يعتبر 2012 -2013 موسماً «للنسيان» في مسيرة فريق الجزيرة قياساً بالمستويات التي قدمها والنتائج التي حققها في المسابقات التي شارك فيها بالموسم، بداية بخسارته كأس السوبر أمام العين، ثم لقبه كحامل لكأس رئيس الدولة أمام الشباب، ثم لقب كأس اتصالات في أمام عجمان، وخروجه من الدور الأول لبطولة الأندية الآسيوية، والإيجابية الوحيدة هي المركز الثالث في الدوري والمشاركة في دوري أبطال آسيا المقبل.

الحالة التي مر بها العنكبوت ليست غريبة في عالم كرة القدم وسبق أن تعرض لها كثير من الفرق المحلية والعالمية وتسمى في علم التدريب "الهضبة".

وتمثل الهضبة في كثير من الأحوال الحد الفسيولوجي، وهو عبارة عن مرحلة ثبات مستوى يمر بها اللاعبون، ويتوقفون عن التطور إلى أن يتم اختيار طريقة أخرى من التدريب أو التكنيك، وهي مرحلة خطرة لأنها تسبب فقدان الرغبة والدافع للتطور، والحد الفسيولوجي (وهو أعلى حد يصل إليه المتعلم أو اللاعب) لا يستطيع أن يتقدم عليه ثم يبدأ بالهبوط بالمستوى.

من الناحية العلمية هناك أسباب متعددة لحدوث الهضبة، أبرزها التعب، نقص الدافعية، تغير التكنيك، الخطأ غير المقصود، الاهتمام البالغ، الانتقال من المستوى البسيط للمستوى المعقد، والانتقال من نوع تدريب لآخر.

ومن خلال متابعتنا لمسيرة الجزيرة على مدار المواسم السابقة فقد وصل لقمة مستواه الموسم قبل الماضي توجه بالفوز بالدوري والكأس، وفي الموسم 2011- 2012 بدأت تظهر علامات الهضبة على الفريق، بتباين مستوى أدائه وفقد لقبه كبطل للدوري، ثم وصلت الهضبة ذروتها في الموسم المنتهي بتواصل التباين وابتعاده عن منصات التتويج.

الإدارة والمسؤولية

وعلى ضوء هذ الظروف يمكن تحديد أسباب تعرضه للهضبة في عناصر أساسية يتحملها بنسب متفاوتة كل من إدارة الكرة والجهاز الفني واللاعبين، إضافة لأسباب خارجة عن الإرادة.

إدارة النادي لم توفق في توقيت تبديل الجهاز الفني مما ترتب عليها اختلاف أسلوب التدريب من البرازيلية إلى الإسبانية وانعكاسه سلبياً على اللاعبين لعدم وجود وقت كافي لاستيعاب التغيير، كذلك عدم دعم الفريق بعناصر جديدة من اللاعبين المواطنين، وخلق نوع من التنافس بينهم، وأخيراً عدم التعاقد مع لاعب أجنبي لمركز رأس الحربة.

مسؤولية الجهاز الفني

أما الجهاز الفني السابق والحالي فيتحمل السابق بوناميجو جزءاً كبيراً لضعف شخصيته وعدم قدرته التعامل مع النجوم بحسم. أما الجهاز الجديد بقيادة الإسباني لويس ميا فقد يكون له عذره لعدم توليه المهمة من بداية الموسم، وبالتالي لم يكن له دور في الإعداد واختيار اللاعبين الأجانب، إضافة إلى ضغط المباريات ما أدى لانعدام الوقت الكافي لترك بصمته، ومسؤوليته تتركز في عدم استقراره على تشكيلة ثابتة.

المسؤولية الأكبر

أما اللاعبون فيتحملون النسبة الأكبر من الكبوة والتعرض للهضبة لأسباب منوعة، منها وصولهم لقمة مستوياتهم وانعدام الدافعية للتطوير، مع انعدام البديل المنافس في بعض المراكز، ما أثر على دافعية اللاعبين بالسلب لتطوير مستوياتهم، كذلك كثافة المباريات وضغطها بدون فترات راحة بينها كان له تأثيره السلبي على المعدلات البدنية للاعبين ما انعكس بالسلب على أدائهم الفني، ويضاف لذلك تغيير المدربين وما ترتب عليه من اختلاف في أسلوب التدريب وانعدام الوقت الكافي لاستيعاب الجديد وما ترتب عليه من عشوائية في تنفيذ طرق اللعب.

حمد السويدي: استوعبنا الدرس جيداً والجميع يتحمل المسؤولية

 أكد حمد السويدي، رئيس لجنة الاحتراف بنادي الجزيرة أن موسم النسيان لفريق الجزيرة كان صعباً بعد منافسة طويلة استمرت عشر سنوات حقق خلالها العديد من الإنجازات، ومن الطبيعي بعد كل تلك السنوات أن يتعرض الفريق للحالة التي مر بها رغم من وجود نفس العناصر الجيدة من اللاعبين، وقياساً بهذه الظروف فإن حصوله على المركز الثالث جيداً وإن كان أقل من مستوى الطموحات.

وعن الأسباب التي أدت ابتعاد الجزيرة عن منصات التتويج أكد السويدى تحمل الجميع للمسؤولية، الإدارة لم تجدد دماء الفريق في السنتين الماضيتين رغم ظهور عدد من العناصر الجيدة من أبناء النادي مثل علي مبخوت وعلي سالم العامري، كما تتحمل مسؤولية عدم التعاقد مع رأس حربة للفريق.

