قدم بايرن ميونيخ الألماني أداء اسطوريا أما برشلونة الاسباني وهزمه برباعية نظيفة مع الرأفة في ذهاب نصف نهائي دوري الابطال الأوروبي للموسم 2012/2013 أمام أكثر من 60 ألفاً من أنصاره على أرضية ملعب الإليانز أرينا واضعاً قدميه في نهائي دوري الابطال على ملعب ويمبلي الشهر القادم في انتظار الفائز من الريال ودورتموند مساء اليوم.
ألقى مولر بكلمة افتتاح الرباعية في الدقيقة 25، بينما تكفل ماريو جوميز بهز شباك الكتالان للمرة الثانية في الدقيقة 49، ثم جاء الدور على الهولندي الطائر أريين روبين ليكلل مجهوده الرائع طوال اللقاء بإحرازه الهدف الثالث في الدقيقة 73، واختتم مولر السيمفونية في الدقيقة 82.
رسخت أحداث اللقاء السجل السيء لرفاق ليونيل ميسي في تاريخ مواجهات الفريقين فقد فشل نادي برشلونة في الفوز على البايرن في الإليانز أرينا عبر التاريخ، إذ تقابل الفريقان في 6 مباريات كان الفوز حليفاً للبايرن في ثلاث مواجهات بينما فرض التعادل نفسه في لقاءين وانتصر البرسا في اللقاء الأخير الغريب أنه انتهى بالنتيجة نفسها التي آل إليها لقاء اليوم برباعية نظيفة في موسم 2009 بالكامب نو.
دفع المخضرم يوب هاينكس مدرب البايرن بالحارس العملاق مانويل نوير وأمامه ألابا، دانتي، وبواتينج، ولام في الدفاع، بينما أقحم الثنائي شفاينشتايجر والإسباني مارتينيز مدافعي ارتكاز، الهولندي روبين ومولر والفرنسي ريبيري خلف رأس الحربة سوبر ماريو ماريو جوميز.
بينما اعتمد مدرب الضيوف على تشكيلته الاعتيادية باستثناء الزج بالمدافع الشاب مارك بارترا لتعويض الغياب الاضطراري في الخط الخلفي، ويرى البعض أن الخطأ الجسيم للمدرب فيلانوفا هو الاعتماد على ميسي الذي ما زال في مرحلة التعافي من الإصابة التي لحقت به في لقاء باريس سان جيرمان.
تخلى التوفيق عن فيلانوفا عندما لم يقدر منافسه حق قدره وكان من الأفضل الاعتماد على لاعبين ذوي نزعة دفاعية أكثر إذ يقدم النادي البافاري اداء هجومياً رائعاً في الآونة الاخيرة فسجل 20 هدفاً في مبارياته الاربع الأخيرة، فالاحتفاظ بالأرجنتيني ليونيل ميسي والدفع بلاعب جاهز بدنياً ربما كان بمقدوره تقليل الخسائر وليس منع الخسارة.
بداية اللقاء كانت ألمانية خالصة فلم تمض سوى دقيقتين حتى أضاع الجناح الهولندي آريين روبن هدفاً محققاً من انفراد تام بالحارس فالديز الذي تعامل بنجاح مع تسديدة منافسه وردها بنجاح.
مع مرور الدقائق تتكشف خطة المدرب المخضرم هاينكس في الضغط على منافسه في جميع أرجاء الملعب وجعله يختنق لعدم وجود المساحات، وهو ما حدث طوال دقائق اللقاء الذي امتلك فيه برشلونة الكرة لكن دون خطورة مطلقاً على الحارس نوير ضيف شرف اللقاء.
شكلت الكرات العالية العرضية عبئاً كبيراً على دفاع برشلونة خصوصاً في مواجهة لاعبين طوال القامة وفي الدقيقة 25 ومن كرة عرضية داخل منطقة الجزاء هيأ البرازيلي دانتي الكرة برأسه إلى زميله مولر بعد ارتباك في صفوف الضيوف فحولها مولر برأسه إلى الشباك الكتالونية رغم محاولات فالديز لإبعادها مسجلاً هدف السبق الفريق البافاري.
أعطى الهدف مزيداً من الثقة لبطل الدوري الألماني الذي دخل اللقاء وهو المرشح الأوفر حظاً ربما للمرة الأولى في مواجهة برشلونة، وعلى غير العادة لم تأت ردة فعل الكتالان طوال الشوط الأول اللهم إلا من كرة ضالة عند الدقيقة 28 عندما أرسل بيدرو عرضية زاحفة أبعدها دانتي قبل أن تصل إلى ميسي.
بداية الشوط الثاني جاءت عاصفة إذ لم تمر سوى أربع دقائق إلا وأعطى ماريو جوميز غير المراقب تأشيرة المرور الثانية لفريقه عندما حول رأسية مولر داخل الشباك الكتالونية وسط مطالبات من لاعبي برشلونة باحتساب تسلل ضد جوميز.
البايرن لم يخيب أمل عشاقه الذين اختاروا تشكيلته الحالية كأفضل فريق في تاريخ النادي البافاري فصال لاعبوه وجالوا طوال الشوط الثاني وكان بإمكانهم الخروج بنتيجة كارثية على حساب برشلونة في ظل التألق الرهيب من الرباعي ريبيري، روبين على طرفي الملعب وشفاينشتيجر، مارتينيز في الوسط الدفاعي فاختنق لاعبو برشلونة ولم يجدوا متنفساً لهجماتهم في ظل الرقابة اللصيقة على ميسي المصاب وقص جناحيه ألبا وألفيش.
لم يحرك لاعبو برشلونة ولا مدربهم ساكناً بعد الهدف الثاني إذ من المؤكد لم يتصور ولا حتى في كوابيس نومه أن يمنى مرماه برباعية، بينما سارع منافسه يوب هاينكس في الدقيقة 70 بإشراك البرازيلي جوستافو لاعب الوسط بدلاً من جوميز رأس الحربة عندما رأى اقتراب منافسه من المحاولات الهجومية مع ترك الحرية للسريعين روبين وريبيري في ملء مركز رأس الحربة لاستغلال الهجمة المرتدة .
وهو ما نجح فيه الفريق البافاري في مناسبتين الأولى عن طريق روبين في الدقيقة 73 بعد مجهود رائع للجناح الفرنسي بلال ريبيري الذي أرسل عرضية إلى شفاينشتيجر فمرر الكرة باتجاه روبين الذي راوغ الظهير خوردي ألبا بعد إعاقة من مولر ثم سدد في الزاوية البعيدة للحارس فالديز محرزاً هدف الاطمئنان.
في غياب نجوم برشلونة عن اللقاء كاد الشاب بارترا أن يحمل راية العودة للقاء ومنح فريقه أملاً في لقاء العودة لكنه سدد برعونة فوق المرمى رغم انفراده بعد مخالفة نفذها تشافي 76.
عاد مولر وأنهى ما بدأه بعدما ألقى بكلمة الختام إثر عرضية متقنة من الظهير ألابا بعد هجمة مرتدة رائعة قادها ريبيري ووصلت إلى ألابا الذي أرسلها عرضية على قدم مولر لم يجد صعوبة في إيداعها مرمى الحارس فيكتور فالديز لينهي الاحلام الكتالونية في الوصول للمباراة النهائية رغم أن هناك لقاء قادماً الأسبوع المقبل نظراً لثقل تركة لقاء الذهاب.
