قاتل فرانتشيسيك سمودا كثيراً لإقناع منتقديه منذ تعيينه مدرباً لبولندا مضيفة كأس أوروبا 2012، قبل ثلاث سنوات خلقاً للهولندي ليو بينهاكر بعد فشل الأخير في بلوغ نهائيات مونديال 2010.
واجه سمودا (63 سنة) مشقة بناء تشكيلة قادرة على مواجهة نخبة المنتخبات الأوروبية رغم أنها ستكون غائبة عن المباريات التنافسية ضمن البطولات الكبرى لمدة 968 يوماً عند ضربة البداية في 8 يونيو في وارسو.
استلم سمودا مهامه في أكتوبر 2009 خلفاً لبينهاكر، أول مدرب أجنبي يشرف على بولندا، وذلك بعد قيادته هولندا في كأس العالم 1990 واندية فينورد واياكس وريال مدريد.
سجل انجازات سمودا بعيد كل البعد عن باقي مدربي منتخبات القارة العجوز، وهو اضطر للاتكال على المباريات الودية للاستعداد إلى النهائيات القارية، لكنه استهلها بالخسارة أمام رومانيا 1-صفر في وارسو بالإضافة إلى خسارات أخرى بينها السقوط المدوي أمام إسبانيا 6-صفر.
ارتفعت حدة الانتقادات لأسلوب سمودا في الإعلام، المدرجات وحتى داخل غرف الملابس على حد ما ذكرت بعض التقارير.
بيد أن تشكيلته بدأت تلتحم وتعرف معنى الفوز خلال العام الماضي، لكن هذا لم يكن كافياً لإقناع أبرز معارضيه.
في سبتمبر الماضي، كادت بولندا تحقق مفاجأة كبرى على أرضها ضد ألمانيا، التي لم تخسر أمام بولندا أبداً، قبل نجاح المضيف بادراك التعادل 2-2 في الوقت القاتل.
قام سمودا بتغير معالم حقبة بينهاكر، إذ يبلغ معدل أعمار تشكيلته الأولية 25 عاماً.
وفي حين أن الجزء الأكبر من تشكيلته يحترف في دوريات أجنبية، خصوصاً في ألمانيا، إلا انه صعد حملته الكشفية لدى بولنديي الشتات ما أثار غضب بعض النقاد اليمينيين.
قصة سمودا
ولد سمودا في 22 يونيو 1948 في لوبوميا، وهي قرية بالقرب من الحدود التشيكية، وذلك بعد أن نفضت بولندا عنها الأيام السوداء للاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية، ثم سقطت في قبضة النظام السوفييتي.
تعاقد المدافع القديم مع فريق أودرا فودسيسلاف المحلي حيث أمضى موسمين، قبل انتقاله إلى الدرجة الأولى مع ستال ميليتش.
عام 1971، سمح له بخرق الجدار الحديدي والانتقال الى الولايات المتحدة.
عاد في العام ذاته، ووقع مع ليجيا وارسو القوي، لكنه عاد مجدداً إلى الولايات المتحدة عام 1978 حيث لعب مع ثلاثة أندية في عام واحد.
أمضى عام 1980 في الدرجات الدنيا في الدوري الألماني حيث أنهى مسيرته كلاعب واستهل التدريب ثم أمضى أربعة مواسم في الدوري التركي.
عاد إلى بولندا وإلى دائرة الضوء عندما انقذ ستال من الهبوط عام 1993، قبل الانضمام الى فيدزيف لودز ليقوده الى لقب الدوري عامي 1996 و1997، والى دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا.
نجاحات
حصد اللقب مجدداً مع فيسلا كراكوف عام 1999، ثم انتقل إلى ليجيا حيث عرض عليه مركز مدرب المنتخب بيد انه كان مرتبطاً بعقده مع ناديه.
أقاله ليجيا عام 2001 فعاد إلى فيسلا ثم الى فيدزيف عام 2002، قبل الانتقال الى بيوتركوفيا بيوتركوف تريبونالسكي المتواضع ومرة أخرى الى فيدزيف عام 2003.
بعد فترة وجيزة في قبرص مع اومونيا نيقوسيا، عاد الى بولندا عام 2005 مع اودرا فريق طفولته وفاز في معركة الهبوط، قبل التوجه إلى زاجليبي لوبين وضمان التأهل الى كأس الاتحاد الأوروبي.
انضم الى ليخ بوزنان عام 2006 وأمضى ثلاثة مواسم هناك حيث أحرز كأس بولندا عام 2009، قبل حصوله على وظيفة مدرب المنتخب البولندي.
رغم حلول بولندا في المركز الثالث في مونديالي 1974 و1982، إلا أن سمودا يعتبر ان هدفه الرئيس بلوغ الدور الثاني في المسابقة القارية.
وقال سمودا: "في آخر سنتين ونصف اتيح لي الوقت للتعرف إلى لاعبي فريقي واعتقد أن المجموعة المختارة ستمنح الفرحة لمشجعينا. أعرف أننا تحت الضغط وهذا أمر طبيعي. لا تخافوا، فنحن نملك لاعبين على غرار نجوم بوروسيا دورتموند الذين اعتادوا اللعب أمام 80 ألف متفرج كل أسبوع".
