بات ميلان الإيطالي وبنفيكا البرتغالي أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم رغم خسارة الأول أمام أرسنال الانجليزي صفر- 3، فيما فاز الثاني على زينيت سان بطرسبورغ الروسي 2 -صفر أول من أمس في إياب الدور ثمن النهائي.

في المباراة الأولى على استاد "الإمارات" وأمام 59 ألف متفرج، أفلت ميلان (الروسينيري) صاحب المركز الثاني في عدد الألقاب في المسابقة (7 مرات مقابل 9 لريال مدريد الأسباني صاحب الرقم القياسي) من معجزة أرسنال الذي كان قريباً من تحقيق المستحيل وتحويل خسارته صفر-4 ذهاباً إلى فوز بالنتيجة ذاتها على الأقل ان لم يكن أكثر وحجز بطاقته إلى الدور ربع النهائي.

أرسنال يبهر

وكان أرسنال صاحب الأفضلية منذ البداية وضغط بقوة بحثاً عن التسجيل ونجح في مسعاه 3 مرات في الشوط الأول من أخطاء دفاعية للفريق اللومباردي وكان بإمكانه زيادة الغلة في أكثر من مناسبة، فيما لم يهدد الضيوف أصحاب الأرض سوى مرة واحدة في الدقيقة الأخيرة من الشوط.

وتحسن أداء ميلان في الشوط الثاني وسنحت له أكثر من فرصة لتقليص الفارق دون جدوى خصوصاً السويدي زلاتان ابراهيموفيتش وانطونيو نوتشيرينو، فيما واصل الفريق اللندني أفضليته وأهدر له قائده الدولي الهولندي روبن فان بيرسي فرصة الهدف الرابع وفرض التعادل والتمديد.

وعموماً خرج رجال المدرب الفرنسي أرسين فينغر برأس مرفوعة وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق المعجزة التي حققتها 3 أندية فقط سابقاً في الكؤوس الأوروبية.

ونجح ريال مدريد الأسباني في تحويل خسارته 1-5 ذهاباً أمام بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني إلى فوز برباعية نظيفة إياباً في الدور الثالث لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1985-1986، وليكشوش البرتغالي أمام أف سي لا شو-دي-فون السويسري (2-6 ذهاباً و5-صفر إياباً) في الدور التمهيدي لكأس الأندية الأوروبية الفائزة بالكأس موسم 1961-1962)، وبارتيزان بلغراد الصربي أمام كوينز بارك رينجرز الانجليزي (2-6 ذهاباً و4-صفر إياباً) في الدور الثاني لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1984-1985.

غيابات في ميلان

وخاض ميلان، الذي حسم نتيجة الذهاب في صالحه برباعية نظيفة على ملعب سان سيرو وألحق أقسى خسارة بالفريق اللندني في المسابقة القارية العريقة، المباراة في غياب أكثر من لاعب أساسي خصوصاً البرازيلي ألكسندر باتو والغاني كيفن برينس بواتنغ وماسيمو امبروزيني والهولندي كلارنس سيدورف وجينارو غاتوزو واليساندرو نيستا.

وتفادى ميلان خيبة موسمي 2003-2004 عندما تقدم 4-1 على ديبورتيفو لاكورونيا الأسباني في ذهاب الدور ربع النهائي ثم خسر صفر-4 إياباً وودع المسابقة وكانت المرة الأخيرة التي استقبلت فيها شباكه 3 أهداف في الشوط الأول، ثم 2004-2005 عندما تقدم بثلاثية نظيفة على ليفربول الانجليزي في الشوط الأول من المباراة النهائية قبل ان يدرك الأخير التعادل 3-3 في الثاني ويحرز اللقب بركلات الترجيح.

 

بداية قوية

وضرب أرسنال بقوة منذ البداية وضغط بقوة على لاعبي ميلان وأجبرهم على ارتكاب العديد من الأخطاء التي حصل من خلالها الهولندي مارك فان بومل على بطاقة صفراء ستحرمه من خوض ذهاب الدور ربع النهائي (5).

ونجح أرسنال في افتتاح التسجيل عبر المدافع الفرنسي كوسييلني بضربة رأسية إثر ركلة ركنية انبرى لها أليكس أوكسلاده تشمبرلاين أسكنها على يمين الحارس كريستيان أبياتي (7).

وكاد فان بيرسي يضيف الهدف الثاني إثر تلقيه كرة خلف المدافع البرازيلي ثياغو سيلفا من ثيو والكوت فسددها من داخل المنطقة أبعدها أبياتي بقدمه (10).

