يتجمع نجوم المتعة والإثارة في أوروبا انطلاقاً من 8 يونيو حتى بداية يوليو المقبل، فوق سماء وارسو عاصمة بولندا وكييف عاصمة أوكرانيا ليعلنوا قدوم فصل جديد في لغة الحوارات التكتيكية الفردية والجماعية، وما تحملها المفكرة الفنية لمدربي الفرق الـ16 التي ستخوض هذه النهائيات من طرق تكتيكية للوصول إلى المباراة النهائية والتنافس على لقب البطولة رقم 14 في تاريخ هذه المسابقة التي تعتبر الأقوى فنياً بعد كأس العالم.

في يورو 2012 سيحضر المحللون والمختصون الفنيون لتحليل كل لمسة فنية لمشروع تمريرة حاسمة يسجل منها هدف حاسم، لتقييم كل حركة خادعة بالكرة أو دون كرة تنم عن مهارة فردية، لتحليل كل هدف في البطولة من حيث كيفية التهديف في مهارة التسديد، وتحديد موقع أخطر النقاط التهديفية فاعلية للهجوم، لتحليل أداء الفرق الأكثر تنظيماً في الجماعية التقنية.

وفي الانضباط في كيفية فرض إيقاع اللعب من خلال التحكم على الأداء في التمرير القصير من خلال الانتشار الهجومي الذي يحدد الفريق الأكثر استحواذاً على الكرة والتي هي إحدى عوامل تفوق فريق على الآخر، ومن حيث القوى التنظيمية في الدفاع في كيفية إغلاق مساحات الإبداع الفردي التي تنتج من فقدان التركيز الدفاعي في اللحظات الحرجة التي يمر فيها الفريق خلال المباراة.

 

 

 

تكشف المقارنة البسيطة بين بطولتي أوروبا 2004 و2008 أن كل الأماني ممكنة في يورو 2012. ستكون هناك مفاجآت لا تستند إلى المنطق أو المستوى الفني مثلما حدث في فوز اليونان ببطولة 2004، وأن المغامرات جزء من اللعبة لن تنتهي إلى أي حد، لأن الكثير من النتائج تأتي في غفلة المنافسين واستهانتهم بالفرق التي ستصنع المفاجآت، ولكن علينا أن نؤكد أيضاً أن احترام الفرق التي تمتلك مقومات الفوز بالبطولات جديرة في تحقيق المنطق من خلال مستوياتها التي تعكس مدى تطورها وقوة وإمكانات لاعبيها من خلالها أنديتها مثلما حدث مع إسبانيا في يورو 2008.

ففي يورو 2004 كانت إنجلترا الفريق الأفضل في نسبة التسديدات على المرمى من بين كل أنواع التسديدات بلغت 60 % من إجمالي التسديدات في البطولة، وكانت فرنسا الأعلى نسبة من التمريرات المكتملة بين فرق البطولة.

حيث جاءت 80 % من مختلف تمريراته خلال البطولة مكتملة برصيد 1869 تمريرة، ولكن اليونان فازت بالبطولة بأسلوب الدفاع المنضبط تكتيكياً، في يورو 2008 كانت إسبانيا هي أكثر فريق تسديداً على المرمى بـ51 تسديدة بنسبة 8.50 % إجمالي النسب المئوية من بين الفرق، البرتغال أفضل فريق في الاستحواذ على الكرة بنسبة 56 %، إسبانيا جاءت ثالثة بنسبة 54 % بعد هولندا بنسبة 55 %، إلا أن في النهاية فازت إسبانيا ببطولة يورو 2008.

حقيقة ثابتة

نعم قد تفوز في مباراة حاسمة بهجمة مرتدة في هفوة دفاعية، نعم قد تفوز أيضاً في غفلة تنظيمية من ضربة ركنية، إلا أن الفرق التي تتمتع بإمكانات فردية وجماعية في التنظيم في المرونة التكتيكية أثناء التحول الهجومي السريع تكون قادرة على صنع الفارق في اللحظات الحاسمة من أي مباراة.

