تصدر البيان، بالتعاون مع طيران الإمارات، كتاب «سباق مع التاريخ» يتناول مسيرة سباقات الخيول في دبي، بمناسبة إقامة كأس دبي العالمي للخيول2015، الذي يقام اليوم السبت على مضمار ميدان، ويحتوى الكتاب علي 150 صفحة في طباعة فاخرة باللغتين العربية، والإنجليزية، ويضم باقة واسعة من الصور الرسوم التوضيحية، التي تحكي تاريخ سباقات الخيول ونشأتها في الدولة، منذ مطلع الثمانينات، حيث يعتبر الكتاب مرجعاً مهماً للمكتبة الرياضية، ومتابعي سابقات الخيول.

4 فصول
تناول الكتاب نبذة تاريخية عن سابقات الخيول في الدولة، التي بدأت منذ مطلع الثمانينيات، في العاصمة أبوظبي، وتاريخ سابقات الخيول في دبي، ولقاء مع المدرب علي راشد الرايحي، وأسماء الأساطير، الذين شاركوا في مختلف السباقات، وتناول بالشرح موسم دبي لسباقات الخيول، وما يحدث في هذه السباقات ولقاء مع المدرب سعيد بن سرور، الذي لمع اسمه في عالم الخيول.
وفصل كامل عن تاريخ كأس دبي العالمي، منذ انطلاقته في عام 1096، وتاريخ سباقاته، ونجومه، ولقاء مع الفارس أحمد الكتبي، وسيتم توزيع الكتاب على حضور سباق كأس دبي العالمي ليكون مرجعاً مهماً عن سباقات الخيول في الدولة.
وتعتبر سباقات الخيل رياضة تسحر الناظرين، أي أنها تعتمد على النظر والمتابعة من قبل المشاهدين والمتابعين، ولذلك فإن أفضل وسيلة لتوثيقها هي الصور، وهكذا فإن المعلومات المدرجة في الكتاب، تصاحبها صور تحكي قصة الخيل بإمارة دبي، وتعكس الأوجه الخلابة للسباقات، مستخدمة التصوير ثلاثي الأبعاد، والرسومات اليدوية والبيانات المعروضة بطريقة جذابة، ومستفيدة من الصور الأرشيفية التاريخية والحديثة، التي تتنقل بالقارئ فوق مسرح الأحداث، وخلف الكواليس لسباقات الخيل في دبي وحول العالم.

نشأة
أشار الكتاب إلى نشأة رياضة سباق الخيل الاحترافي المنظم بقوانينه وجوائزه المالية، حيث كانت البداية العالمية في إنجلترا بالقرن السابع عشر الميلادي، أما في الجزيرة العربية فكانت البداية في دولة الكويت، في أربعينيات القرن العشرين، وفي عام 1967 قام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس والأب والمؤسس بإنشاء أول ناد للفروسية في أبوظبي، وشجع على إنشاء مضامير لإقامة السباقات عليها.
وفي عام 1969 أقام الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مضماراً للسباق في القصيص، وكان أول مضمار يشهد السباقات المنظمة الرسمية، واتبعها إنشاء مضامير في باقي أنحاء الدولة.

العود يقوى
بحلول عام 1980، شهد نادي أبوظبي للفروسية مضماراً من النجيلة، كانت تتم فوقه السباقات الخاصة، إذ لم يفتح المضمار أبوابه للجمهور إلا في عام 1991.
وفي الأول من أكتوبر عام 1981 استضافت دبي أول سباق منظم للخيول المهجنة فوق مضمار خاص بسباق الجمال، وكانت تلك هي بداية السباقات الاحترافية المنضبطة بقوانين اللعبة، وفي عام 1982 تم افتتاح مضمار جديد لسباق الخيل بالشارقة، وتم تنظيم أول سباق احترافي عام 1983، ولسنوات عدة كان مضمار الشارقة هو مضمار الإمارات الأول، بما يحتويه من مقصورة رحبة ومركز للطب البيطري بكامل أجهزته ومعداته، وإسطبلات تسع ما لا يقل عن مئة حصان.
