يضع مدرب المنتخب الاوكراني اسطورة كرة القدم السوفييتية اوليغ بلوخين وضع نصب عينيه استعادة الامجاد الغابرة للامبراطورية سنوات السبعينات والثمانينات وقيادة صاحب الضيافة الى المجد عندما تخوض غمار كأس اوروبا التي تستضيفها مع بولندا من 8 يونيو الى الاول من يوليو المقبل، رغم ان الاوكرانيين خارج دائرة الترشيحات للفوز باللقب.

 ويقول بلوخين الذي اصبح مدربا اسطورة لاوكرانيا بعدما قادها في تجربته التدريبية الاولى معها (بين 2003 و2007) الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها عام 2006، حيث بلغ الدور ربع النهائي في المانيا 2006 قبل ان يخرج على يد ايطاليا (صفر-3) التي توجت لاحقاً باللقب، "هذه البطولة مهمة جدا بالنسبة الى المنتخب وبالنسبة الي انا شخصيا كوني لم اخض منافسات هذه البطولة في مسيرتي كلاعب".

وأضاف بلوخين (59 عاما) الذي عاد للاشراف على اوكرانيا مجددا في ابريل الماضي بدلا من يوري كاليتفينتسيف الذي كان يتولى هذه المهمة بشكل مؤقت، "لذلك اريد ان أتدارك ما فاتني بصفتي مدربا لأوكرانيا".

أيام المجد

ولم يحظ بلوخين، مهاجم دينامو كييف سابقا والحائز الكرة الذهبية الاوروبية عام 1975، بفرصة المشاركة مع منتخب الاتحاد السوفييتي في كأس اوروبا رغم كونه اكثر اللاعبين خوضا للمباريات (432 مباراة سجل خلالها 211 هدفا بين 1972 و1988) وأفضل هداف في تاريخه (42 هدفا)، الا انه شارك في مونديالي 1982 و1986.

وهي المرة الثانية التي يشرف فيها بلوخين الذي كان من افضل هدافي دوري الاتحاد السوفييتي سابقا والمنتخب السوفييتي أيضا، على تدريب المنتخب الاوكراني بعدما استقال من منصبه في اواخر 2007 لأنه اعتبر نفسه المسؤول عن فشل اوكرانيا في التأهل الى نهائيات كأس اوروبا 2008 في النمسا وسويسرا، حيث احتلت المركز الرابع في المجموعة الثانية خلف ايطاليا وفرنسا واسكتلندا.

تعويض الإخفاق

ويبدو ان بلوخين عازم على تعويض اخفاق التأهل الى كأس اوروبا 2008 من خلال قيادة بلاده الى اللقب القاري، وهو قاله في حديث لوكالة "فرانس برس" بأن امامه مهمتين: "الاولى تتمثل بالدفاع عن كبرياء المنتخب الوطني، والثانية الفوز بكأس اوروبا"، مشيرا الى ان المرحلة الاولى ستكون "تخطي الدور الاول". وتابع بلوخين "سيكون للفوز باللقب على ارضنا اهمية كبرى. سنقدم كل ما لدينا دون ادنى شك من اجل تحقيق هذا المبتغى".

وواصل بلوخين المتوج بلقبين اوروبيين في مسابقة كأس الكؤوس مع نادي مسقط رأسه دينامو كييف: "لكن هناك على الاقل ثمانية منتخبات تتمتع بالخبرة وبإمكانها الفوز باللقب، بينها اسبانيا، بطلة اوروبا وبطلة العالم، والمانيا وانجلترا".

اختيارات بلوخين

ويعول بلوخين الذي اشرف على اربعة اندية يونانية في الفترة من 1990 الى 2002 وهي اولمبياكوس (1990-1993) وباوك سالونيك (1993-1994 و1998-1999) ويونيكوس (1994-1997 و1999-2002) وايك اثينا (1998-1999) قبل ان يستلم المنتخب الاوكراني (2003-2007) ثم اف سي موسكو الروسي (2007-2008)، على خبرته الدولية في الملاعب القارية.

بالاضافة الى اللاعبين الجاهزين للدفاع عن الوان المنتخب في مقدمتهم نجم ميلان الايطالي وتشلسي الانجليزي السابق ودينامو كييف الحالي اندري شفتشنكو (35 عاما) الذي اعلن انه سيعتزل اللعب بعد كأس اوروبا 2012.

وتحدث بلوخين عن وضع المنتخب، قائلا "هناك مــكان في المنتخب للكثير من الشبان الموهوبين. لن أستدعي لاعبين من أجل سواد عيونهم. اريد لاعبين قادرين على القتال بشدة دفاعا عن الوان المنتخب الوطني".

قوة اوكرانيا

من جهـــته، قال رئيس الاتحاد الاوكراني للعبة غريغوري سوركيس الذي مدد عقد المدرب الى عام 2014 حيث يقام مونديال البرازيل: "بلوخـين مدرب متطلب ولا يرتاح كليا أبدا، لكـــنه دائما متفائل بطبعه وقد يكون ذلك مفـــتاح النجاح في العرس القاري".

يذكر ان المنتخب الاوكراني لم يتأهل الى كأس اوروبا في اي مناسبة منذ انحلال عقد الاتحاد السوفييتي الذي توج بلقب البطولة القارية عام 1960 وحل ثانيا اعوام 1964 و1972 و1988 ورابعا عام 1968 ووصل الى ربع النهائي عام .