على مدى 3 سنوات نجح الحكم الدولي الأردني الأسبق عمر بشتاوي في تأدية مهمته كمدير فني للجنة الحكام في اتحاد كرة القدم، حيث قاد مسيرة تجديد الدماء والهبوط بمعدل السن بما يقارب المعدل القاري، والدفع بعناصر شابة موهوبة يتوقع لها مستقبل باهر خلال السنوات المقبلة، ووصل التحكيم الاماراتي إلى التصنيف الأول الآسيوي للمرة الأولى وما اتبع ذلك من زيادة عدد حكام القائمة الدولية، كما التزم بتطبيق سياسة الحزم والانضباط ما أدى إلى سعي البعض لافشال مهمته كما يقول، حتى وصلت قناعته إلى إنهاء مهمته بالاستقالة ليخسر التحكيم كفاءة مشهودا لها، وقبل أن يغادر عائدا إلى موطنه خلال الايام القليلة المقبلة خص "البيان الرياضي" بحوار يسرد من خلاله مسيرة العمل خلال السنوات الثلاث ويشرح الأسباب الحقيقية لتقديمه استقالته والعديد من محطات العمل على مدى هذه السنوات من خلال الحوار التالي:
لماذا تقدمت باستقالتك من عملك كمدير فني للجنة الحكام؟
تقدمت باستقالتي لظروف خاصة بي، حيث أبديت رغبتي في عدم الاستمرار لرئيس الاتحاد والأمين العام، وحاولا اثنائي عن هذه القناعة التي وصلت لها بعد طول تفكير، متمنيا للكرة الاماراتية التوفيق، وتحقيق مزيد من النجاح خلال السنوات المقبلة فى ظل تطبيق سياسة العمل المؤسسي والاحترافية في الأداء الإداري والفني لمختلف الانشطة ومنها التحكيم بالقطع.
سر جديد
ولكن يقال إن سبب الاستقالة يعود إلى التغيرات القائمة في لجنة الحكام؟
على الاطلاق فأنا أكن كل تقدير للأخ العزيز محمد عمر رئيس لجنة الحكام الجديد، الذي يعتبر صديقا أحترمه وأقدره، وكذلك ومن سبقه من الكفاءات التحكمية والادارية، وأكشف لك سراً بتقديمي الاستقالة 3 مرات خلال السنوات التى عملت، منها مرتان رسميا ومرة شفهيا وكانت ترفض، وأقول لك إن عمل اللجنة لم يكن مجرد عمل فردي يحسب لشخص، ولكنه عمل جماعي يدار بنظام مؤسسي، ولعل هذا سر من أسرار النجاح الذي حققناه خلال السنوات الماضية، بفضل الدعم اللامحدود من رئيس الاتحاد الأسبق محمد خلفان الرميثي الذي أكن له كل تقدير واعتزاز وكان داعما قويا للعمل التحكيمي، ولابد من توجيه الشكر للرئيس الحالي يوسف السركال الذي يعتبر من أسرة التحكيم ومن كل قلبي أتمنى له النجاح محليا وآسيويا.
مسيرة ممتعة ومتعبة
كيف ترى مسيرة العمل خلال السنوات الثلاث؟
كانت مسيرة ممتعة ومتعبة في الوقت نفسه، حافلة بالعديد من التحديات، وسرنا باستراتيجية خاصة، ووضعنا خارطة طريق محددة توضح لنا كيفية السير في طريق النجاح، حيث حددنا أهدافنا من البداية من خلال اختصار معدل سن الحكام، ومع بداية مهمتي كان معدل السن حوالي 38 سنة لحكم الدرجة الأولى وهو معدل مرتفع للغاية، فكانت خطتنا بمنح الفرصة لعدد من العناصر الشابة والسعي بكل قوة لتجديد الدماء، مما وضعنا في مواجهة مع عدد من الحكام القدامى، وسرنا في طريقنا حتى وصل معدل السن الآن إلى 28 سنة، وكنا نخطط إلى وصوله إلى 25 سنة وفق المعدلات المطلوبة دوليا وقاريا، وأتمنى أن تتواصل هذه السياسة لأنها الطريق الصحيح لاستمرار تميز حكام الامارات.
