نشطت السوق السوداء في عملية بيع تذاكر نهائي دوري أبطال آسيا بين فريقي غوانزهو والأهلي بشكل مكثف قبل 24 ساعـة من بدايـة المباراة، وتحوّلت إحدى المناطق القريبة من الملعب الرئيس، الذي سيحتضن اللقاء غداً بمدينة غوانزو الصينية، إلى سوق تذاكر بأتم معنى الكلمة لا تمت للاحتراف بصلة نهائياً.
وسجلت الأسعار في السوق السوداء تضارباً كبيراً بين التذاكر العادية، التي شهدت زيادة تراوحت بين 25 و 30%، فيما سجلت تذاكر كبار الشخصيات هبوطاً في أسعارها بنسبة 50% أو أكثر حسب نتائج المفاوضات مع السماسرة، الذين تكبدوا خسائر بالجملة في هذا النوع من التذاكر الـ«في آي بي».
وتراجعت أسعار تذاكر الصنف الأول والأعلى ثمناً في نهائي دوري أبطال آسيا من 39 ألف ايوان صيني إلى 20 ألفاً أو حتى أقلّ عندما يقود الشاري مفاوضات ناجحة مع البائع، فيما نزلت أسعار تذاكر الفئة الثانية من كبار الشخصيات من 18 ألف ايوان صيني إلى 10 آلاف، وتراجعت أسعار تذاكر الفئة الثالثة من 10آلاف ايوان صيني إلى 9 آلاف.
ونجح مندوب «البيان»، الذي تقمّص دور الباحث عن 10 تذاكر لنهائي دوري الأبطال في اقتحام السوق السوداء واستدراج أحد التجّار ويدعى تشان إلى الفندق بتعلّة إحضار المبلغ المطلوب، وتم إجراء مفاوضات بدت جادة معه للحصول على أفضل سعر.
مفاوضات
وتمكنا خلال المفاوضات من الحصول على كشف كامل عن الأسعار الجديدة في السوق السوداء، حيث ارتفعت التذاكر العادية بنسبة 25و 30 % بسبب بيعها كلها منذ الأيام الأولى، ووصل سعر تذكرة سعرها الحقيقي 3 آلاف ايوان إلـى 4 آلاف، فيما ارتفع سعر تذاكر من فئة 4 آلاف إلى 5,5 آلاف، ووصلت أسعار تذاكر 6 آلاف إلى 7,5 آلاف.
وأثار الهبوط الحاد لتذاكر كبار الشخصيات شكوكنا، وتساءلنا: هل هذه التذاكر سليمة أو مزورة؟ ولم نخف شكوكنا عن تشان، الذي أكد أن عزوف الجماهير عن هذه الفئة من التذاكر جعل سعرها ينزل إلى 50% أو أقلّ من ذلك في بعض الأحيان خشية التعرض لخسائر فادحـة، وأنها ليست مزورة كما اعتقدنا، وطلب منا التأكد من «البار كود» الموجود عليها، وقال: أفضّل بيعها بنصف ثمنها على أن أخسره كاملاً بسبب عدم الإقبال عليها.
إغراء
وحول مجازفته بالتجارة في هذا النوع من التذاكر، الذي يصعب ترويجه بسهولة، أوضح تشان أن نفاد التذاكر العادية منذ الأيام الأولى للبيع أغرى تجار السوق السوداء بالمغامرة في تذاكر كبار الشخصيات، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى، التي يقوم فيها بهذه العملية، حيث سبق أن باع جميع التذاكر، التي حصل عليها في نهائي دوري الأبطال 2013، الذي توج فيه غوانزو باللقب لأول مرة في تاريخه، وقال: أعتقد بأن وصول فريقنا لأول مرة إلى النهائي في 2013 كان وراء نجاح عملية بيع جميع التذاكر في السوق السـوداء، لكن هذه المرة لا نعرف سبب العزوف على تذاكر فئة كبار الشخصيات رغم أن أسعارها كانت متقاربة مع الأسعار الحاليـة.
والغريب في الأمر أن ترويج التذاكر في السوق السوداء بغوانزو يتمّ أمـام رجال الشـرطة ودون خـوف من الملاحقة القانونية، ما يطرح أسئلة حول ما إذا كانت السلطات المحلية متسامحة مع التجّار، في الوقت، الذي تشهد فيه هذه الظاهرة مقاومة شديدة من العديد من الاتحادات المحلية وحتى القارية للحد من انتشارها.
ولا يتردد تاجر السوق السوداء في عرض بضاعته على أي شخص يقترب منه، خصوصاً الغرباء عن غوانزو، ويطالبونهم بمبالغ مضاعفة في البداية، إلا أنهم سرعان ما يتراجعون عندما يتأكدون أن السعر المطروح لم يعجب الشاري.
لقطات




