد.
كيف جاء انتقالك لعجمان وأنت لاعب في دوري معروف مثل الدوري الفرنسي ؟
أكثر ما جعلني قريبا من عجمان ودفعني للتعاقد مع النادي بلا تردد، وكيل اللاعبين أحمد شليضة فهو عكس لي صورة حقيقية عن حسن التعامل والراحة النفسية التي يمكن أن اجدها في عجمان وحدثني عن كل شيء في النادي، عن الادارة والمدرب واللاعبين وكان حديثه صادقا فقد حضرت ووجدت صدقا في كل كلمة قالها لي وشعرت بانني اخترت الفريق المناسب لبداية مشوار احترافي الامارات وايضا اللاعبون المغاربة الذين لعبوا في عجمان حدثوني عن كيفية التعامل في النادي .
وكانت نصائحهم أيضا جزء من اقتناعي بالتعاقد مع الفريق فقد حدثني محمد بالرابح وطارق السيكتيوي وعبد الحق العريف وسعيد خرازي وجميعهم تحدثوا بكل خير عن دوري الامارات وعن عجمان وعن الحياة عموما في دولة الامارات وكل منهم يحمل في ذاكرته مواقف جيدة تشجع أي لاعب للانتقال للعب في دوري الامارات والعيش في هذه الدولة التي يتمتع كل مقيم فيها بحسن المعاملة والراحة النفسية.
وبطبيعة الحال لدي اتصالات مستمرة مع كل زملائي اللاعبين المغاربة الذين لعبوا في الامارات من قبل حضوري لعجمان وفي كل مرة كنت أسمع مواقف جيدة عن الامارات وانا محترف في فرنسا وعندما جاءني عرض عجمان لم اتردد كثيرا في قبوله.
هل تعتبر انتقالك لعجمان محطة للذهاب مرة ثانية إلى اوروبا ؟
هدفي مع عجمان تقديم افضل ما عندي واذا جاءني عرض آخر من اوروبا سواء من فرنسا أو غيرها فالرأي هنا لنادي عجمان وبعد ذلك احدد رأيي أنا، فالاحتراف علمني احترام تعاقدي مع الفريق الذي العب له، ونادي عجمان بالذات لم يقصر معي ويعاملني معاملة راقية وانا ملتزم بتعاقدي معه واي عرض جديد سيكون عن طريق نادي عجمان.
لفت نظري لاعبين كثيرين في دوري الامارات، وانا كنت معجبا جدا باللاعب ابوتريكة منذ ان كنت لاعبا صغيرا في الوداد وسعدت جدا برؤيتي له في دوري الامارات واعجبني أيضا عمر عبد الرحمن لاعب العين وهو لاعب صاحب مستوى ومهارة عالية ويتمتع بأخلاق عالية.
وجود والدك معك في مشوار الاحتراف هل هو جزء من نجاحك الفني واستقرارك النفسي سواء في فرنسا أو الامارات ؟
والدي لديه اهتمام بالرياضة ويعمل ضمن الطاقم الفني لمدرسة الوداد وهو متقارب معي ويذهب معي الى أي وجهة، وعندما جاءني عرض عجمان حرص على التواجد معي وظل يقيم معي بعض الوقت وأكد لي بعد تعرفه أكثر على المسئولين في نادي عجمان انني اخترت الفريق المناسب ووجدته مرتاحا من الناحية النفسية كما هو حالي انا ووالدي يعتبر من الكشافين للاعبين الموهوبين في فريق الوداد.
وفي فرنسا لم يكن وكيل اعمالي ولكنه مثل أي أب مشغول بأبنه ويحاول الاطمئنان عليه زيادة على انه لديه اهتمامات بكرة القدم ويقدم لي نصائحه كأب وكعارف بتفاصيل الكرة وتهيئة المناخ الملائم للاعب كمحترف خارج بلده ووجوده معي سواء في فرنسا أو في الامارات جزء من الراحة النفسية التي تجعلني أقدم أفضل ما عندي، لا سيما وأنا لا زلت لاعبا صغيرا في العمر، فقبل كل مباراة أو بعدها أجد منه النصائح التي اريدها في الوقت المناسب.
كيف ترى مستواك حتى الآن مع فريق عجمان ؟
لا اقدر على تقييم مستواى في عجمان واترك الحكم للمتابعين في الدوري.
المنتخب المغربي علامة استفهام كبيرة
أوضح ادريس فتوحي انه لا يستطيع الحديث كثيرا عن المنتخب المغربي ولكن اذا اخذنا لاعبي المنتخب كافراد نجدهم لاعبين مميزين لا تتناسب نتائج المنتخب مع امكانياتهم كمحترفين كبار في الفرق الاوروبية والدوريات العربية الشهيرة والأكيد كل شخص محتار في عدم تناسب مستوى ونتائج المنتخب مع هؤلاء اللاعبين.
فمنذ 2004 لم نشاهد المنتخب المغربي بمستوى مقنع ولا أستطيع تحديد سبب ذلك سواء كان من المدربين أو اللاعبين ويبقى الأمر علامة استفهام كبيرة لا يحلها الا المختصون الفنيون والقريبون من المنتخب المغربي وكل ما اتمناه ان تعود الكرة المغربية كمنتخب أول لسابق مستواه المعروف.
لا سيما والمنتخب الاولمبي المغربي وصل قريبا لدورة الالعاب الاولمبية في لندن 2012، ووضعي كلاعب لا يجعلني مؤهلا للاجابة على سبب نتائج المنتخب المغربي فمدرب المنتخب نفسه رشيد الطاوسي لم يجب عليها وهذا يؤكد ان المنتخب أصبح علامة استفهام كبيرة.
تأثرت بجيل رشيد الداوودي في الوداد
قال ادريس فتوحي انه تأثر باللاعب رشيد الداوودي الذي كنا نعتبره في تلك الفترة ونحن كلاعبين صغار كأب وقدوة يتمنى كل لاعب الوصول لمستواه وجميع جيل الداوودي كانوا ينصحونا لتطوير مهاراتنا واعجابي بالرشيد الداوودي نابع من مهارته العالية فهو كانت لديه قدم يسرى تسمى القدم الذهبية في المغرب ومعروف بتسديداته القوية، والتأثر به كان جزءا من تعلمي الكرة والمهارة.
وأشار إلى ان نادي الوداد عاش فترة ذهبية أيام رشيد الداوودي ونجح الفريق في الفوز بكأس افريقيا للاندية الابطال عام 1992، مؤكدا على ان الوداد يعتبر مدرسة كروية بحق وحقيقة في المغرب لما يتميز به النادي من منظومة عمل في اكتشاف اللاعبين الموهوبين الذين وضعوا بصماتهم عبر الحقب المختلفة من السنوات.