ولكن التحكيم افتقد عناصر الخبرة مما أحدث نوعا من الاهتزاز في الأداء اشتكت منه الأندية؟
تجديد الدماء يلزمه بعض التضحيات، والإمارات تملك عددا من الكفاءات الشابة التي لا ينقصها سوى الدعم المعنوي من كافة عناصر اللعبة، وخلال الفترة الماضية قدمنا 16 حكما دوليا، ومن بين 7 حكام ساحة يوجد 5 عناصر شابة وعنصران خبرة، ومن بين 9 مساعدين دوليين يوجد 5 عناصر شابة والباقي من أصحاب الخبرة، وقدمنا 15 حكما شابا للدرجة الأولى والعديد من العناصر التي تعبنا في إعدادها بمختلف الدرجات، حتى وصل لدينا 75 حكما في سن من 18 حتي 25 عاما، ووصلت قاعدة التحكيم الى 260 حكما، ولأول مرة يحكم مباريات الأولى حكام من الدرجتين الثانية والثالثة وبتميز، واختصرنا طريق الترقي للمواهب على سبيل المثال محمد أحمد يوسف وأحمد الراشدي ويعقوب الحمادي، كانوا من الحكام المستجدين في عام 2009 والآن بعد مضي 3 سنوات من أفضل حكام الأولى، وطبعا عنصر الخبرة متواجد ولكن للأكفأ والمتميز.
حماس في العمل
العناصر المساعدة لك اشتكوا من كثرة العمل؟
ضحك بشتاوي وقال الجميع عمل بحماس كبير من أجل الارتقاء بقضاة الملاعب صحيح تعبنا كثيرا وعملنا طوال الأسبوع حتى في العطلات، ولكن تذوقنا حلاوة النجاح وهذا الأهم، يكفى القول إننا كنا أقمنا 5 دورات حكام مستجدين بعد أن كانت دورة واحدة سنوية، وأصبحت محاضرات التحليل على مدار معظم الاسبوع لمختلف الدرجات، وأصبح لدينا 18 مقيّما للحكام، ولأول مرة يتم تقييم حكام المراحل السنية، وأصبح لدينا دليل حكام وكتيب قانون على مستوى عال تطلبه الدول بالاسم، وكتيب قانون مصور للمرة الأولى عربيا، عملنا باجتهاد كبير فى ملف التصنيف حتى حققنا النجاح بتصعيد تصنيف لجنة الحكام إلى المرتبة الأولى قاريا، كما أصبح عملنا يدار الكترونيا من تقارير ومخاطبات وتحليل وحلقات نقاش، يكفي شهادة أجاوا مدير دائرة الحكام خلال زيارته الأخيرة والتى تعتبر وسام نعتز به، وقال سنطلب من دول القارة تبادل أفكار التطوير معكم، أظن أي جهد أمام هذا النجاح لابد أن يتوارى.
*يقال إنك حازم زيادة عن اللزوم مما أوقعك في صدام مع الحكام؟
نعم أنا جاد في عملي وطباعي عسكرية، ليس في عملي وحسب ولكن في بيتي ومع أولادي أيضا، ولكن منذ قدومي إلى الامارات خفضت درجة جديتي في العمل حوالي 30%، حتى يسير العمل بشكل جيد، ودعني أقول شيئا مهما، بشكل عام العمل الفوضوي لا يؤدي إلى نجاح، ورضا الناس غاية لا تدرك، المهم قناعاتي الشخصية وعمل حساب للخالق في عملي، هناك من اتهمني بالمجاملة ولم أر أنني جاملت شخصا من الممكن أن يفشل عملي، نعم أخذنا بيد مواهب صغيرة وأوصلناها للطريق الصحيح، وشرحت لك نماذج منهم هل هذه تعتبر مجاملة، هل اركز في تأدية عملي مع حكم تجاوز عمره 44 سنة أم أركز على العناصر الشابة التي تعطي للتحكيم الاماراتي لمدة 15 سنة مقبلة، هل هذه تعتبر مجاملة، لقد حاول البعض افشال مهمتي ولكني لم التفت ورائي لأني أسعى للنجاح وترك بصمة مميزة في عملي، يا عزيزي أنا خارج من عملي وأنا راض تماما عن مسيرتي فيه وسعيد كذلك بما تحقق من نجاح.
ما الشيء الذي لم تستطع تحقيقه في العمل؟
كانت أمنيتي أن نقيم أكاديمية للحكام الواعدين، لها نظام ساعات محددة ومباريات موجهة وتساهم في تخريج حكام واعدين ويكون الترشيح لحكام النخبة في عام 2015 من بينهم، وأتمنى من الإخوان التحمس لها، لأنها ستساعد على إبراز مواهب متميزة صغيرة السن للسنوات المقبلة.
وصايا مهمة
ماذا توصي أعضاء لجنة الحكام الجديدة قبل مغادرتك البلاد؟
أتمنى لهم التوفيق والنجاح، والاستمرار في التركيز في الأعمال الفنية التي من شأنها ان تثبت التحكيم الاماراتي في المرتبة الاولى آسيويا، السعي إلى وجود محاضرين أكفاء لعمل برامج التحكيم، وبرامج الواعدين والاستمرار في سياسة الدفع بالعناصر الشابة الموهوبة فهي المستقبل، واتمنى التوفيق للحكم الدولي علي حمد وطاقمه المساعد بتحقيق إنجاز الصعود إلى مونديال البرازيل المقبل.
