بات الأهلي المادة المثيرة والدسمة في الموسم الكروي الحالي، ونجح بجدارة في سرقة الأضواء من الدراما التركية، وأصبحت قضاياها، تحقق نسب المشاهدات والمتابعات الأعلى في وسائل الإعلام المختلفة، بما يحققه الفريق من نتائج، تعتبر إيجابية على حد كبير رغم المشكلات اليومية، التي يعيشها، بما يعتبر شهادة نجاح للإدارة الأهلاوية، لأنه رغم كل ما يدور حول الفريق الأول لكرة القدم، فإن "الفرسان" يتصدرون دوري الخليج العربي، وتأهلوا إلى دور الثمانية لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وإلى نصف نهائي كأس المحترفين.

استهل الأهلي فصول الإثارة مبكراً في الموسم الحالي، عندما تعاقد مع مدربه الروماني كوزمين، بعد أن حقق مع العين لقبي دوري المحترفين في الموسمين الماضيين، وبعد فاصل كبير من التكهنات حول هوية المدرب القادر على خلافة الإسباني كيكي فلوريس، الذي ذهب بدوره بعد انطلاق الموسم، وفي هدوء شديد، لتدريب العين على النقيض من الضجة الكبيرة، التي صاحبت انتقال كوزمين إلى الأهلي، لبقاء موسم في تعاقده مع "الزعيم"، وينتهي بنهاية الموسم الجاري.

بالون الإثارة

أطلق الأهلي بالون الإثارة الثانية في الموسم الجاري، عندما تعاقد مع البرازيلي سياو، والمواطن وليد عباس لاعبي الشباب، في صفقة أثارت الكثير، ولا تزال من الجدل، بعد وصول مقابلها المالي إلى حوالي 50 مليون درهم، إضافة إلى إعادة عصام ضاحي إلى الشباب من الأهلي على سبيل الإعارة، وانتقال لاعبين آخرين من الأهلي إلى الشباب في كرة اليد والطائرة والسلة.

مع صافرة انطلاقة دوري الخليج العربي لكرة القدم، تلقى الأهلي ضربة قوية بإصابة حارسه العملاق ماجد ناصر في وتر الأكليس، بما استدعى غيابه للعلاج حسب ما تشير التقارير الطبية حتى مارس المقبل، ولم يكن أمام "الفرسان" سوى الاعتماد على الحارس سيف يوسف العائد من الإصابة، مع محاولة التعاقد مع حارس بديل، وجرت مفاوضات لضم حارس دبا الفجيرة محمد سالم الرويحي، وظلت تلك المفاوضات، التي لم تحقق النجاح، قائمة حتى الثانية الأخيرة قبل إغلاق باب الانتقالات، وشهدت بعدها جواً من الإثارة، نتيجة تبادل للتصريحات النارية.

ظهور جديد

عاد كوزمين إلى الظهور مجدداً، عندما قررت لجنة أوضاع اللاعبين تغريمه نصف مليون يورو، لقيامه بفسخ تعاقده مع العين قبل نهايته، وهنا ثار المدرب في المؤتمر الصحافي لمباراة الأهلي وعجمان في كأس المحترفين، وأدلى بتصريحات ساخنة، دفعت العين وأحد مشجعيه لشكواه إلى لجنة الانضباط التي قررت إيقافه 3 مباريات وتغريمه مئة ألف درهم، ثم عادت لجنة الاستئناف وقررت إلغاء العقوبة، ولكن بعد تنفيذ المدرب لفترة الإيقاف.

كما ظهرت مشكلة مستحقات رعاية اللاعب البرازيلي جاجا لصالح نادي ميتالست الأوكراني، وقيمتها 30 ألف يورو، ونتيجة لعدم استلام الأهلي لقرار التعويض التضامني من لجنة الانضباط الدولية، تم تبليغ الاتحاد الإماراتي للكرة، الذي تسلم الخطاب الأول من دون تسليمه للأهلي، بخصم 3 نقاط من رصيد "الفرسان" في الدوري، ما دفع الإدارة الأهلاوية إلى الإسراع بتسديد التعويض المادي، لتغلق فصول القضية على خير.

صدمة جديدة

لم يكد الأهلي يفيق من قضية جاجا، حتى تلقى صدمة أخرى بقرار لجنة التحكيم باتحاد الكرة الإماراتي، بإيقاف كوزمين لمدة 6 شهور، مع تغريمه مئة ألف درهم، وهي القضية التي يبدو أننا سنعيش معها لفترة من الزمن، لأنه لم يعد أمام الأهلي سوى اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية (الكأس) للتظلم، بعد استنفاذ كافة درجات التقاضي باتحاد الكرة، في الوقت، الذي ينوي فيه نادي العين، الاتجاه إلى القضاء المدني، للحصول على تعويض مادي من المدرب، عقب قرار التحكيم الذي جاء لصالحه بتضمنه إمكانية اللجوء إلى هذا الخيار.

حتى انتهاء فصول قضية كوزمين، تنتظر الأهلي مواجهة حاسمة أمام الشباب يوم الجمعة المقبل، ووجهت جماهير الأهلي دعوة عبر الحسابات الشخصية تحت شعار "جمعة أوفياء الأهلي"، وطالبت فيها الجماهير الأهلاوية بالتواجد بكثافة عالية في مباراة الشباب، من خلال نشر مقولة: "إذا لم تكن أهلاوياً وقت الانكسار، فلا تستحق أن تكون أهلاوياً وقت الانتصار".