واللاعبون يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية لعدم ظهورهم بالمستوى المطلوب وعدم حرصهم على تطوير مستوياتهم، والجهاز الفني السابق بقيادة بوناميغو والحالي بقيادة لويس ميا، كل منهما يتحمل المسؤولية بنسبة متفاوتة، وبوناميغو الأكثر، حيث لم يكن قادراً على اختيار التشكيلة المناسبة للمباريات، اتخاذ القرار المناسب لرفع المستوى.

واستطرد السويدي: من الأسباب أيضاً عدم البرمجة السليمة للمباريات في مختلف المسابقات مما ترتب على ضغطها وانعدام فترات الراحة الكافية بينها مما ترتب عليه إجهاد اللاعبين وكثرة تعرضهم للإصابات.

وعن كيفية تخطي الكبوة أكد السويدي أن الإدارة فتحت ملف الموسم الجديد، وبدأت ترتيب كافة أوراقه، بدءاً من التجمع الداخلي يوم 24 يوليو بعد عودة الجهاز الفني من إسبانيا، ومروراً بالمعسكر الخارجي الذي يبدأ من سويسرا، ثم ينتقل إلى إنجلترا لمدة أسبوع، وبعده أسبوع آخر في الدوحة بإجمالي 3 أسابيع، تبدأ منتصف أغسطس.

وأضاف: أما ملف اللاعبين الأجانب والمواطنين فقد تلقينا مقترحاً عاماً من الجهاز الفني عن تطوير منظومة كرة القدم بالنادي، ندرسه الآن، وتقريراً آخر تفصيلياً عن الفريق الأول نبحثه كمجلس إدارة لاتخاذ الإجراءات الخاصة بتطوير الفريق ليكون على مستوى الطموح، سواء من خلال الدفع بعدد من العناصر الشابة التي أثبتت وجودها الموسم الماضي، فضلاً عن التعاقد مع عدد من العناصر القوية لبعض المراكز، وإن كان الجزيرة يجد صعوبة في الحصول على لاعبين يرتقوا لنوعية لاعبيه، حيث يجب أن يكون اللاعب ذا مواصفات خاصة حتى ينسجم مع منظومة الفريق الأول.

وعن اللاعبين الأجانب فالموضوع مطروح للبحث، وسوف يتخذ فيه ما يلزم بما يصب في مصلحة الفريق في الوقت المناسب والمبكر، لينسجم مع الفريق بسرعة قبل بداية الموسم، استفادة من دروس الموسم الماضي الذي يفضلون نسيانه من مسيرة الفريق رغم احتلاله المركز الثالث في الترتيب.

سبيت خاطر: ما تعرض له الجزيرة طبيعي

أكد سبيت خاطر، مدفعجي الجزيرة أن «الدروب» التي تعرض له الفريق طبيعية ومتوقعه بعد سنوات من التألق والمنافسة، وبروز عديد النجوم كان لهم دور إيجابي في دعم المنتخبات الوطنية، وهذه الظاهرة تعرضه لها محلية وعالمية، وبعضها عانى لسنوات والبعض الآخر نجح في الوقوف على أسبابها وعالجها وتخطيها بسرعة، ومن الأندية المحلي العين والأهلي اللذان نجحا في تخطي كبوتهما وعادا أكثر قوة، بينما مازالت بعض الفرق، اصاحبة التاريخ والإنجازات، تعاني!

وواصل سبيت: لتخطي الجزيرة المشكلة الأمر يتطلب عملاً جاداً من كافة الجوانب وخاصة النفسية وتجديد دماء الفريق ودعمه بالعناصر القوية وتجهيز بدلاء لا يقلون عن اللاعبين الأساسيين لخلق منافسة شريفة بينهم وتحفيز الأساسيين على الارتقاء بمستوياتهم.

وأكد أن "الدروب" ظهرت مؤشراتها الموسم الأسبق، وبوضوح في الموسم المنتهي، ويتحمل اللاعبون الجزء الأكبر من المسؤولية!، ولا استبعد كثافة المباريات وضغط المسابقات وتأثيرها السلبي على عطاء اللاعبين في المباريات نتيجة تعرضهم للإجهاد،

وكذلك اختيار عدد كبير من اللاعبين للمنتخبات الوطنية ومشاركتهم كأساسين وعودة بعضهم مصابين، وحاجتهم للراحة حتى لا تستفحل إصابتهم، وحصول الفريق على المركز الثالث في الدوري رغم كل هذا يعد إنجازاً يحسب له.

واختتم سبيت خاطر، مؤكداً أن الجزيرة بما يضمه من أفضل اللاعبين المواطنين على مستوى الدولة وما يتوفر لديه من إمكانات ويجده من دعم من المسؤولين قادر على تخطي "الدروب" والعودة لمكانه الطبيعي كفريق قادر على المنافسة في جميع البطولات التي يشارك فيها.

لويس ميا: استفدت من تجربتي القصيرة

أكد الإسباني لويس ميا، الذي تولى تدريب الجزيرة بدءاً من البطولة الآسيوية والدور الثاني للدوري، أنه في مجال التدريب يعلم أن الضغط دائماً على المدرب، ورغم عدم تحقيقه طموحات الفريق والجماهير وما كان يتطلع إليه شخصياً للظروف التي تولى فيها المهمة والتي لا تخفى على أحد، وربما ارتكاب بعض الأخطاء غير المقصودة، إلا أنه استمتع بالعمل مع الجزيرة ومن المؤكد أنه استفاد من التجربة رغم قصرها ويثق في أن الموسم المقبل سيكون أفضل.