ماهي محطتك المقبلة؟
خلال الايام الماضية تلقيت اكثر من عرض للعمل، منها عرضان من اتحادات لتولي مسؤولية لجنة الحكام بهما، وعرضان من محطات تلفزيونية لكي أتولى مهمة تحليل أداء الحكام خلال البطولات والمباريات، ولم أبت في أي عرض منها انطلاقا من حاجتي للراحة الآن وبعد ذلك سأفكر جديا في هذه العروض وقبول أنسبها.
كلمات معبرة
*عشت بين إخوتي وأحبتي في دولة الإمارات قرابة ثلاث سنوات، كنت خلالها معززا مكرما، من شعب طيب كريم، تاسرك أخلاقهم العربية الاصيلة، يمتدون بمحبتهم إلى كل القلوب، فلا تشعر بغربة ولا تعيش مكسورا بخاطرك.
* شكرا واحتراما ليوسف السركال رئيس الاتحاد ويوسف عبدالله الامين العام حيث أبديا رغبة كبيرة ببقائي ومنحاني فرصة اسبوع للتفكير، وفي النهاية احترما رغبتي التي جاءت لظروفي.
*تعلمت في الإمارات الاحتراف في العمل، فحاولت وباستمرار العمل الصادق والمسؤول، لان هذا البلد الطيب يستحق مني أن أكون مخلصا له في كل مكان وزمان .
* لزاما علي أن أذكر بالخير والمحبة الرجل والفارس محمد خلفان الرميثي رئيس الاتحاد السابق على دعمه اللامحدود لي، وعلى فكره القيادي والرياضي المتفتح جدا، ومهما قلت لن أوفيه حقه،
* أتوجه بالشكر لكل من ساندني ومن اختلف معي، من إداريين وحكام ومقيّمين، والاعتذار مني إن بدر مني اي شيء حيث كان الاختلاف من منطلق العمل وتوجهاته، وليس من جانب شخصي اطلاقا، واتمنى التوفيق المستمر لقطاع التحكيم الإماراتي الذي أعتز بأنني عملت فيه، وإن تحققت إنجازات فهي بفضل الجميع .
مواهب
ثنائي المستقبل
يعتبر الثنائي عمر آل علي وعادل النقبي من حكام المستقبل نظرا لما يتمتعان به من موهبة عالية، فالأول عمره 23 سنة تم اكتشافه ومنحه فرصة في مهرجان الحكام الواعدين في قطر وتألق وتم منح فرصة التحكيم في مباريات دوري الاولي حيث أدار لقاء الخليج مع الشعب بكفاءة وادار 8 مباريات في دوري الرديف، رغم أن عمره التحكمي أقل من عامين، والثاني من الحكام الواعدين حيث ادار 6 مباريات في دوري المحترفين هذا الموسم ونجح في مهمته بدرجة كبيرة، وتذكروا الاسمين جيدا فلهما مستقبل كبير.
شكر
هؤلاء ساندوني
نجاح مهمتي لم يتوقف على جهدي بل جهد كل أبناء اللعبة وخلال السنوات الثلاث التي عملت فيها في لجنة الحكام وجدت دعم كبير من الحكم الدولي الاسبق علي بوجسيم والدولي الاسبق سالم سعيد والدولي الاسبق سعيد عبدالله والدولي الاسبق احمد يعقوب وزملائي في ادارة التحكيم شركاء النجاح، ولابد من الاشادة بجهد ودعم رؤساء لجان التحكيم الذين منحوني ثقتهم ودعمهم الكبير وهم سعيد ناصر اليماحي الذي وفر لي كل عوامل النجاح وكان خير داعم لمسيرة التحكيم، وغانم أحمد غانم صاحب الخبرة الادارية الكبيرة في العمل .
تميز
شهادة ابن همام فخر
يقول عمر بشتاوي افتخر بشهادة محمد بن همام حينما قال امامي وهو على راس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم حين ذاك، ان اتحاد الامارات من الاتحادات الاسيوية المتقدمة فى التحكيم، وشهادة بن همام لم تأتي من فراغ حينما يقولها مسؤول بقامة بن همام لأنه يعرف ما يدور على ارض الواقع من عمل كبير وجهد متميز ادي الى تواجد حكامنا في مونديال العالم منذ 1994 حتى الان وهذا لا يأتي من فراغ بل لعمل ممتد للجان التحكيم المختلفة ، وعملت بجهد كبير حتي يصل التحكيم الى ما وصل اليه.



