بالرغم من أني أستعين بالاحصاءات وتحليلات الأداء كثيرا في عملي ، واستمتع باكتشاف المزيد من الأرقام والدلالات عن تطور مستوى اللعبة، ومع ذلك فانه لا يوجد شيء مؤكد في كرة القدم، إلا أن السعى إلى المزيد إلى المعرفة يساعدني على التقييم الموضوعي الفني للمباريات ، فالاحصاءات ما هي الا مؤشرات و بيانات مجردة و موضوعية عن أداء المنتخبات المرشحة للفوز ببطولة يورو 2012 .

و هذا ما نقوم به في «البيان الرياضي» المساعدة الفنية في التحليل الفني القوي بالأدلة المقنعة فنيا، تاريخيا لم ينجح منتخب فى المحافظه على فوز متكرر لبطولة الامم الاوروبية ، إنما الفوز المتتابع لبطولتين كبيرتين ، فرنسا التى فازت ببطولة كأس العالم 1998 ـ فرنسا ثم نفس الجيل فاز ببطولة يورو 2000 ، اما اسبانيا فقد عكست الآية فازت اولا باليورو 2008( سويسرا / النمسا ) ثم الفوز بكأس العالم 2010 ـ جنوب افريقيا .

و بالرغم من حكمة ديل بوسكي في أنه ليس من الحكمة الفنية العبث بمنتخب منسجم بكل إدواته الفنية ، ولكن المتابع لمنتخب اسبانيا يلاحظ أنه منتخب يعاني من استنزاف فني لكل عوامل أدائه ، و اصابات لاعبيه لهذا ما يقلق ديل بوسكي عدم جاهزية لاعبيه الذهنية لخوض غمار البطولة الاوروبية ، وهذا ما يدعوني أن أضع قلقا فنيا على المنتخب الاسباني الذي قد يكرر مأساة فرنسا في 2004 .

أسبانيا لا تملك عددا كافيا من اللاعبين الذين يستطيعون الفوز ببطولة كبيرة ، و قد يكون الموقف صعبا عليهم ، و لكن لا يمكننا ان نتجاهل عامل الخبرة ونحن نقيم المنتخب، أصحاب الخبرة يستطيعون التعامل مع البطولات المهمة والمواقف الصعبة ، إذا ما كانوا يتمتعون بالقوة البدنية والخبرة الكافية لتوزيع جهدهم على مدار مباريات البطولة.

و يمكنهم ان يستمروا إن كانوا في ذورة قوتهم. ما يمكنني أن أقوله بأن الاحصاءات والارقام في كرة القدم لا تخبرك على وجه اليقين بالفائز بالبطولة ، لكنها توضح لك امكانات كل فريق وقدراته ، إلا ان المهم هو كيفية استغلال القدرات و الامكانات ومدى الوصول بها إلي اللياقة المطلوبة عند بداية البطولة، و توظيفها حسب نزعة كل مدرب الهجومية أو الدفاعية و تكتيكاته و خططه و كيفية قراءاته للمباريات بالاضافة بالطبع إلى اللاعبين .

 

 

 

 

 

ما امتازت به المنتخبات الاربعة التى احتلت المراكز الاولى في يورو 2008 ، و في بطولة كأس العالم 2010 بفاعلية اللعب الهجومي من خلال التحركات الهجومية المبدعة سواء على الاطراف في خلق مساحات اللعب وايضا فرص تهديفية ، أو مهارات فردية في اختراق الدفاعات المتماسكة التى تمتاز بالتنظيم التكتيكي العالي .

كما ان التمريرات البينية بين اللاعبين أو التمريرات القطرية في تغيير اتجاه اللعب في المساحات الخالية خلف المدافعين من المناورات التكتيكية التى دائما يعشقها المشاهدون في متعة اللعب ، ولكن يظل التحول الهجومي من الدفاع في الهجمات المرتدة السريعة هي الكيفية التكتيكية من خلال دقة التمرير الطويل السريع مع التوقيت الذي يحاول من خلال الفرق العودة إلى تنظيمها التى يبحث عنها الفرق في عنصري المباغتة والجراءة الهجومية .

