سيبدأ منتخب هولندا مشواره في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012 بنفس التشكيلة تقريباً التي خسرت أمام إسبانيا في نهائي كأس العالم 2010. واعتزل القائد جيوفاني فان برونكهورست بعد هذا النهائي ليحل إيريك بيترز محله في مركز الظهير الأيسر. وربما يكون هذا التغيير الوحيد في تشكيلة هولندا لكن مستوى خط الدفاع أصبح أكثر ما يقلق المدرب بيرت فان مارفيك. ورغم التأهل بسهولة إلى نهائيات بطولة أوروبا تعرض الدفاع الهولندي للاختراق بسهولة، وذلك ليس فقط في هزيمة ودية أمام ألمانيا 3-صفر بل أيضاً في مباراة انتهت بالفوز على إنجلترا 3-2 في فبراير.
درس ويمبلي
وفي ويمبلي أهدرت هولندا تفوقها بفارق هدفين قبل نهاية المباراة أمام إنجلترا التي خاضت المباراة بتشكيلة غير كاملة بسبب الإصابات، وتدرك هولندا أنه لن يكون بوسعها تحمل مثل هذه الأخطاء في بطولة أوروبا. وكان فان مارفيك يتطلع منذ عامين إلى الحفاظ على تركيز تشكيلته طوال البطولة لكن هدفه الأساسي الآن أصبح اجتياز منافسات دور المجموعات. ووقعت هولندا في كأس العالم 2006 وفي بطولة أوروبا 2008 ضمن ما يسمى بمجموعة الموت في البطولتين.
وواجهت خطر الخروج المبكر من الدور الأول، والآن وجدت نفسها من جديد في أصعب مجموعة بالبطولة وتضم الدنمارك وألمانيا والبرتغال. وسيواجه فان مارفيك مهمة صعبة تتمثل في تجهيز فريقه لخوض مباريات أشبه بالنهائيات، لأن مثل هذه المجموعة لن تسمح للفريق بالتعافي من أي تعثر. وسجل هولندا متباين في مواجهاتها السابقة مع المنتخبات المنافسة في مجموعتها. وتغلبت هولندا على الدنمارك في كأس العالم منذ عامين ولديها سجل متوازن مع ألمانيا في نهائيات بطولة أوروبا بفوزها مرتين وتعادلها مرة واحدة وخسارتها مرة واحدة أيضاً.
عقدة أمام البرتغال
لكن في المقابل فإن هولندا اعتادت التعثر أمام البرتغال في آخر عشر سنوات، إذ تسببت البرتغال في فشل هولندا في التأهل لكأس العالم 2002 وأخرجتها من قبل نهائي بطولة أوروبا 2004 وكذلك من دور الستة عشر في كأس العالم بعدها بعامين، في مباراة شهدت خروج البطاقة الحمراء أربع مرات.
إضافة إلى عدد هائل من البطاقات الصفراء. لكن الأمر ليس سيئاً لهذه الدرجة بالنسبة لهولندا، فرغم المعاناة الدفاعية يملك المنتخب مجموعة من أبرز هدافي أوروبا هذا الموسم. وحصل روبن فان بيرسي مهاجم أرسنال على لقب هداف الدوري الإنجليزي كما توج كلاس يان هنتيلار بلقب هداف الدوري الألماني. وإضافة إلى وجود هذا الثنائي المتألق في تشكيلة واحدة يملك فان مارفيك سلاحاً ربما يكون أكثر خطورة ويتمثل في الجناح السريع أرين روبن.
ولعب روبن مباراتين وديتين فقط مع هولندا منذ 2010 لكنه أظهر موهبته الاستثنائية في ويمبلي في فبراير الماضي، وواصل تسجيل الأهداف مع بايرن ميونيخ الألماني وقاده لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا. وربما تكون موهبة روبن في وجود مثلث هجومي قوي من أهم مفاتيح هولندا للنجاح في بطولة أوروبا.