وشهد عام 1984 افتتاح مضمار رملي للتدريب بند الشبا، وأضيف له 800 مقعد بالمدرج عام 1988.

الانضمام للاتحاد
وفي عام 1985 انضم اتحاد الفروسية والسباق الإماراتي للاتحاد الدولي للفروسية، وذلك ما يشير إلى أن الجهود التي بذلتها الإمارات في هذا الصدد قد وجدت القبول والاعتراف الدولي. وفي العام نفسه وصل المدرب البريطاني لي سامبسون إلى الشارقة ليقوم بتدريب الخيول العربية والمهجنة الخاصة بسمو الشيخ عبد الله القاسمي.
ومع بداية التسعينيات انطلقت رياضة سباق الخيل الإماراتية نحو الاحترافية والمستويات الدولية، فقد انضمت أندية ومؤسسات إماراتية عدة مع بعضها البعض لتنظم أول موسم سباق على مستوى الدولة، يتوزع جدوله بين نادي أبوظبي للفروسية، ونادي الشارقة للفروسية، ومضمار المت بجوار فندق متروبوليتان، ومضمار جبل علي تحت إشراف الفريق سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم.
وفي الموسم التالي، تم افتتاح مضمار حديث بند الشبا، وفي ما بعد تم تكوين هيئة الإمارات لسباقات الخيل، دخل موسم 1992/ 93 التاريخ باعتباره أول سباق احترافي مضبوط بالقوانين المتعارف عليها دولياً.
وشيئاً فشيئاً تطورت هذه الرياضة وتوسعت قاعدتها، مع تزايد المدربين المحليين والفرسان والملاك، الذين استقطبتهم سباقات الخيل، والعديد من الأسماء اللامعة في سماء السباقات الآن كانت تتحسس طريقها لأول مرة في التسعينيات، إلى أن شبت عن الطوق ونضج عودها.
و في عام 1994 تم افتتاح مضمار غنتوت، الذي يضم نادي البولو، وأخذ في تنظيم السباقات المفتوحة بداية بموسم 1996/ 97، وهو صرح ضخم مساحته 300 هكتار مغطاة بالعشب، وبه مدرج يسع 2000 متفرج، وإسطبلات تسع 300 حصان.
وفي عام 1994 كذلك قام نادي أبوظبي للفروسية بتجديد مبانيه وأراضيه، جاعلاً أرضية المضمار من العشب الصناعي المجدول من الألياف، مع الضوء الكاشف القوي الذي يسمح بممارسة السباقات، بعد غروب الشمس.
وسيأتي دور الشارقة في العام المقبل، حيث أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي برنامجاً متكاملاً ضخماً لتجديد نادي الفروسية، بما في ذلك تشييد مدرج جديد مع تصميم حديث للمضمار.

سباقات جذبت الانتباه
تواصل عطاء الشيخ زايد عن طريق أبنائه، مثل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي نظم مهرجان سباقات الخيول العربية العالمي، الذي أصبح مناسبة عالمية ليس لها شبيه، ولقد توسعت المبادرة لتشمل أربعة سباقات دولية كل عام تحسب نتائجها بالنقاط التراكمية، وتسمى منافسات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الدولية للخيول العربية، ومنافسات النساء الفوارس العالمية باسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ومنافسات كأس مزرعة الوثبة للتهجين، ومنافسة الشيخة فاطمة الدولية للفارسات الهاويات.
ولقد أسهمت العديد من المنافسات المحلية، مثل سباقات مكتوم للتحدي، ومنافسات الكأس العربية الثلاثية، وكلاسيكي كحيلة دبي إحدى فعاليات يوم كأس دبي العالمي، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، أسهمت في جذب الانتباه لسباقات وتهجين الخيول العربية الأصيلة محلياً ودولياً.