ولأننا في نهاية البطولة سنضع أيدينا على النقاط الفنية التي ستحدد نجاح الفرق التي ستصعد إلى نصف النهائي من يورو 2012، والتي سيتوج أحدها بطلاً لهذه البطولة، فلابد من نظرة تحليلية لكل الظواهر الفنية التي ستنتج من مباريات البطولة والتى سنحاول كتابتها عبر هذه الحلقات، وكما هي عادة «البيان الرياضي»، سيكون له السبق الفني في هذا التحليل الفني عن التوقعات الفنية التي من خلالها سنضع المؤشرات عن أقرب الفرق فوزاً بيورو 2012.

أسرار التصفيات

ألمانيا أول المنتخبات المتأهلة قبل ثلاث جولات على نهاية دور المجموعات من التصفيات، ولم تكن هي الوحيدة التي تمكنت من إكمال مجموعتها بالعلامة الكاملة أي عشرة من عشرة انتصارات، فقد كانت إسبانيا حامل اللقب هي الأخرى تمكنت من تحقيق رقم قياسي جديد في هذه المسابقة وهو تحقيق الفوز بجميع مبارياتها، ولكن بعدد مباريات أقل 8 مباريات في التصفيات دون خسارة.

ثم واصلت كل من روسيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإنجلترا واليونان والدانمارك حجز مقاعدها في العرس الأوروبي في أوكرانيا وبولندا. السويد ضمنت التأهل عن طريق سجلها الجيد بتحقيقها 24 نقطة باحتلالها المركز الثاني في المجموعة بعد هولندا (أفضل ثاني في كل المجموعات)، لتلعب كل من التشيك ضد مونتنيغرو، وأيرلندا ضد أستونيا، والبرتغال ضد البوسنة، وكرواتيا ضد تركيا في مباريات الملحق الأوروبي.

لتقتنص كل من التشيك والسويد وأيرلندا وكرواتيا والبرتغال بطاقات العبور من الملحق. ولأول مرة تمكن منتخبان من شمال أوروبا التأهل إلى يورو 2012 هما السويد والدنمارك مباشرة دون خوض مباريات الملحق الأوروبي.

 

 

 

الطواحين والماكينات قوة هجومية ضاربة

 

 

نقرأ في هذا الجدول الإحصائي الذي يعكس أداء الفرق المتأهلة باستثناء بولندا وأوكرانيا، عدة حقائق فنية تمنحنا المؤشر الأول لتوقعاتنا بالقوة الهجومية في الفارق التهديفي لكل فريق على حدة في مباريات التصفيات بغض النظر عن فرق كل مجموعة أو مستوى المنافسين في جدول كل مجموعة، بذلك تكون هولندا تتصدر بفارق تهديفي يبلغ 29 هدفاً، أما ألمانيا فيبلغ الفارق التهديفي لديها 27 هدفاً.

حيث جاء هذا الفارق من 10 مباريات لعبتها في التصفيات، أما الفريق الثالث فهو السويد بالرغم احتلالها المركز الثاني في مجموعتها وبلوغها النهائيات كأفضل ثانٍ بين كل المجموعات وبلغ الفارق التهديفي لديها 20 هدفاً في 10 مباريات، أما إسبانيا فبلغ الفارق التهديفي لها 20 هدفاً في 8 مباريات، السؤال الذي يفرض نفسه فنياً، هل يكفي الفارق التهديفي في مباريات التصفيات المؤهلة لتلك الفرق في بلوغ دور نصف النهائي من البطولة أم أن هناك مؤشرات أخرى ستحسم التوقعات؟ (يتبع)

 

 

 

 

الحقائق الإحصائية عن الفرق المتأهلة إلى يورو 2012

الفريق لعب فوز تعادل خسارة له عليه الفارق التهديفي النقاط

ألمانيا 10 10 ـ ـ 34 7 27 30

روسيا 10 7 2 1 17 4 13 23

ايطاليا 10 8 2 0 20 2 18 26

فرنسا 10 6 3 1 15 4 11 21

هولندا 10 9 0 1 37 8 29 27

اليونان 10 7 3 0 14 5 9 24

انجلترا 8 5 3 0 17 5 12 18

الدنمارك 8 6 1 1 15 6 9 19

اسبانيا 8 8 0 0 26 6 20 24

السويد 10 8 0 2 31 11 20 24

كرواتيا 10 7 1 2 18 7 11 22

التشيك 8 4 1 3 12 8 4 13

ايرلندا 10 6 3 1 15 7 8 21

البرتغال 8 5 1 2 21 12 9 16