وتألق الحارس أبياتي ببراعة لإبعاد تسديدة قوية لفان بيرسي من خارج المنطقة إلى ركنية (19).

وأضاف الدولي التشيكي توماس روزيكي الهدف الثاني مستغلًا كرة خاطئة من ثياغو سيلفا داخل المنطقة فسددها بيمناه زاحفة على يسار أبياتي (26).

وحصل أرسنال على ركلة جزاء إثر عرقلة والكوث داخل المنطقة من قبل المدافع الجزائري جمال مصباح ونوتشيرينو فانبرى لها فان بيرسي بنجاح (43).

فرص مهدورة

وأهدر المصري الأصل ستيفان الشعراوي فرصة ذهبية لتقليص الفارق وتعقيد مهمة أرسنال إثر تلقيه كرة على طبق من ذهب من الدولي الهولندي اوربي ايمانويلسون داخل المنطقة فانفرد بالحارس البولندي فويسييتش شيسني لكنه سدد بجوار القائم الأيسر (45).

وخرج شيسني في توقيت مناسب لإبعاد الكرة من أمام ابراهيموفيتش المنفرد (53).

وأنقذ أبياتي مرماه من هدف محقق في مناسبتين بتصديه لتسديدة الدولي العاجي جيرفينيو من داخل المنطقة، حيث أبعدها بيمناه وتهيأت أمام فان بيرسي الذي حاول لعبها ساقطة من مسافة قريبة بيد ان الحارس الإيطالي المخضرم تصدى لها بيده (58).

وتصدى شيسني للتسديدة قوية لمصباح من خارج المنطقة، بيد انه ارتكب خطأ فادحاً عندما أبعد كرة خطفها ابراهيموفيتش وسددها من 35 متراً بجوار القائم الأيمن (62).

 

تغييرات المدربين

ودفع مدرب ميلان ماسيميليانو اليغري بلاعب الوسط البرتو اكويلاني مكان الشعراوي مباشرة بعدما أهدر الاخير فرصة ذهبية من مجهود فردي أنهاه بتسديدة قوية من خارج المنطقة تصدى لها شيسني في مناسبتين (69).

وكاد ابراهيموفيتش يفعلها من تسديدة قوية من الجهة اليسرى أبعدها شيسني قبل ان يشتتها الدفاع (76)، أهدر بعدها نوتشيرينو فرصة ذهبية للتسجيل إثر تلقيه كرة أمام المرمى من اكويلاني فسددها في مكان تواجد الحارس شيسني الذي تصدى لها في مناسبتين (77).

ودفع فينغر بالمهاجم الدولي المغربي مروان الشماخ والكوري الجنوبي يونغ بارك مكان تشامبرلاين ووالكوث دون ان ينجح في زيادة الغلة.

يذكر أنها المرة الثانية التي يلتقي فيها الفريقان في هذا الدور في أربعة أعوام، ففي موسم 2008-2009، عاد ميلان من ملعب "الإمارات" في لندن بتعادل سلبي، لكن أرسنال سجل هدفين في آخر 6 دقائق عبر الأسباني سيسك فابريغاس والتوغولي ايمانويل اديبايور ليخرج فائزاً 2- صفر في ميلانو.

وكانت هذه البداية السلبية للفريق الإيطالي، إذ خسر مرتين على التوالي بعد ذلك في الدور الثاني أمام فرق انجليزية، حيث فاز فريقا مانشستر يونايتد وتوتنهام على ملعبه "سان سيرو"، علماً ان ميلان توج بآخر ألقابه السبعة عام 2007 عندما فاز على ليفربول في النهائي 2-1.

 

فوز سهل لبنفيكا

وفي المباراة الثانية على استاد "لا لوش" وأمام 46 ألف متفرج، استغل بنفيكا عاملي الأرض والجمهور وتغلب على ضيفه زينيت سان بطرسبورغ الروسي 2-صفر.

وانتظر بنفيكا الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول لترجمة أفضليته إلى هدف سجله الاوروغوياني ماكسيميليانو بيريرا من مسافة قريبة إثر تلقيه كرة من الدولي البارغوياي اوسكار كاردوزو، قبل ان يضيف نيلسون اوليفيرا الهدف الثاني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني إثر انفراد بالحارس الروسي فياتشيسلاف مالافييف.

وتابع الفريق البرتغالي بطل عامي 1961 و1962 سجله الرائع على ملعبه في مبارياته الـ20 الأخيرة في المسابقات الأوروبية، حيث حقق فوزه الـ16 مقابل 3 تعادلات وخسارة واحدة.

وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها بنفيكا ربع النهائي منذ عام 2006.