أحمد بن سعيد: كأس دبي يرسم مستقبل الخيل في العالم
أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، بأنه على ثقة تامة من أن كأس دبي العالمي الذي نعتز به، سوف يواصل في دورته العشرين مسيرته الرائدة في رسم مستقبل سباقات الخيل على مستوى العالم، لما له من مكانة رفيعة ومشاركة متميزة.
تاريخ ثري
وقال سمو الشيخ بن سعيد آل مكتوم في كلمته التقديمية لكتاب «سباق مع التاريخ» بكلمة قال فيها: يرصد هذا الكتاب القيم، الذي يحتفي بالعام العشرين لسباق كأس دبي العالمي، التاريخ الثري لسباقات الخيول في دولة الإمارات، وذلك من خلال باقة واسعة من الصور والرسوم التوضيحية، كما يبرز الدور الكبير لقياداتنا، التي استطاعت من خلال رؤيتها الحكيمة أن تجسد شغف شعبنا بكل ما يتعلق بسباقات الخيول، وأن تعرضه للعالم بصورة فريدة ومبتكرة.
دور مؤثر
وقال سموه، لقد لعبت الخيل وسباقاتها دوراً مؤثراً في تاريخنا، وشكلت جزءاً مهماً في نسيج تراثنا، الذي نعتز ونفخر به، ونحن اليوم لا نزال نسير على هذا النهج في إحياء تراث أجدادنا، الذين اهتموا بهذه المخلوقات الجميلة وكرموها عبر التاريخ، وانطلاقاً من هذا التراث الغني، بادرت طيران الإمارات إلى رعاية كأس دبي العالمي منذ انطلاقته الأولى في عام 1996، ودأبت منذ ذلك الحين على نقل الخيول وملاكها ومربيها وفرسانها من كل بقاع الأرض إلى دبي، لكي يتنافسوا على مضمار ميدان للفوز بالبطولة، ونيل هذا اللقب الغالي الرفيع.
وأشار سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إلى أن طيران الإمارات تمضي قدماً في مسيرة مجدها ونجاحها لترسي معايير راقية أصبحت مثلاً يتحدى في جودة الخدمات.
زيارة تاريخية لمضمار نيو ماركت قادت سيرة سباقات دبي
شهد يوم الأربعاء في 3 مايو 1967 زيارة الشقيقين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نجلي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، «نيو ماركت» بإنجلترا، المضمار التاريخي، الذي انبثقت منه رياضة سباق الخيل البريطانية، حيث شهدا أول سباق للخيول المهجّنة في حياتيهما.
وألهمت تلك التجربة الشيخين الشابين بعاطفة جديدة تجاه سباق الخيل، وفي تلك السنة نفسها اشترى الشيخان بعض الخيول المهجنة ذات الثلاث سنوات من العمر، وكانت تلك ضربة البداية في عالم أصبحت لهما فيه بسطة ويد عليا، ومنذ تلك اللحظة، أخذت الأسماء من أسرة دبي الحاكمة فوق مسارح السباقات العالمية للخيول.
ولكن القدح المعلى ظل دوماً من نصيب الشيخ محمد، واقتحم كل مجالات العمل التنموي بطموح وحماس منقطع النظير، بما في ذلك رياضة سباق الخيل، ولقد دفعه حبه للخيل نحو كل أنواع الإنجازات، مثل الحركة غير المسبوقة في بيع وشراء خيول السباق، وإنشاء مزارع «دارلي» للتوليد والتهجين، ومؤسسة «جودلفين للسباقات»، ومضمار «ميدان» بدبي، وأخيراً وليس آخراً، كأس دبي العالمي، أغلى سباق للخيل في العالم.
