بلغت الدوريات الأوروبية المرحلة الحاسمة، إذ يأمل ريال مدريد العودة من إقليم الباسك بنقاط الفوز الثلاث أمام اتلتيك بلباو غداً، والتتويج بلقبه الثاني والثلاثين في الدوري الإسباني لكرة القدم. كما اشتد الصراع الثنائي في إيطاليا على لقب الكالشيو بين يوفنتوس المتصدر وميلان الوصيف وحامل اللقب، عندما يستضيف يوفنوتس (77 نقطة) ليتشي الثامن عشر، وميلان (74 نقطة) اتالانتا العاشر غداً في المرحلة الخامسة والثلاثين.
وأصبح الفريق الملكي على بعد 3 نقاط من إحراز اللقب، وهو يتقدم راهناً بفارق سبع نقاط عن غريمه برشلونة قبل ثلاث مراحل على نهاية الليغا. ويقدم الفريقان أداء خارقاً هذا الموسم، إذ فاز ريال 29 مرة من أصل 35 مباراة، مقابل 26 فوزاً لبرشلونة، وسجل الأول حتى الآن 112 هدفاً مقابل 104 أهداف للفريق الكاتالوني بينها 43 هدفاً لكل من البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف فريق العاصمة والارجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في المواسم الثلاث الماضية، الذي سجل هدفين لبرشلونة أمس الأحد، في ختام المرحلة الرابعة والثلاثين، عندما سحق برشلونة مضيفه رايو فايكانو 7-صفر، والتي شهدت فوز ريال على ضيفه إشبيلية 3 - صفر.
صحيح أن ريال اقترب من إحراز لقبه الأول في الدوري منذ 2008، بعد سيطرة دامت ثلاثة مواسم لبرشلونة، إلا أن رحلته إلى ملعب «سان ماميس» لن تكون سهلة أمام بلباو سابع الترتيب. وقال ايتور كارانكا مساعد مدرب ريال البرتغالي جوزيه مورينيو: «كان مهماً أن نفوز على اشبيلية، لأن فريقنا يستحق اللقب، واللاعبون أظهروا شخصيتهم القوية».
وسيعوض ريال في حال إحرازه اللقب، خيبة خروجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني بركلات الترجيح، في حين سينظر برشلونة الى نهائي مسابقة الكأس، حيث يلاقي بلباو أيضاً في 25 مايو المقبل على ملعب «فيسنتي كالديرون» في مدريد، لتعويض خروجه من الدور عينه أمام تشلسي الإنجليزي.
أما برشلونة الذي يستقبل غداً ايضاً ملقة رابع الترتيب على ملعبه «كامب نو» في المرحلة العشرين المؤجلة، فقد يمنح اللقب لريال حتى قبل ان يخوض الأخير مباراته مع بلباو في حال خسارة بطل اوروبا 2011 امام ملقة.
وعن فوزه الساحق على فايكانو، قال مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا، الذي اعلن الجمعة الماضي انه لن يجدد عقده مع الفريق في نهاية الموسم، بعد اربعة مواسم حقق خلالها 13 لقباً، ليخلفه في منصبه مساعده الحالي تيتو فيلانوفا: «كل مباراة تفيد في أمر معين. نعلم كلنا ان ريال هو البطل، لكننا نخوض كل مباراة لنحضر نهائي الكأس أمام اتلتيك».
وسيكون الصراع شديداً على المركز الثالث المؤهل مباشرة الى دوري ابطال اوروبا، بين فالنسيا الثالث (55 نقطة) الذي خسر مع ملقة، أمس الاحد بهدف وحيد، وملقة بالذات (55 نقطة) الذي عاد الى سكة الانتصارات، وليفانتي الفائز على غرناطة.
إيطاليا
يشتد الصراع الثنائي على لقب الدوري الإيطالي بين يوفنتوس المتصدر وميلان الوصيف وحامل اللقب، عندما يستضيف يوفنتوس (77 نقطة) ليتشي الثامن عشر، وميلان (74 نقطة) اتالانتا العاشر غداً في المرحلة الخامسة والثلاثين. وبقي الصراع على أشده بين «السيدة العجوز» وميلان بعد فوز الأول على مضيفه نوفارا 4-صفر، والثاني على مضيفه سيينا 4-1 الأحد.
ويأمل يوفنتوس في المحافظة على سجله الخالي من أي خسارة (21 فوزاً و14 تعادلاً)، وهو إنجاز فريد لفريق المدرب انطونيو كونتي، الذي حقق بعد سلسلة من التعادلات المتلاحقة ثمانية انتصارات متتالية. وقال كونتي لاعب وسط يوفنتوس السابق بعد الفوز على نوفارا: «سنخوض الأربعاء مباراة حياتنا.. نحن في المقدمة ومصيرنا بين إيدينا».
ويعتمد كونتي هجومياً على الثنائي المونتينيغري ميركو فوسينيتش وماركو بورييلو إذ سجل ثنائي روما السابق أربعة أهداف في اخر فوزين للبيانكونيري. وتابع كونتي: «يمر بورييلو في مرحلة جيدة واندمج بطريقة هائلة مع اسلوب لعبنا».
من جهته، يعول ميلان على ترسانة هجومية قوية بقيادة السويدي زلاتان ابراهايموفيتش متصدر ترتيب الهدافين (26 هدفاً)، وانضم إليه انطونيو كاسانو الذي سجل، الاحد، هدفه الأول منذ 15 اكتوبر عندما فاز ميلان على باليرمو 3-صفر، والاول ايضاً بعد 6 اشهر بالتمام والكمال على اصابته بأزمة قلبية، مفتتحاً التسجيل لفريقه بتسديدة يمينية من داخل المنطقة.