لهذا لا يمكن ان ننسى ان البطولات الاوروبية للاندية تمتاز بالشدة العالية في السرعة، فالتحول الهجومي الفعال من خلال الهجمات المرتدة الجماعية هي تميز المرونة التكتيكية لنظام اللعب النموذج في يورو 2012 الذي يعتبره الكثيرون السر التكتيكي في نجاح الفرق ، خصوصا التحركات المشتركة على الاطراف ثم التمرير العرضي بالقرب من نقطة الجزاء .

فكيف ستكون المانيا أو اسبانيا أو هولندا في توزيع المهام التكتيكية للاعبين خلال نظام اللعب 4/5/1 بشقيه 4/2/3/1 أو 4/3/2/1 ، و لا يمكنني أن أنسى البرتغال في هذه النقطة الفنية التى ترجح كفة فريق على الآخر ، الجدول الآتي يوضح فاعلية اللعب الهجومي في يورو 2008 .

الدفاع المتماسك

تمتاز المنتخبات الاوروبية بالذكاء التكتيكي في الدفاع والثقافة العالية في التنظيم الدفاعي الجيد مفتاح الفوز في البطولات القوية التى تثبت ان تلك الفرق لديها البناء المتوازن الذي يمتيز بالانضباط التكتيكي في الدفاع والمرونة في الهجوم . دفاعيا تنتهج الفرق دفاع المنطقة بشكل عام باربعة مدافعين على خط واحد ، الا انه من الممكن ان نلاحظ اللعب بخمسة مدافعين ( 3 في العمق و 2 في الاطراف ) .

و لكن هذا النهج الدفاعي يتحول إلى رباعي في دفاع المنطقة ، و هذا ما انتهجته اليونان في 2004 فازت باللقب وحاولت النمسا تطبيقه في يورو 2008 إلا أنها فشلت ، و لكن لا يمكن ان نغفل المساندة الدفاعية من لاعبي الوسط بلاعبي ارتكاز في العمق ، و ايضا المساندة من الهجوم حين اللعب بلاعب ارتكاز واحد، فالاهمية التكتيكة هي وجود لاعبي ارتكاز في وسط الملعب دفاعيا.

تبقى لحظة استخلاص الكرة من الخصم هي اللحظة الحاسمة لقوة الفريق دفاعيا ، فنيا هناك اسلوبان تنفذها الفرق اولا الارتداد إلى منطقة وسط الملعب وخلق الزيادة العددية في تغطية المساحات وهذه الطريقة ستكون واضحة في البرتغال .

والاسلوب الثاني هو الضغط المباشر في منقطة افتقاد الكرة هجوميا مما يعني منع الخصم من أي بناء هجومي اثناء التحول الهجومي وهذه الطريقة ستكون واضحة في اسلوب لعب هولندا واسبانيا والمانيا إلا أن العامل البدني سيكون حاسما في نجاح هذا الاسلوب ، و لكن ما هو يمكن ان نؤكد نجاح تلك الفرق هي قلة الاخطاء امام منطقة الجزاء التى يمكن يستفيد منها المنافس في التهديف، و هذا ما يمنح فعالية نظام اللعب في 4/4/2 بشقيه 4/1/3/2 و 4/4/1/1 أو في 4/5/1 بشقيه 4/2/3/1 و 4/3/2/1 دفاعيا .

في يورو 2008 سجلت الفرق 10 اهداف من الضربات الحرة المباشرة والغير مباشرة ، وإيضا ضربات الجزاء من اجمالي 31 مباراة ، أما في بطولة كأس العالم 2010 فقد سجلت الفرق من نفس تلك الاسباب 24 هدفا من اجمالي 64 مباراة ،