سعيد بن سرور: جودلفين بيتي وعائلتي وكل حياتي
أشار المدرب سعيد بن سرور إلى أن فارس العرب قاده إلى الشهرة والمجد، بعد أن قرر سموه ضمه للتدريب مع فريق جودلفين في نيوماركت، ما أسهم باحتكاكه مع المدربين العالميين، والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. ويشير إلى أنه يشرف على تدريب أكثر من 100 حصان يومياً، ويستمر ذلك من الرابعة وحتى العاشرة صباحاً، والعمل كبير وشاق ومتعب يتطلب التكاتف والتعاون من أفراد الفريق، ولهذا فالعمل الجماعي سر نجاحنا.
يقول المدرب العالمي بن سرور: هناك العديد من الإنجازات التي تحققت في مختلف المضامير العالمية، ولكن الإنجازات التي تحققت داخل الدولة لها طعم آخر إذ إنها جاءت في عقر داري ووسط جمهوري فالفرحة مضاعفة، وأبرزها بلا شك لقب كأس دبي العالمي بواسطة «المتوكل» عام 1999، «دبي ملينيوم» 2000، و«ستريت كراي» 2002، و«مون بلد» عام 2003، و«اليكتروكوشنست» عام 2006و ثم «آفريكان ستوري» 2014.
ويقول سعيد بن سرور، إن مضمار «ميدان» تحقق وفقاً للرؤية الثاقبة لفارس العرب، ويعتبر تحفة ليس لها مثيل وأصبح قبلة أنظار الملاك والمدربين والفرسان العالميين، الذين يحضرون للتنافس في الكرنفال ابتداءً من شهر يناير في كل عام، إلى جانب المشاركة في أمسية كأس دبي العالمي، الذي يعد من أبرز السباقات العالمية، ويستأثر باهتمام الإعلام العالمي، وقال مدرب جودلفين، إنه يرحب ويعلن استعداده لمد يد العون للفرسان المواطنين، الذين أصبح عددهم يتزايد ويسعون إلى تأهيل أنفسهم بالمشاركة في العديد من الدورات.
يقول مدرب جودلفين، إنه رغم فوزه بالعديد من السباقات الكبرى في مختلف المضامير العالمية، إلا أنه يحلم بالفوز بلقب ديربي كنتاكي في أميركا، إلى جانب سباق ملبورن كب، الذي حققنا من خلاله المركز الثاني مرتين، وكذلك الحال بالنسبة إلى كأس اليابان، وتلك السباقات يراوده حلم انتزاع لقبها يوماً ما.
الرايحي: نائب رئيس الدولة قادنــــــــــــي إلى عالم الأضواء
أرجع المدرب العصامي علي راشد الرايحي، النجاحات التي حققها في مسيرته التدريبية في سباقات الخيل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أمر بانتقاله من إسطبل دبي ميتروبوليتان للعمل والإشراف على إسطبل غراند ستاند، الذي من خلاله دخل عالم الشهرة والأضواء.
فكان الإنجاز الباهر، الذي حققه بالفوز بسباق كأس السوق الحرة- دبي في عام 2010، الأبرز في مسيرته ومنه انطلق إلى عالم المجد والمشاركة خارج الحدود، حيث أشرف على قيادة «الشمالي» لسمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم في سباق كأس سنغافورة، حيث جاء ترتيبه الثالث في السباق.
ويشير الرايحي إلى أنه بدأ مسيرة النجاح بإشرافه على تدريب «تروبيكال ستار»، منذ أن كان تصنيفه بين 80-75، محققاً انتصارات عدة ليرتفع بتصنيفه إلى 109، وأبرز الإنجازات التي حققها الرايحي في السباقات المحلية وقبل انطلاقة كأس دبي العالمي 2012، الفوز في خمسة أشواط بمضمار «ميدان» عن طريق «حدباء» و«غربة» و«الوسمي» لسعيد منانة، و«شرايين» لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتومو و«رتلاند بوي» لأحمد الشيخ.
وفي الفترة نفسها حقق الرايحي الفوز 3 مرات في سباق بمضمار جبل علي بواسطة «متجاري» لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، و«غلين نيفس» للشيخ المر مكتوم آل مكتومو و«متيوال فورس» لسمو الشيخ ماجد بن محمد آل مكتوم.
