كشفت تقارير صحافية عن رغبة عدد من مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز في إنهاء مبكر لموعد قفل باب الانتقالات الصيفية، معتبرين أن استمرارها حتى بداية سبتمبر من كل عام يرفع من مستوى المعاناة التي يعيشونها في التحضير للموسم الجديد.

بينما يمضى ملاك الأندية ووسائل الإعلام في بريطانيا إلى اتجاه مغاير بعد أن أصبحت سوق الانتقالات الصيفية في السنوات الأخيرة الفترة الأكثر جذباً للمتابعين الباحثين عن آخر ما يستجد في الانتقالات عموماً والبريطانية تحديداً، حيث تمتلئ أعمدة الصحف وأخبار التلفزيون بالحقائق وأنصاف الحقائق والكذب الصريح فيما يتعلق بسوق اللاعبين، وغالباً ما يكون ذلك على حساب رياضات أخرى.

ويمكن القول إن طول فترة الانتقالات الصيفية والنزعة لإجراء أغلب الصفقات في وقت متأخر، ترفع من السعر المدفوع من قبل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز إلى اللاعبين، حيث إن الأندية تدرك أنها يمكنها الصبر حتى اللحظة الأخيرة.

630

وشهد سوق الانتقالات الصيفية في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنفاق 630 مليون جنيه استرليني، من صفقة قياسية عالمية تمثلت في انتقال الجناح الويلزي غاريث بيل لريال مدريد الإسباني مقابل 85 مليون استرليني، وأكثر من 100 لاعب انضموا أو رحلوا عن أحد الأندية المنافسة بالدوري الممتاز.

وحتى الآن يبدو أن هناك رغبة متزايدة بين المدربين لغلق سوق الانتقالات الصيفية بمجرد بداية الموسم الجديد.

وبالنسبة لحاملي حقوق البث التلفزيوني مثل شبكة "سكاي سبورتس" التلفزيونية، التي تثير ضجيجاً كبيراً حول التكهنات بانتقالات اللاعبين واستأثرت بوضع ساعة للعد التنازلي للموعد النهائي لغلق سوق الانتقالات، فإن هذه الفكرة ربما لا تكون جيدة.

وهناك الكثير من المشجعين الذين يعيشون على أمل تعاقد النادي الذي يشجعونه مع لاعب من أبرز النجوم في صفقة من العيار الثقيل، فهم يحبون هذا الوضع حيث تصبح المسألة محور الحديث داخل الأندية الاجتماعية، وتمتلئ بها الصحف كل يوم طوال شهر أغسطس. ولكن يبدو أن المدربين قد فاض بهم الكيل من ذلك.

مطالبة متكررة

وقال أرسين فينغر مدرب أرسنال "لقد قلت مرات عدة إن سوق الانتقالات ينبغي أن ينتهي عندما يبدأ الموسم، بما أن الأمور غالباً ما تحدث في أخر 10 أيام". الشعور الذي يراود فينغر، أجمع عليه العديد من المدربين الآخرين، من بينهم البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي ومايكل لاودروب مدرب سوانسي سيتي والآن باردو مدرب نيوكاسل وبرندان رودجرز مدرب ليفربول، كما تم تبني هذه الدعوة يوم الخميس الماضي في اجتماع للمدربين الكبار في أوروبا.

وقال رودجرز "أعتقد أنه شيء ليس أخلاقياً عندما يكون اللاعبون داخل غرف خلع الملابس مع انطلاق الموسم، وتكون قد بدأت عملك، وبصرف النظر عن أي درجة من الاستعداد وصلت لها، فإنك تجد لاعبين مطلوبين ووكلاء لاعبين يعملون على انتقالهم إلى أندية أخرى". وأضاف "أعتقد أن المسألة برمتها يجب أن تنتهي بمجرد بدء الموسم، ينبغي أن يعود كل شيء إلى طبيعته وتصبح الأندية في وضع أفضل حينذاك".

مادة دسمة

وبالتأكيد فإن ملاك الصحف ورؤساء التحرير في بريطانيا يحبون سوق الانتقالات الصيفية لأنها تمنحهم مادة دسمة من دون حد أقصى للشائعات، وأجمل ما في ذلك، إنه إذا لم يحدث فهذا لا يهم. وقد يكون من الصعب أن يتأكد الصحافيون بنسبة مائة بالمائة عندما يتعلق الأمر بتنبؤات سوق الانتقالات. ودائماً ما يرغب وكلاء اللاعبين في دفع رغبات اللاعبين، وإبلاغ الصحف بأن لاعبيهم على اتصال مع عدد من الأندية (حتى لو كان هذا غير صحيح) من أجل تعزيز انتقال هذا اللاعب أو ذاك، أو ربما تمديد عقدهم مع أنديتهم. واعترف لاعب الوسط الويلزي السابق روبي سافاج بأنه في بعض الأحيان أعطى وسائل الإعلام قصصاً مفبركة من أجل زيادة الطلب عليه من جانب الأندية.

قصص وهمية

ولكن في بعض الأحيان أيضاً تختلق الصحف قصصاً وهمية، مبنية على الحدس، دون وجود أي دليل مادي على وجود هذه الصفقة من الأساس. وفي النهاية، هناك وجهة نظر تقول، إنه إذا انتهت فترة الانتقالات الصيفية قبل انطلاق الموسم الجديد فإن شائعات وسائل الإعلام لن تتوقف، ولكن بكل تأكيد ستتقلص.