وكان كاسانو اصيب بأزمة قلبية ليل 29-30 اكتوبر، لدى عودته مع فريقه من العاصمة بعد مباراة مع روما وخضع بعد 5 أيام لعملية جراحية، وجاء هدفه قبل 40 يوماً من انطلاق منافسات كأس اوروبا في بولندا واوكرانيا، حيث من المنتظر ان يستدعيه مدرب المنتخب تشيزاري برانديلي الى التشكيلة، خصوصاً انه اللاعب المفضل لديه والمهاجم رقم واحد بالنسبة إليه.
يذكر انه في حال التعادل بعدد النقاط في نهاية الموسم، سيتوج يوفنتوس لتفوقه في المواجهات المباشرة على ميلان (2-صفر و1-1)، ليحرز لقبه الثامن والعشرين في تاريخه (ألغي لقبا 2005 و2006 لاشتراكه في فضيحة التلاعب بالنتائج «كالتشوبولي»).
صراع المركز الثالث
لكن اللافت، سيكون الصراع المرير على المركز الثالث الذي تحتله اربعة اندية مع 55 نقطة، وهي نابولي واودينيزي وانتر ميلان ولاتسيو.
وشهدت المرحلة الاخيرة بعض التغييرات على صعيد هذا المركز، إذ تعادل نابولي على ارض روما 2-2، وفاز انتر ميلان بطل 2010 والعائد بقوة على تشيزينا 2-1، في حين اختتم اودينيزي المرحلة بفوز بهدفين دون رد على لاتسيو اكبر الخاسرين.
ويستقبل نابولي في جنوب البلاد اليوم الثلاثاء باليرمو الرابع عشر الذي لم يفز في اخر خمس مباريات، ويحل اودينزي ضيفاً على تشيزينا الاخير والهابط الى الدرجة الثانية، في حين يستقبل لاتسيو سيينا الثالث عشر ويحل انتر ميلان ضيفاً على بارما التاسع والفائز في مبارياته الثلاث الأخيرة.
وفي باقي المباريات، يلعب الثلاثاء كييفو مع روما، والاربعاء جنوى مع كالياري، وكاتانيا مع بولونيا، وفيورنتينا مع نوفارا.
فرنسا
يريد مونبلييه الباحث عن اللقب الأول في تاريخه، ان يستفيد من الخدمة التي قدمها له ليل بفوزه على باريس سان جرمان الوصيف 2-1 الاحد في ختام المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الفرنسي.
وبخسارة سان جرمان الخامسة هذا الموسم، اصبح الفارق بين مونبلييه المتصدر (72 نقطة) وسان جرمان خمس نقاط وسبع نقاط مع ليل حامل لقب الثنائية الموسم الماضي. ويفتتح مونبلييه مباريات المرحلة الخامسة والثلاثين اليوم عندما يستقبل على ملعبه «لا موسون» ايفيان التاسع والفائز في مباراتيه الاخيرتين.
ويتعين على فريق المدرب الخبير رينيه جيرار الذي عمل سابقاً مدرباً مساعداً في المنتخب الفرنسي، ان يحقق نتيجة طيبة امام ايفيان، لأن مواجهة صعبة تنتظره أمام ليل احد المنافسين على اللقب.
اما سان جرمان، فيختتم المرحلة غداً في مباراة قوية مع ضيفه سانت اتيان السادس والفائز في آخر ثلاث مباريات. وبفوزه الاحد، نجح ليل بالعودة الى دائرة المنافسة، وبضمانه منطقياً المركز الثالث على الاقل، وهو سيحل بدوره ضيفاً على نيس الرابع عشر.
آمال ليل
وقال البلجيكي ادين هازار مهاجم ليل والمطارد من ابرز الأندية الأوروبية بعد الفوز على سان جرمان: «لعب الأداء الجماعي دوره مرة جديدة. عندما تقدم باريس 1-صفر خفنا قليلاً. واصلنا الضغط وساهمت البطاقة الحمراء لمامادو ساخو لاعب سان جرمان، بمساعدتنا».
وقدم هازار في مباراة سان جرمان لمحات استعراضية رائعة ورفع رصيده إلى 17 هدفاً في المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق ثلاثة أهداف عن المتصدر اوليفييه جيرو لاعب مونبلييه والذي تابعه مدرب ليفربول الانجليزي كيني دالغليش في المباراة الاخيرة ضد تولوز بالاضافة الى كريستيان نيرلينغر من بايرن ميونيخ الالماني وجيل غريماندي من ارسنال الانجليزي.
اما حارس سان جرمان الايطالي سالفاتوري سيريغو، فقال: «خاب املنا كثيراً. ابتعد اللقب كثيراً، في وقت كانت الأمور جيدة لغاية الدقيقة 70 (سجل ليل هدفيه عبر هازارد في الدقيقة 71 ونولان رو في الدقيقة 79). لا يجب التفكير بعد الآن بإحراز اللقب أو بضمان المركز الثاني، لكن بكل مباراة على حدة».
من جهته، عبر الايطالي كارلو انشيلوتي الذي استقدمته الإدارة القطرية للنادي بدلاً من انطوان كومبواريه، في منتصف الموسم، عندما كان الفريق في صدارة الترتيب، فقال: «لم تكن أمسية جيدة لنا لأننا خسرنا مباراة مهمة. سجلنا وكان بإمكاننا التسجيل من الهجمات المرتدة. ثم نالوا ركلة جزاء وطرد مامادو (ساخو) فازدادت صعوبة المباراة».
وتابع انشيلوتي مدرب تشلسي الإنجليزي السابق: «قبل المباراة كانت الأمور بين أيدينا، لكن هذه كرة القدم. يجب أن ننظر إلى الأمام لأن الدوري لم ينته بعد ولدينا أربع مباريات».