وأبرز الكؤوس التي نال المدرب الرايحي شرف الفوز بها كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول المهجنة «ليستد»و وكأس اليوم الوطني بمضمار أبوظبي بواسطة الجواد «نوار»، الذي نال لقب تحضيري كأس رئيس الدولة.
الفارس الكتبي: لا أعرف المستحيل
الفارس أحمد الكتبي كان من النجوم والدرر الغالية التي شرفت الإمارات عالمياً وسطع نجمه وتلألأ في مختلف المضامير المحلية والخارجية، وكان فوز الكتبي الباهر في مهرجان رويال اسكوت 2008 قد وضعه في دائرة الضوء، وهذا ما قاده للانطلاق والفوز في شوطي أمسية كأس دبي العالمي 2009، حيث قاد «جلاديا تورس» للفوز بلقب شوط سوق دبي الحرة و«ايسترن آنثم» للقب شوط شيماء كلاسيك.
كما فاز عام 2010 بلقب جودلفين للميل عندما قاد «كالفينغ انفلوانس» للفوز باللقب.
الفارس الكتبي أعلن أن السبب الرئيسي في انتقاله إلى عالم سباقات الخيل يعود إلى توجيهات فارس العرب الذي رأى بعينه البصيرة ورؤيته الثاقبة أن أتوجه من ركبي الهجن إلى فارس للخيل.
وكشف الكتبي النقاب عن سبب فوزه بشوطين مهمين في كأس دبي العالمي، إذ يعود إلى النصائح والتوجيهات المهمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قبل السباق حيث طالبه بالهدوء وعدم الارتباك والتعامل مع السباق كشيء عادي مثله مثل أي سباق بمضمار ند الشبا. وأنه غير مطالب بالفوز وهذه فرصته بالمشاركة مع أفضل فرسان العالم.
تحفيز
وقال الكتبي ان كلمات فارس العرب حفزتني حقيقة إلى تقديم أفضل ما عندي وان اثبت وجودي مع أبرز فرسان العالم عن طريق إبراز كل الخبرة التي اكتسبتها طوال السنوات الماضية وأن أرد الجميل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والذي منحني الفرصة الذهبية بالمشاركة في كأس دبي العالمي وتمثيل الدولة في هذه البطولة الغالية على نفوسنا.
وبالفعل لم أخيب ظن وثقة سموه حيث وفقني الله في الفوز بشوط سوق دبي الحرة بقيادتي المهر الرائع «جلاديا تورس» للفوز باللقب. وكذلك قيادة «إيسترن آنثم» لانتزاع لقب «شيماء كلاسيك»، ولا أنسى إنجاز الفوز في سباق «بريدرزكب جوفينايل».
كتاب
إشراقة عهد جديد مع الحدث
تحدث كتاب «سباق مع التاريخ» عن بداية كأس دبي العالمي عام 1996، حيث فتح هذا السباق أفقاً جديدة لتشمل كل الإمارات وشجعت هيئة الإمارات لسباق الخيل كل المواطنين للمساهمة في أنشطة السباقات، بتقديمها الدعم المادي وتوفير فرص التدريب ومزادات السلالات الجيدة، وبين غمضة عين وجهد كبير تطورت هذه الرياضة حتى بلغت عنان السماء.
فقد تضاعفت السباقات والمبالغ المرصودة للجوائز التشجيعية، وزاد عدد الملاك لدرجة هائلة، وكذلك المدربين والفرسان، إلى أن ولجت الإمارات الألفية الثالثة، وهي ضمن عمالقة سباق الخيل، الذين يشار لهم بالبنان.
وفي الأعوام الأولى لهذه الألفية أصدر الاتحاد الأوروبي قراراً مفصلياً بالسماح بتصدير واستيراد خيول السباقات من وإلى أوروبا لمدة تسعين يوماً من دون حجزها في الحجر الصحي البيطري، ما ساعد الإمارات على استقال الخيول الأوروبية ذات المستوى العالمي. ومع بداية هذه الألفية ظهر للوجود في الإمارات أجيال جديدة من المدربين أكثر انفتاحاً على العالم، وأكثر استعداداً لاقتحام ميادين السباق الدولية.
