تفاعل قضية الرشاوى في الاتحاد الدولي لكرة القدم بشكل غير مسبوق

انجلترا تهدد بالانسحاب من الفيفا وقطر تنفي تهمة الرشوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف وزير الرياضة  البريطاني هيو روبرتسون  أن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم  يدرس  الانسحاب من  الفيفا بسب أزمة الرشاوى التي كشف النقاب عنها  في عمليات التصويت  على استضافة  كأس العالم وأنه على علم بأن  عددا من الاتحادات  الاوروبية والدولية تدرس الانسحاب من  الاتحاد  الدولي. وفي المقابل نفت قطر بقوة المزاعم الانجليزية وأكدت أنها برئية من تهم تقديم أموال في شكل رشوة للحصول على شرف تنظيم مونديال 2022.

يأتي ذلك فيما كشف استطلاع رأي علي موقع صحيفة الجارديان ان 80% من البريطانيين وكذلك الاندية يفضلون تعليق تصويت الاتحاد الانجليزي لكرة القدم في رئاسة الفيفا وعدم الذهاب للتصويت بسبب الفضائح المالية.

تهديد بريطاني

وقال وزير الرياضة البريطاني هيو روبرتسون في اول تعليق له على ما كشف بالبرلمان البريطاني يدعو الاتحاد الانجليزي لكرة القدم بانه يدرس احتمالية الانسحاب من عضوية الفيفا اذا لم يقم الاتحاد بالتحقيق بشفافية في الاتهامات التي طالب 8 من اعضائه في الحصول على أموال مقابل التصويت في ديسمبر الماضي وان بريطانيا في هذه الحالة لن تنسحب وحدها بل هناك دول اخرى ترغب في الانسحاب من الاتحاد الدولي لعدم العمل بشفافية ونحن نرغب في العمل على تحقيق الشفافية ولدينا رغبة في العمل داخل الاتحاد الدولي، لكن يجب ان تكون هناك رغبة للاصلاح من داخل الفيفا وان يقوم بفتح تحقيق مستقل حول الحقائق التي بحوزة الحكومة البريطانية. لكنني احذر انه في حالة عدم تحقيق العدالة في التحقيق فاني الاتحاد الانجليزي ستكون جميع الخيارات مفتوحة امامه ومن بينها الانسحاب وفي هذه الحالة لن تكون بريطانيا وحدها التي ستنسحب لاني اعلم جيدا ان هناك اتحادات محلية كثيرة ترغب في الانسحاب.

وقال الوزير البريطاني نحن لا نهدد الفيفا بل نحثه على العمل بشفافية وبناء الثقة وان يكون نظام التصويت الخاص بالدولة المستضيفة شبيها لما تقوم به اللجنة الاولمبية الدولية في عملية الاختيار والتي تحقق نوعا من العدالة.

وطالب روبرتسون من الاتحاد الدولي لكرة القدم الرجوع الى الوقائع والادلة المقدمة من الاتحاد الانجليزي واتخاذ القرار المناسب وانه يجب تصحيح هذه الاوضاع وتغير نظام التصويت.

لا لإعادة التصويت

وقال الوزير في لقاء مع رابطة الصحافيين البريطانيين ان كلامه لايعني ان يطالب بإعادة التصويت مرة اخرى خصوصا في كأس العالم 2018 والتي خرجت بريطانيا منها من الجولة الاولى بصوتين فقط في حين فازت روسيا كما فازت قطر بحق تنظيم كاس العالم 2022.

يأتي ذلك فيما تصاعدت الأزمة بشكل كبير بين الاتحاد الدولي لكرة القدم ونظيرة الانجليزي بعد نشر البرلمان البريطاني بيانا نشر فيه نص اللقاءات بين اعضاء الفيفا المتهمين بتلقي رشاوى أو مندوبين عنهم وكذلك رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم الرد على خطابات ارسلت له من قبل الاتحاد الانجليزي قبل عملية التصويت اذ أكد الاتحاد الدولي في بيان له الاربعاء نقلا عن جيروم فالكه السكرتير العام للفيفا كان من الأفضل أن تظهر تلك الاتهامات من قبل، فلو كانت معروفة بالفعل فلماذا لم تظهر إلى السطح وقتها ولماذا لم يخبرونا بها كما نفى عدم رد الفيفا على خطاب وصله من الاتحاد الإنجليزي بشأن الاتهامات الخاصة بمونديال قطر 2022، مضيفا انه لا أكذب أحدا لكن لو كنا حصلنا على أي دليل واضح على وجود شبهة إدانة كنا سنحقق في الأمر فورا.