اقتحام
الجنس الناعم يقتحم عالم السباقات
على الرغم من أن الذكور هم العنصر الأغلب في سباقات الخيل بالإمارات حتى الآن، في هذا المجتمع المحافظ، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت العديد من النساء اللاتي اقتحمن هذا المجال؛ فمنهن من شارك في بعض السباقات كونهن فارسات، مثل عنود السويدي، وفاطمة المري، وشذرة الحجاج، وصالحة الغرير، أول مدربة إماراتية.
ويأتي الدعم السخي للمرأة المشاركة في هذه الرياضة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، فهي ترعى السباقات النسوية العالمية، التي ينظمها الاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية خصيصاً للنساء، وكلما تتبلور مثل هذه المبادرات، مع بروز العديد من الرموز النسوية الحاملة لمشعل اقتحام رياضة سباق الخيل، تقترب المرأة الإماراتية أكثر فأكثر من عالم سباق الخيل.
صرح
«ميدان» مفخرة السباقات
اكتمل العمل في مضمار ميدان عام 2010 ليحل محل ند الشبا، الذي شهد معظم سباقات دبي منذ عام 1981. وهذا الصرح الجديد الذي يحتوي على مضمار بكل مستلزماته، وعلى مكاتب نادي سباقات دبي DRC، إبداع متفرد على مستوى الكرة الأرضية، ويقف رمزاً شامخاً لإصرار الشيخ محمد على تحويل دبي إلى عاصمة العالم في سباقات الخيول.
وكانت الأرضية في السنوات الأربع الأولى من مادة التابيتا الصناعية، إلا أن نادي دبي للسباقات حول ميادين السباق في «ميدان» إلى أرضية رملية تقليدية قبيل افتتاح موسم 2014-15.
وفي ديسمبر من كل عام، بعد بداية الموسم الجديد ببضع أسابيع، تتحول الأنظار إلى «ميدان» ترقباً لمعرفة الخيول المشتركة في سباق كأس دبي العالمية، وهي عادة من أفضل الخيول المحلية والعالمية على الإطلاق، وعندما تلج المضمار لتشترك في المنافسة فإنها تخلق جواً درامياً فوق العادة لأنها مقدمة على منافسة حادة بين الأفضل من خيول العالم.
إشراف
مضمار جبل علي إلى النور مطلع التسعينيات
قام الفريق سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم بالإشراف على تأسيس مضمار جبل علي، الذي اكتمل العمل فيه عام 1990، ولقد تم تصميمه بمساعدة الخبير والمدرب ذروبا سلفاراثنام ليصبح أكبر صرح مريح ومتحضر ومتقدم.
ويجتذب مضمار جبل علي أعداداً هائلة من الرواد طوال الموسم، لما يتميز به من تصميم عبقري وأجواء باهرة وميدان سباق به شيء من الانسياب إلى أعلى يجعل الخيل الراكضة تبدو كأنها تتسلق نحو القمة، ما يبهر المتفرجين والمشاركين على حد سواء. ويبلغ طول حلبة السباق 2200 متر، وهي صالحة لكل المناخات، ومغطاة بطبقة من التراب والرمل.
وما يجعل مضمار جبل علي أثيراً لدى الجمهور أن جولاته تعقد يوم الجمعة، العطلة الرسمية للدولة والشركات، إضافة لأجوائه الأريحية المنفتحة والروح التي تميز دبي بكرمها واستقطابها للجمهور بكل مكوناته. والسباقات العادية بجبل علي وميدان مفتوحة للرواد مجاناً، مع فرصة الفوز بالجوائز القيمة عن طريق التنبؤ بالخيل الفائزة بالأشواط الستة بكل سباق.