وقال البرلمان البريطاني ان لديه محادثة مسجلة لاسماعيل بهامجي رئيس اتحاد بتسوانا وهو يتحدث مع بعض الصحافيين الذين قدموا انفسهم على انهم من ملف اميركا لكأس العالم وقال لهم لالالا ان هناك من دفع اكثر ففي الملف القطري دفعوا ما يزيد على نصف مليون دولار.

الدوحة تنفي

من جهة أخرى نفى الاتحاد القطري لكرة القدم بشكل قاطع المزاعم الانجليزية بشأن دفع ملف قطر لاستضافة مونديال 2022 مبالغ مالية لاعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، من أجل التصويت لملف قطر لاستضافة مونديال 2022.

وكان النائب في البرلمان الانجليزي في حزب المحافظين دانيال كولينز اتهم رئيس الاتحاد الافريقي عيسى حياتو ورئيس الاتحاد العاجي لكرة القدم جاك انوما بتقاضي مبلغا مقداره ١.٥ مليون دولار مقابل التصويت لمصلحة ملف قطر لكأس العالم 2022، مشيرا الى انه استقى معلوماته من خلال اثباتات لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية.

واشار كولينز "بحسب المعلومات التي وردتنا من الصحيفة البريطانية فان حياتو وانوما حصلا على هذا المبلغ من احد الوسطاء".

خيبة قطرية

وجاء في بيان للاتحاد القطري أول أمس : "يشعر الاتحاد القطري لكرة القدم بخيبة أمل لما نشر (الثلاثاء) على موقع اللجنة البرلمانية البريطانية للثقافة والاعلام والرياضة، عن اثباتات حصلت عليها اللجنة من صنداي تايمز تتضمن ادعاءات خطيرة ولا اساس لها من الصحة ضدنا. ننفي بشكل قاطع هذه الادعاءات. وكما أعلنت صنداي تايمز بحد ذاتها، فان الاتهامات كانت ولا تزال غير مثبتة. ستبقى غير مثبتة، لانها زائفة".

وكان البريطاني مايك لي الذي كان يعمل مستشارا في ملف قطر، وعمل سابقا في نجاح ملف اولمبياد لندن عام 2012 وريو دي جانيرو عام 2016، نفى نفيا قاطعا هذه المعلومات بقوله امام الجلسة ذاتها لمجلس العموم البريطاني "لقد عملت على اعلى المستويات في ذلك الملف وتكلمت طويلا مع رئيس الملف والمدير التنفيذي واستطيع ان اؤكد بانني لم اجد اي دليل لهذه الادعاءات. من خلال تجربتي الطويلة في هذا المجال، ولو حصل هذا الامر بالفعل لكنت شعرت به".

مزاعم الرشوة

كما زعم رئيس الاتحاد الانجليزي السابق لورد تريسمان بان اربعة اعضاء في اللجنة التنفيذية حاولوا الحصول على رشوة في مقابل التصويت لملف انجلترا لمونديال 2018. وجاءت مزاعم تريسمان امام مجلس العموم البريطاني امس وقد اشار الى انه سيرسل بالاثباتات الى الاتحاد الدولي.

وتطال المزاعم كلا من الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، والبارغوياني نيكولاس ليوز رئيس اتحاد كونيمبول (اميركا الجنوبية)، وريكاردو تيكسييرا رئيس الاتحاد البرازيلي، ووراوي ماكودي رئيس الاتحاد التايلاندي.

وكشف تريسمان بان الاتحاد الانجليزي لم يكشف تورط هؤلاء في حينها لانه لم يكن يريد الحاق الاذى بالملف الانجليزي الذي حصل في النهاية على صوتين فقط مقابل 13 لروسيا التي حظيت بشرف تنظيم مونديال 2018.

وزعم تريسمان التالي:

- طلب وارنر وهو نائب رئيس فيفا مبلغا مقداره ٢.٥ مليون جنيه استرليني لبناء مركز تعليمي في ترينيداد على ان يحول المبلغ اليه شخصيا، ثم طلب مبلغا مقداره 500 الف جنيه لشراء حقوق نقل مباريات كأس العالم الى هاييتي التي كانت تعاني من زلزال عنيف ضربها على ان يحول هذا المبلغ ايضا الى حسابه الشخصي.

- طلب ليوز وهو عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي الحصول على وسام فارس وهو اعلى وسام في بريطانيا.

- كشف تريسمان بان تيكسييرا قال له بالحرف الواحد "تعالى وقل لي ماذا تقدمون لي"، اي انه كان يريد شيئا مقابل الحصول على صوته في عملية التصويت.

- اراد ماكودي وهو ايضا عضو في اللجنة التنفيذية الحصول على حقوق بث المباراة الودية بين انجلترا وتايلاند.

Email